رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عدوى يكشف لـ"الشاهد" كيف حوّل الرئيس التحديات إلى إنجازات؟

عادل عدوى
عادل عدوى

كشف الدكتور عادل عدوي، وزير الصحة الأسبق، عن تجربته داخل الحكومة، وكيف تعامل مع التحديات التي أحاطت الدولة في لحظات فارقة في تاريخ الوطن وكيف حوّلها إلى إنجازات.

 

وقال، خلال لقائه ببرنامج "الشاهد"، مع الإعلامي الدكتور محمد الباز، والمُذاع عبر فضائية "إكسترا نيوز": "الرئيس عبدالفتاح السيسي مستمع جيد جدًا للآراء خاصة الآراء الفنية، وبشكر حضرتك على توثيق 10 سنوات مهمة وغير عادية من عمر الوطن، لأنه كانت 10 سنوات غير طبيعية، وشملت كمًا كبيرًا من الأحداث يكفي لأعوام وأعوام لتوثيقه، أما عن الرئيس السيسي فهو كان شخصًا عسكريًا ملتزمًا هادئ الطباع ذا قرار، مستمعًا جيدًا لكل ما يحيط به، وقبل هذه الفترة عندما كنت مساعدًا لوزير الصحة، كانت لدينا فكرة عن القيادات العسكرية وانضباطها، وكان اسم السيسي يتردد كثيرًا على مسامع المصريين".

 

وتابع: "في عام 2011 كنا نتطلع لزعيم وطني يتحمل مسئولية الدولة في ظل الأوضاع الصعبة، وعندما انضممت للحكومة في 27 فبراير 2014 كانت حكومة في مرحلة صعبة للمصريين الشرفاء وكثير من المسئولين متخوفون من تحمل الحقائب الوزارية، لأن الرأي العام كان غير مستقر والهجوم على صاحب القرار هو الشيء العادي، بالإضافة إلى أنه كان محكومًا على هذه الحكومة أن عمرها قصير بحكم الانتخابات الرئاسية المقبلة في 2014، وكان التعديل الحكومى لفترة 3 شهور يعني أن هناك شيئًا وأمرًا هامًا يستدعي تغيير الحكومة".

 

وأضاف: "كان الرأي العام في هذه الفترة يشكل جزءًا كبيرًا من القرارات المسببة وغير المسببة، وكان من الضروري التعديل في الوزارة لتهدئة الرأي العام، وفكرت كثيرًا في الاعتذار عن الوزارة، واعتذرت قبل ذلك عن حكومة الدكتور الجنزوري، واستمررت في عملي مساعدًا لوزير الصحة ومشرفًا على خدمات الرعاية العاجلة والإسعاف، وهذا ما كنت أجد نفسي فيه، وكنت أستطيع أن أسيطر على الأزمات والاضطرابات والكوارث، ولكن قبلت هذه الحكومة ولم يكن من السهل أن يعتذر شخص بسهولة عن خدمة الوطن، ولذلك اعتذرت كثيرًا عن تولي حقيبة الصحة وقبلتها لصعوبة التحديات التي تحيط بالوطن، وعندما التقيت المهندس إبراهيم محلب وطلبت منه فرصة للتفكير رد عليا أنه لا يوجد فرصة للتفكير، وقال لي (مصر غارقة في دمها، ولا بد من اتخاذ القرار سريعًا)، وقبلت على الفور رغم اعتراضات الأسرة، وبعدها جاء الرئيس السيسي وكلف المهندس إبراهيم محلب بتشكيل وزارة، وكنت أحد الوزراء الأوائل لتأكيد التكليف لوزارة الصحة".

 

وأشار إلى أنه التقى بالرئيس السيسي مرات عديدة أثناء فترة الترشح، "وبعد توليه الرئاسة كان مهتمًا بالملفات الصحية رغم الاضطرابات الأمنية التي كانت تحيط بالوطن، وأزمات الكهرباء والفوضى، ولكن رغم كل ذلك كان يشدد على ضرورة الارتقاء بالملف الصحي وأن يكون في محور التفكير، وكان دائم التحدث عن احتياجات المستشفيات ويخترق أدق التفاصيل، مثل تكلفة السرير العادي عن تكلفة سرير العناية المركزة، وعندما يكون هناك لقاء مع الرئيس السيسي كان أكثر شىء تتم مراجعته التكلفة، لأنه كان دائمًا يتحدث عن التكلفة ويحاول توفيرها، وظهر ذلك في ملف فيروس سي".

 

وأكد الدكتور عادل عدوي، وزير الصحة الأسبق، أن الجلسات مع الرئيس السيسي فيها التزام وإنصات جيد جدًا، متابعًا: "كانت هناك جلسات نقاشية متعددة، وكان يسود هذه الجلسات الهدوء وقدر كبير من الإنصات من المسئول الأول عال جيد، وكان يسمع الفني والمتخصص ثم يصدم من أمامه أنها معلومات دقيقة تنم عن دراسة، فكانت الجلسات مع الرئيس السيسي فيها التزام وإنصات جيد جدًا، وكان يدخل في أدق التفاصيل الذي يعكس اهتمامه بالموضوع ويعكس رغبتك الحقيقية في إدارة الموضوع بطريقة محكمة والوصول إلى النجاح فيه، وكان ذلك ما يطمئن المسئول، لأنه لا توجد فجوة مع الرئيس، فكان يعطي أذنًا صاغية ومناقشة وإعطاء القرار طبقًا للمعطيات المطروحة".

 

وكشف الدكتور عادل عدوي، وزير الصحة الأسبق، عن بداية العمل في ملف فيروس سي، منوهًا بأن "التحدي الأكبر كان في حكومة الرئيس السيسي منذ بداية توليه الرئاسة، لأن تم إجازة من هيئة الأغذية والدواء الأمريكية أخذ عقار دوائي جديد لفيروس سي، وتم إعلانه للعالم أجمع أن هذا العقار شاف لفيروس سي، وهناك فرق بين العلاج والشفاء، لأن العلاج أن تكون لديك أعراض لمرض ما وتأخذ العلاج فيختفي المرض، إنما الشفاء من الأمراض المزمنة هو أن تأخذ عقارًا فتشفي تمامًا وإلى الأبد".

 

وأضاف: "فكان ثورة كبيرة في عالم الدواء، وثورات عالم الدواء غير دائمة الحدوث، مثل اكتشاف البنسلين، وكأن ثورة تهم البلاد التي بها نسبة التفشي عالية مثل مصر، ومصر كانت الدولة الأولى على مستوى العالم في تفشي فيروس سي، وكانت هناك أمراض موجودة في مصر وغير موجودة في العالم مثل البلهارسيا، وبعدها حل محل البلهارسيا ببشاعة فيروس سي في كبد المصريين".

 

وقال وزير الصحة الأسبق، إن الدولة المصرية كانت على طريق التخلص من فيروس البلهارسيا، ولكن لم تكتمل الفرحة بسبب ظهور وتفشي الفيروس الكبدي "فيروس سي"، مؤكدًا أن المواطنين في الريف كانوا يصطفون في طوابير كبيرة لأخذ حقنة لهذا الفيروس اللعين، منوهًا بأن "نسبة تكاثر الفيروس كانت تصل من 150 إلى 200 ألف حالة سنويًا، ويمكن القول إن هذا الفيروس كان يؤدي إلى تراجع الدول اقتصاديًا نتيجة خروح عدد كبير من المواطنين من دائرة القدرة على العمل".

 

واستطرد: "الفئة العمرية من فئة 15 إلى 59 عامًا، وهي الفئة العاملة المنتجة في الدولة المصرية، وكانت تمثل هذه الفئة 60% من التعداد السكاني في مصر، ويمكن القول إن هذه الفئة كانت تصاب بهذا المرض اللعين بصورة لا يتخيلها العقل".

 

وأكد عادل عدوي أنه "كانت لدينا تحديات كبرى في القضاء على فيروس سي، والمنتشر بصورة كبيرة جدًا بين المصريين، موضحًا أن الرئيس عبدالفتاح السيسي كان دائم الإصرار على أن نتحدث على مريض فيروس سي بصورة شاملة وليس بجرعة علاجية، فكان يهمه أن يأخذ المريض جرعات الثلاثة شهور ويشفى".

وأضاف: "التحدي كان في البداية أننا نعمل منظومة هذه المنظومة نضع فيها أولويات لتلقي العلاج إذ كان المريض حالته متأخرة يكون قبل المريض اللي حالته متوسطة وأيضًا قبل اللي حالته بسيطة، وكان عندنا حوالي 26 منفذًا لتقديم العلاج، وعملنا على توصيل منافذ العلاج إلى 52 مركزًا عن طريق توفير نسبة العمالة 100%".

 

وتابع: "أما التحدي الثاني أن توجد منصة إلكترونية لمنع الاحتكاك المباشر بين مركز تقديم الخدمة والمريض"، متابعًا: "فمن الجائز أن عندما نفتح باب العلاج نرى أعدادًا كبيرة من المصريين يمكن أن تصل إلى الآلاف على أبواب مراكز العلاج"، وبالتالي لن نستطيع تقديم الخدمة.

 

وواصل: "لذلك قررنا عمل منصة إلكترونية، وبالفعل وضعنا فيها ملفات المرضى بالألوية والشروط المطلوبة وجرعات العلاج، وأيضًا تم وضع داخل الملف الإلكتروني ساعات العلاج التي سيأخذها المريض والمتابعة الدورية له إلى أن يتم شفاؤه".

عادل عدوى لـ"الشاهد": فيروس سى كان بمثابة وصمة للمصريين