رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بحوث الصحراء يكشف عن أسباب عدم استخدام طمي بحيرة ناصر في حقن التربة

حقن التربة
حقن التربة

كشف تقرير لمشروع حقن التربة في مركز بحوث الصحراء أن الأسباب التي حالت دون استخدام الرواسب الطميية من بحيرة ناصر في هذا المشروع هي أن نواتج تكريك الرواسب الطميية تخرج بشكل مبتل، فيلزم نشرها وتجفيفها أولاً لسهولة نقلها. وبالتالي، سيتم تبخير كميات كبيرة من المياه العذبة من هذه الرواسب الطميية، أو نقلها كما هي، وهذا يحتاج إلى حاويات ضخمة وبالتالي تكون تكاليف النقل مرتفعة جدًا. ومن ثم يرتفع التكلفة الاقتصادية لاستصلاح الفدان بهذه الطريقة.

وأضاف التقرير أن الفريق البحثي للمشروع استبعد أهم مصادر الطين الرطبة، والتي تتمثل في تكريك الرواسب الطميية من بحيرة ناصر، بسبب صعوبة استخراجها وعدم جدواها الاقتصادية. كما قام الفريق البحثي بدراسة المصدر الثاني من مصادر الطين الرطبة، وهو استخدام نواتج تكريك وتطهير المصارف والترع والقنوات والرياحات، وفصل حبيبات السلت والطين منها وحقنها في الأراضي الصحراوية المستهدف استصلاحها. ولكن يحول دون ذلك الممارسات الخاطئة مثل إلقاء مياه صرف المصانع والصرف الصحي وإلقاء القمامة والحيوانات النافقة بها. ومن المعروف أن الطين يتمتع بسعة تبادلية كاتيونية مرتفعة ومساحة سطح معرضة كبيرة جدًا، بالإضافة إلى أنه سالب الشحنة مما يجعله يمتص العديد من العناصر الثقيلة على أسطح معادن الطين، مما يسبب تلوث الأراضي الصحراوية المستهدف استصلاحها بهذه الطريقة بالعناصر الثقيلة التي تؤثر سلبًا على صحة الإنسان والحيوان وتسبب الأمراض والأوبئة الخطيرة.

وأضاف التقرير أن الفريق البحثي لمشروع حقن التربة الرملية بالسلت والطين قام بتنفيذ المرحلة الأولى من المشروع بعمل خريطة إلكترونية لحصر وتصنيف ودراسة مصادر الطين الجافة المنتشرة في الصحارى المصرية وتحديد أولويات استخدامها في حقن التربة الرملية بها لرفع خصوبتها وتحسين خواصها المائية. ولكن يجب أن يكون الاستصلاح بهذه التقنية مبنيًا على دراسة مستفيضة لمصادر الطين الجافة في مصر، بما في ذلك أماكن تواجدها بكميات اقتصادية وتحليل خواصها الطبيعية والكيميائية والمعدنية، وتحديد نسبة ونوع الطين المسيطر عليها. ويتم توثيق كل هذه المعلومات لكل منطقة دراسة بإحداثياتها على خريطة إلكترونية يتم تحديثها بشكل دوري عند دراسة منطقة جديدة.

وأوضح التقرير أنه يتم ترتيب أولويات إضافة مصادر الطين الجافة المدروسة للظهير الصحراوي القريب من كل منطقة دراسة، بهدف تحسين الخواص الطبيعية والكيميائية والمائية للتربة الرملية ورفع خصوبتها. وبناءً على هذه الخريطة، سيتم تحديد أماكن وضع خطوط الإنتاج لفصل حبيبات السلت والطين في المناطق المدروسة، بحيث تكون قريبة من المناطق المستهدفة للاستصلاح بهذه التقنية، بهدف توفير تكاليف النقل وضمان استدامة المشروع وجدواه الاقتصادية.

كما قام الفريق البحثي لمشروع حقن التربة الرملية بالسلت والطين بتنفيذ المرحلة الثانية من المشروع، من خلال إنشاء خط الإنتاج (قادر1) لتكسير وطحن وفصل حبيبات السلت والطين من المصدر. ويخدم هذا الخط الأراضي الصحراوية المستهدفة للاستصلاح في نطاق الساحل الشمالي الغربي (من الضبعة وحتى السلوم)، وتم وضعه في مركز التنمية المستدامة لموارد مطروح بمنطقة القصر. كما يتم تغذيته بخامات الطين التي تم دراستها في المنطقة الغربية، ويقوم بفصل حبيبات السلت والطين منها تمهيدًا لحقنها في التربة الرملية المستصلحة حديثًا، لتحسين خواصها الطبيعية والكيميائية والمائية، ومن ثم توفير 50-60% من كميات مياه الري المضافة، وتوفير 35-50% من معدلات الأسمدة الكيميائية، وكذلك توفير أكثر من 70% من الأسمدة العضوية المضافة، بالإضافة إلى زيادة إنتاجية الفدان المزروع بالمحاصيل الحقلية والخضروات المستصلح باستخدام هذه التقنية بنسبة 15-35%.

وأوضح أنه لا توجد تربة طينية تحتوي على نسبة 100% من حبيبات السلت والطين، فأغلب أنواع الأراضي الطينية في مصر لا تزيد نسبة حبيبات السلت والطين فيها عن 50%، والباقي رمل وشوائب. لذا فإن خطوط فصل حبيبات السلت والطين من المصدر توفر أكثر من 50% من تكاليف النقل من خلال فصلها لحبيبات السلت والطين، وهو المكون الاقتصادي للمشروع، وليس الرمل والشوائب. 

وأشار إلى أن الفريق البحثي قام بتنفيذ المرحلة الثالثة للمشروع باستخدام تقنية حديثة لمعالجة الأراضي الرملية والرملية الجيرية المتدهورة بالملوحة والقلوية ورفع خصوبتها من خلال حقنها بحبيبات السلت والطين المعالج. ويحتاج الفدان المحقون كلياً من 20-25 طن فقط من خام السلت والطين المعالج، وذلك على حسب قوام التربة الرملية، وذلك لعمق حقن 40-50 سم، وهي منطقة انتشار الجذور الفعالة للخضروات والمحاصيل الحقلية. يتم ذلك من خلال معدات مبتكرة خاصة بذلك. كما تحتاج الشجرة من 70-100 كجم فقط من خام السلت والطين المعالج، وذلك على حسب قوام التربة الرملية، وذلك لعمق حقن 1-1.5 متر، ويتم ذلك من خلال حاقن خاص بالشجر. 

وقد وجد الدكتور علي عبد العزيز، رئيس مشروع حقن التربة الرملية بالطين، أن خامات الطين الجافة تتوافر بملايير الأمتار المكعبة في شتى ربوع الصحارى المصرية، مما يحقق الاستدامة لمشروع حقن التربة الرملية بالسلت والطين، وتمكَّنه من التوسُّع الأفقي في مشروعات استصلاح الأراضي الصحراوية الحديثة من خلال مياه الري التي يتم توفيرها باستخدام هذه التقنية. كما أن تواجد هذه الخامات يفتح آفاق التصدير لتميز هذه الخامات بجودتها العالية مقارنة بالدول الأخرى. لذا، أوصى بضرورة التوسُّع في إنشاء خطوط إنتاج للسلت والطين في مختلف المناطق المستهدفة.