أزمة جديدة بسبب غزة.. البرقيات السرية تكشف تصدعات كبرى في الخارجية الأمريكية
بدأ أنتوني بلينكن وزير الخارجية الأمريكية، التحرك لمعالجة المعارضة داخل صفوف وزارة الخارجية الأمريكية بشأن سياسة إدارة الرئيس جو بايدن والدعم المطلق لإسرائيل خلال العدوان على غزة.
و قال أنتوني بلينكن لموظفي الوزارة "إننا نستمع" إلى أولئك الذين "لا يتفقون مع النهج الذي نتبعه"، وتأتي هذه التحركات من وزير الخارجية بعد عشرات من البرقيات السرية أُرسلت من السفارات الأمريكية، في عدد من دول العالم تعبر عن تخوفاتها من الدعم المطلق لإسرائيل في ظل سقوط آلاف الشهداء في غزة.
برقيات سرية تكشف مخاوف أمريكية من الدعم المطلق لإسرائيل
وأوضحت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أنه في رسالة شملت جميع الإدارات بعد عودة "بلينكن" خلال عطلة نهاية الأسبوع من رحلة إلى الشرق الأوسط وآسيا، اعترف كبير الدبلوماسيين الأمريكيين بأن بعض الدبلوماسيين الأمريكيين أبدوا تحفظات بشأن دعم الولايات المتحدة المطلق لإسرائيل، حيث أسفر العدوان الإسرائيلي عن سقوط قرابة 11 ألف شهيد فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء.
وقال مسؤولون أمريكيون، تحدثوا بشرط عدم الكشف عن، إنه تم إرسال العديد من البرقيات السرية حول هذه القضية عبر قناة المعارضة بوزارة الخارجية، حيث تم إنشاء نظام المعارضة التابع للوزارة خلال حرب فيتنام لتمكين الدبلوماسيين من التعبير عن اختلافاتهم مع السياسة الأمريكية الرسمية دون خوف من الانتقام.
وقال بلينكن للدبلوماسيين الأمريكيين في رسالته: "أعلم أن المعاناة التي سببتها هذه الأزمة بالنسبة للكثيرين منكم لها أثر شخصي كبير، أعلم أيضًا أن بعض الأشخاص في الوزارة قد يختلفون مع الأساليب التي نتبعها أو لديهم وجهات نظر حول ما يمكننا القيام به بشكل أفضل، لقد قمنا بتنظيم منتديات في واشنطن للاستماع إليك، وحثثنا المديرين والفرق على إجراء مناقشات صريحة في المواقع حول العالم على وجه التحديد حتى نتمكن من سماع تعليقاتك وأفكارك، لقد طلبت من قيادتنا العليا الاستمرار في القيام بذلك".
تحذيرات سرية للإدارة الأمريكية
وأوضحت الصحيفة أن الدبلوماسيين الأمريكيين في الخارج حذروا الإدارة الأمريكية بأن مكانتها العالمية قد تتأثر كثيرًا مع تفاقم المعاناة في قطاع غزة.
وقال موظفون في وزارة الخارجية إنهم شعروا بالقلق والإحباط إزاء الانتهاكات العديدة للقانون الدولي، القوانين التي تهدف إلى حماية المدنيين والطواقم الطبية والإعلامية والمدارس والمستشفيات ودور العبادة.
وفي إشارة إلى الوضع الإنساني المتردي في غزة، أخبر بلينكن الموظفين أنه يدرك أن"المعاناة الناجمة عن هذه الأزمة لها خسائر شخصية كبيرة، إن الألم الذي يصاحب رؤية الصور اليومية للرضع والأطفال والمسنين والنساء وغيرهم من المدنيين الذين يعانون في هذه الأزمة أمر مؤلم، أشعر بذلك بنفسي".
وأوضح “بلينكن” إن غزة لا ينبغي إعادة احتلالها، بل يجب أن يديرها الفلسطينيون.