مايا مرسى: التقاليد الموروثة ظلمت المرأة كثيرًا باسم الدين
شاركت د.مايا مرسي، رئيسة المجلس القومي للمرأة، رئيسة الدورة الثامنة لمؤتمر منظمة التعاون الإسلامي للمرأة، اليوم، في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الدولي للمرأة في الإسلام بعنوان "المكانة والتمكين"، الذي تنظمه منظمة التعاون الإسلامي بجدة، تحت رعاية خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وبحضور ممثلين عن 57 دولة اسلامية وذلك على مدار 3 أيام خلال الفترة من 6 وحتى 8 نوفمبر 2023.
وألقت مايا كلمة مصر باسم المجموعة العربية جاء نصها كالتالى: أتوجه بخالص الشكر والتقدير إلى خادم الحرمين على رعايته الكريمة لهذا المؤتمر.
وتابعت "أشرُفُ اليوم بالمشاركةِ باسمِ المجموعةِ العربية وأتقدمُ بخالص الشكر إلى المملكة العربية السعودية الشقيقة "مهد رسالة الإسلام الخاتم" وإلى منظمة التعاون الإسلامي على تنظيم هذا المؤتمر وهو ما يؤكدُ التزامَ دولنا بالنهوضِ بأوضاع المرأةِ ورفع مكانتها وحمايتها وتمكينها في أوقات السلم وفى أوقات الحروب والنزاعات وقبل كل هذا التزامُنا بالتعاليم الإنسانية التى حض عليها دينُنا الإسلاميُّ الحنيف.
وأضافت: نؤكدُ على المكانة العظيمة للمرأة في الإسلام بعد أن كان نصيبُها من أمور الجاهلية هو الأكثر ظلمًا، والأفحش خُلُقًا، حتى جاء الإسلام العظيم بنور هديه القرآني وبجمال خُلُق رسولِه الكريم (عليه أفضل الصلاة والسلام) آخِذًا على عاتقه إعادة المرأة إلى كرامتها الإنسانية وتمكينها من حقها التكليفي في كافة شئون الاستخلاف الإلهي دون وصاية وحسْبُنا من هدي رسول الله الكريم صلي الله عليه وسلم: "إنما النساءُ شقائقُ الرجال".
واستطردت فى كلمتها: وناشد (ص) الرجال المؤمنين وأصحابَ القلوبِ الرحيمة والضمائرَ اليقظة أن يتقوا الله في النساء، وأن يستوصوا بهنّ خيرًا.
وأكدت: لقد ظلمت العاداتُ والتقاليدُ الموروثةُ المرأةَ كثيرًا باسم الدين وهو منها براء وهذا ما أوضحه الأزهرُ الشريفُ ودارُ الإفتاء المصرية بأن المرأة لها أن تتقلد كافةَ الوظائف بما فيها القضاءُ والإفتاءُ، مضيفه: العنفَ ضد المرأة حرامٌ شرعًا وزواجَ القاصرات ضررٌ لا يُقره شرعٌ ويمنعه القانونُ والإجبارَ على الزواج مرفوضٌ شرعًا وقانونًا والحرمانَ من الميراث هو عدوان علي حدود الله وللمرأة حقٌ في الحصولِ على نصيبٍ من ثروة زوجها إذا أسهمت في تنميتها.
وتابعت: وفى سياق الحديث عن مكانة وتمكين المرأة في الإسلام يُسعدُني أن أعلن عن عزم جمهورية مصر العربية بصفتها الرئيسةُ الحاليةُ للدورة الثامنة للمؤتمر الوزاري لمنظمة التعاون الإسلامي للمرأة تنظيمَ مؤتمرٍ دولي حولَ (استثمار الخطاب الديني والإعلامي وأثرُهُ على حماية امرأة وتعزيز حقوق ها) بالتعاون مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة العام القادم.
وقالت: يحتفل العالمُ هذا العام بمرور 75 عامًا على إقرار الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ونجد رسالةَ الإسلام قد أقرت تلك الحقوق قبل ذلك التاريخ بأربعة عشر قرنًا حيث أقر الاسلامُ الكرامةَ والحريةَ والعدلَ والمساواةَ بلا تفرقةٍ أو تمييز والمصادفةُ الغريبةُ في هذا السياق أن هذا الاحتفالَ يتزامنُ أيضًا مع مرورِ 75 عامًا على كفاحِ شعبِ فلسطينَ الحبيبة ومعاناتهِ من الاحتلال.
واستنكرت: فكيف للعالمِ أن يحتفلَ بحقوقِ الانسانِ في الوقتِ الذى يعانى فيه شعبٌ كاملٌ صاحبُ حقٍ وصاحبُ أرضٍ وصاحبُ قضيةٍ من انتهاكاتٍ لحقوقِهِ الانسانية، وتسائلت : فما هي حقوقُ الانسانِ التي يحتفلُ بها العالمُ إذن وهل لها شروطٌ أم أنها مُطلقةٌ لا تخضعُ لازدواجيةِ المعايير.
وتابعت مستنكرة: فها هي حقوقُ المرأة الفلسطينية في قطاع غزة نجد خياراتها جميعها مُرة فهى مُخيرة بين الموت أو استشهادِ فلذاتِ أكبادها أو التهجيرِ القسري فالمنازلُ سُويت بالأرض والطرق أصبحت أنقاضا والمستشفيات والمدارس والمخابز قُصفت والخدمات الأساسية للحياة توقفت وانهار النظامُ الصحي وانقطعت الاتصالاتُ وأكثر من نصف الوفيات من النساء والأطفال.
وتابعت متأثره: تموت الأطفال على الهواء مباشرة جَوّعى يبكون ويرحلون صمتُهم وخوفُهم ونظراتُهم تكسرُ قلوبَنا وتقتلُنا صرخاتهم لا يسمعها القانونُ الدوليُ الإنساني ولكنها ستبقي للتاريخ وآهات الأمهات تملأ الأجواء وتخترق الآذان وتحرق الوجدان، وصرخاتٌ الأمهات لا يسمعها القانونُ الدولي الانساني ولكن أيضًا ستبقي للتاريخ.
أضافت: ولم يعد الموتُ هو أصعبُ ما يُفجع أمهات قطاع غزة فقد بتن محاصراتٍ بشبح فقدانِ جثامين أطفالهن تحت الأنقاض فلجأت للتسلح بـ«بأقلام حبر» لتوثيق أسماء بناتها وأبنائها على كل جزء واضح من أجسادهم الصغيرة.
تابعت "نحن نتنفسُ أطفالنا"!! نعم كأم أقول ذلكتلك هي صرخاتُ الام علي أكفان أطفالها قائلة:"لن أترككم كفنوني معهم"، أى ألمٍ ذلك وأى معاناة تلك جثامين في بيوتها تنتظر التشييع أو أحياء تحت الانقاض ينتظرون الإنقاذ، وتسائلت : (فهل ينتصرُ القانونُ الدولي الانساني لهذه الأصوات ، فأوقاتٌ نجد المجتمعَ الدولي مُستنفرٌ ويؤكد على أن حقوق الانسان هي حقوقٌ لا يجب المساس بها.
وقالت: والآن نجد غضَّ الطرف عن الأصوات التي تطالب بالتهجير القسري لأهالى غزة مطالبات بالتهجير لأكثر من مليوني انسان“لهم كامل" الحق في الأرض الحق في الحياة " ولقد أصبح ثمن الحياة هو تصفية القضية الفلسطينية.
أضافت: نتحدث اليوم عن المرأة في الاسلام المكانة والتمكين ولكن أى مكانة وأى تمكين للمرأة الفلسطينية ؟، مؤكدة : لا مكانة ولا تمكين مع هذا الانتهاك الصارخ للاتفاقيات والعهود الدولية والقرارات الأممية والقانون الدولي الانساني ، ولا مكانة ولا تمكين للمرأة تحت القصف وانعدام الانسانية العالمية، ولا مكانة ولا تمكين للمرأة فى ظل ازدواجية المعايير، ولا مكانة ولا تمكين للمرأة في ظل إبادة جماعية وتطهير عرقي و تهجير قسري ولا مكانة ولا تمكين للمرأة في ظل استراتيجية ممنهجة من العقاب الجماعي.
وأكدت: أطالب اليوم بضرورة مراعاة حقوق المرأة الانسانية في جميع المناقشات والمباحثات المتعلقة بالقضية الفلسطينية بل ومنحها أولوية كُبرى وباسم كل أم نوجه اليوم نداءً واضحاً للأمم المتحدة أوقفوا الحرب طالِبوا بالوقف الفوري والمستدام لإطلاق النار فى قطاع غز بلا قيود أو شروط من أجل الإنسانية، وطالبوا باستمرار النفاذ الآمن والسريع والمستدام للمساعدات الانسانية الى قطاع غزة بلا قيود أو شروط من أجل الانسانية.
وتابعت لا تسمحوا بالتهجير القسري للنساء والاطفال خارج أرضهم مهما كان الثمن وفروا حماية خاصة للنساء والأطفال واضمنوا سلامة المدنيين ، ونطالب الأمم المتحدة أيضًا بإنشاء آليات لرصد انتهاكات حقوق الإنسان وخاصة تلك التي تستهدف النساء والأطفال وفقا للقانون الدولي الإنساني، كما نطالب الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي بإعداد تقرير لرصد انتهاكات حقوق الانسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة والتركيز على الجرائم الواقعة بقطاع غزة بحق المدنيين مع التركيز على المرأة وحقوقها فى مختلف الجوانب وأولها الحق في الحياة.
أكدت "نرفض طرح فكرة تهجير أهالي غزة الى سيناء فالأوطان لا تقبل المساومة حتى لو كان الثمن هو الحياة فلا حياة بلا وطن ولا نريد غير السلام وتسوية الصراع الإسرائيلي الفلسطيني وفق المحددات المتفق عليها بناءً على قرارات مجلس الأمن والشرعية الدولية.
وتابعت ومن الأمور التي تبعث الطمأنينة في القلوب أنه في الوقت الذي نشهد فيه اغتيال للطفولة والإنسانية والأطفال يكتبون وصيتهم على أيديهم نري أيضا أجيالاً جديدة في أمتنا من الأطفال والشباب لم يكونوا ملمين بالقضية الفلسطينية لكنهم أصبحوا يكتبون عن حق فلسطين ويناشدون العالم بوقف النزيف غير الإنساني ووقف الحرب وانهاء الاحتلال وحماية المدنيين والأطفال بل ويغنون "أنا دمى فلسطيني".
واختتمت كلمتها: لا يوجد شعب على الأرض يريد الموت نحن شعوب تعشق الحياة نريد العدالة المطلقة وليس العدالة المنتقاة .. إن تصفية القضية الفلسطينية هي تصفية لحقوق الانسان وهي تصفية لحقوق الشعوب وهي تصفية للحق في الحياة .. ليت الأبناء لا يرحلون و ليت الأمهات لا ترحلن وليت الآباء لا يرحلون.. أوقفوا الحرب وأنشروا السلام ويقيننا بالله لا يتزعزع وأراضينا لا نتركهااو ندفن فيها
وفقنا الله جميعًا لخدمة قضايا المرأة بالدول الاسلامية.