أرض الأبطال.. «الدستور» ترصد 8 مشاهد من سيناء: مشروعات تنموية جبارة واصطفاف لحماية الأرض
ما إن تطأ قدماك أرض سيناء، حتى يتولد لديك شعور خاص وإحساس لا يوصف، بعظمة تلك البقعة الساحرة من أرض مصر، التى ضحى وما زال يضحى من أجلها، أنبل وأشرف من فى وطننا، من رجال وأبطال القوات المسلحة وأفراد الشرطة المدنية، وكذلك المدنيون من أبناء وشيوخ وعائلات سيناء.
وعلى مدار أكثر من ١٢ ساعة داخل تلك البقعة الساحرة من أرض مصر، وعلى هامش زيارة رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى لشمال سيناء، رصدت ٨ مشاهد مهمة من على أرض الواقع، فى ظل التهديدات والتحديات التى تواجه مصر، واشتعال الأوضاع على حدودنا الشرقية.
انتشار مكثف لأبطال القوات المسلحة وعناصر الشرطة ولا يتركون شبرًا دون تأمين
أول شعور لازمنى خلال فترة وجودى فى تلك البقعة الساحرة المروية بدماء شهدائنا على مر التاريخ، هو الأمن والأمان فى ظل الانتشار المكثف من جانب أبطال القوات المسلحة المصرية وعناصر الشرطة المدنية، الذين لا يتركون شبرًا واحدًا فى تلك الأراضى دون تأمين.
كنت من المحظوظين بالوجود فى تلك الزيارة والدخول إلى مقر الكتيبة ١٠١ حرس حدود، وهى الكتيبة التى كانت شاهدة على بطولات رجال قواتنا المسلحة فى حربهم المقدسة ضد الإرهاب وأهل الشر على مدار سنوات طويلة.
وكان لافتًا للنظر تأكيد رئيس الوزراء، خلال كلمته من داخل مقر الكتيبة ١٠١، أن المصريين وأهل سيناء بالأخص، مستعدون لبذل ملايين الأرواح؛ للحفاظ على تراب سيناء ووحدة أراضيها من أى اقتطاع أو تقسيم.
كما حملت كلمة قائد الجيش الثانى الميدانى اللواء أركان حرب محمد ربيع، العديد من الرسائل المهمة، بأن قواتنا المسلحة تحافظ على أعلى درجات الاستعداد والجاهزية لتنفيذ أى مهام، وكذلك التأكيد والتذكير بما فعله رجال الجيش الثانى الميدانى فى حربهم ضد الإرهاب الأسود بكل شجاعة حتى نجحوا فى القضاء عليه تمامًا، كما أنهم مستمرون فى مهامهم الوطنية لحماية الأمن القومى المصرى.
ضخ 363 مليار جنيه لمشروعات جديدة
على طول الطريق داخل محافظة شمال سيناء لا تشاهد إلا الخير، من أراضٍ زراعية ونباتات نادرة إلى مشروعات ضخمة تنموية وبنية أساسية، نفذتها الدولة المصرية خلال المرحلة الأولى من تطوير تلك المناطق، بالتزامن مع محاربة الإرهاب.
المشروعات العملاقة التنموية حق أصيل لأبناء تلك البقعة الساحرة من أرض مصر، فالدولة أنفقت على مدار السنوات الماضية فى المرحلة الأولى من خطة التطوير ٢٨٣ مليار جنيه، وتستهدف ضخ ٣٦٣ مليار جنيه لتنفيذ مشروعات جديدة خلال ٥ سنوات مقبلة.
وتلك المشروعات والتنمية الحقيقية التى تشهدها شمال سيناء ليست رفاهية، ولكنها استثمار حقيقى فى البشر والحجر، كما أنها تهدف لربط سيناء بكل محافظات مصر ربطًا كاملًا بكل وسائل الربط، من طرق وموانىء وسكك حديدية ومطارات، وأن تتحول شمال سيناء إلى مركز عمرانى وصناعى وتجارى وزراعى وسياحى كبير.
المعارضة تدعم الدولة فى رفض تصفية «القضية»
مشهد لافت آخر تمثل فى التفاف كل أطياف الشعب المصرى والقوى السياسية المختلفة، سواء المؤيد منها أو المعارض، خلف رؤية وتحركات القيادة السياسية فى ملف القضية الفلسطينية، وإفشال مخططات تصفية القضية على حساب مصر، من خلال التهجير القسرى لأشقائنا فى غزة إلى سيناء، ولكن هذا الأمر اتضح جليًا من خلال حضور مختلف القوى السياسية تلك الزيارة المهمة، أمس الأول، والتأكيد على ترحيبهم بكل ما أعلنه رئيس الوزراء فى خطة الدولة لتنمية شمال سيناء.
تحدثت مع كل رموز القوى السياسية والبرلمانية المؤيد منها والمعارض، حول رؤيتهم لما يتم فى أرض الفيروز، وأشاد الجميع بما شاهده هناك، ووصفه البعض بالأمر المبهر.
ووصفت جميلة إسماعيل، رئيس حزب الدستور، ما وجدته فى شمال سيناء من تنمية، إضافة إلى ما تم الإعلان عن تنفيذه فى المرحلة الثانية، بأنه شىء مبشر للغاية، خاصة ما تم الإعلان عنه، من إنشاء مجمعات سكنية جديدة، وستتم إعادة المواطنين، الذين تم نقلهم نتيجة الحرب على الإرهاب إلى تلك المجمعات التى سيتم إنشاؤها بأيادى أبناء سيناء.
وقال باسل عادل، مؤسس ورئيس كتلة الحوار، إنه يدعم خطة الدولة المصرية لتحقيق التنمية الشاملة فى شمال سيناء، بالإضافة إلى حماية الحدود المصرية والأراضى من كل المخططات التى تحيط بها، وتدعو إلى تصفية القضية الفلسطينية على حساب الأراضى المصرية.
وشدد على دعم ومساندة كتلة الحوار القيادة السياسية المصرية فى موقفها تجاه القضية الفلسطينية، ورفض التهجير القسرى للأشقاء من غزة إلى مصر، وكذلك تأكيد سيادة مصر على أراضيها.
كما أكد النائب إيهاب منصور، رئيس الهيئة البرلمانية للحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى، أهمية ما أعلنه رئيس الوزراء عن المرحلة الثانية من خطة تطوير شمال سيناء، لتحقيق تنمية حقيقية وشاملة فى أرض الفيروز، وجذب مزيد من الاستثمارات، وتوفير فرص عمل للأهالى بسيناء، والتوسع فى التجمعات العمرانية هناك، التى سيشيدها أبناء سيناء بأنفسهم.
وقال النائب عبدالمنعم إمام، رئيس حزب العدل، إن التنمية التى تشهدها محافظة شمال سيناء أمر مهم للغاية ويستحقه أهالى سيناء، خاصة فى ظل مخططات التهجير التى تسعى لتصفية القضية الفلسطينية على حساب الدولة المصرية.
وأكد أهمية ما تم أمام معبر رفح، من مؤتمر صحفى لكلٍ من رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى، وكذلك رئيس الهيئة العامة للاستعلامات ضياء رشوان، والحديث حول الدور المصرى فى دعم القضية الفلسطينية، وكذلك رفض مخططات التهجير.
ملحمة من شباب المتطوعين لتجهيز المساعدات
عندما توجهت لمعبر رفح اختلطت بداخلى عدة مشاعر متضاربة، منها الأمل الذى أحسست به وسط مئات من الشاحنات المحملة بالمواد الإغاثية والإنسانية والطبية، التى تسعى الدولة المصرية إلى إدخال أكبر كميات منها إلى الأشقاء فى غزة، وشعور آخر بالحزن على ما يحدث داخل القطاع على بعد أمتار من معبر رفح، من ضرب وقصف وعدوان مستمر من جانب جيش الاحتلال الإسرائيلى.
وجدنا شبابًا يواصل الليل بالنهار أمام المعبر، من أعضاء التحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموى، وكذلك من مؤسسة «حياة كريمة» وعدد كبير من المنظمات والجمعيات، التى تواصل تجهيز الشاحنات محملة بالعديد من رسائل الدعم بخط الأيادى على العبوات من الخارج استعدادًا لإدخالها إلى القطاع. كما نظم عدد من أعضاء التحالف الوطنى، وبعض منظمات المجتمع المدنى أمام معبر رفح، تظاهرات تنديدًا بالقصف الإسرائيلى المستمر على قطاع غزة، وردد المتظاهرون هتافات منددة بالعدوان الإسرائيلى، وكذلك داعمة للقضية الفلسطينية والأشقاء بغزة والأراضى المحتلة، منها «على وعلى وعلى الصوت.. وصل صوتك ناس بتموت، مصر قوية يا جدعان.. وقت الشدة وحوش بتبان». وأكد المتظاهرون دعمهم الموقف المصرى الداعم للقضية الفلسطينية، وكذلك الحرص على إدخال أكبر كم من المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى الأشقاء فى قطاع غزة.
حضور لافت للنظر من الفنانين
تلعب القوة الناعمة المصرية دورًا مهمًا على مدار التاريخ فى كل التحديات التى تواجه الدولة المصرية، ورأينا مؤخرًا الأعمال الوطنية للعديد من الفنانين، ومدى النجاح الواسع الذى حققته، ومن بينها مسلسل «الكتيبة ١٠١» و«الاختيار» وغيرهما.
لذلك كان وجود الفنانين كريم عبدالعزيز وأمير كرارة وأحمد العوضى وياسر جلال وآسر ياسين فى سيناء، بالتزامن مع الإعلان عن المرحلة الثانية من التطوير، يمثل أيضًا شيئًا إيجابيًا للغاية، وأنهم ليسوا منفصلين عما يحدث على أرض الواقع.
وقال الفنان كريم عبدالعزيز، إن ما شهدته محافظة شمال سيناء من تنمية وتطوير يدعو للفخر، موجهًا التحية للرئيس السيسى والدكتور مصطفى مدبولى وكل المسئولين، على كل ما تم فى تلك البقعة الطاهرة من أرض مصر.
ضياء رشوان يشرح حجم الجرائم الإسرائيلية لمراسلى الإعلام الأجنبى
حرص مراسلو الصحف الأجنبية ووكالات الإعلام العالمية على الحضور خلال الزيارة، لتغطية الجولة المهمة، وهو ما ظهر جليًا خلال المؤتمر الصحفى الذى عقده ضياء رشوان، رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، ورد خلاله على العديد من استفسارات هؤلاء، سواء فيما يتعلق بالموقف المصرى وأهميته، وكذلك ما يتعلق بوضع المساعدات الإنسانية والإغاثية، وطبيعة العلاقات المصرية الإسرائيلية، وكذلك موقف مصر من استمرار تلك الاعتداءات الوحشية من جانب الاحتلال.
ونجح رشوان فى مخاطبة الإعلام الأجنبى من الناحية الإنسانية بقوله لهم «حكّموا ضمائركم فيما يحدث من انتهاكات ومجازر تخالف كل القوانين الدولية والإنسانية»، واضعًا ممثلى تلك الوكالات والصحف الأجنبية ومؤسساتهم أمام ضمائرهم؛ لكشف الحقائق أمام العالم أجمع.
رسائل مصرية واضحة بأنه لا استقرار دون حل الدولتين
كانت الرسائل المصرية واضحة وصريحة، كما هى العادة، فيما يخص القضية الفلسطينية، بل تستطيع أن تقول إن الزيارة ذاتها التى تمت فى ٣ أماكن لكل منها دلالاته، رسالة مهمة وشاملة ومتكاملة إلى العالم أجمع، خاصة بعد التصريحات التى أدلى بها كل من مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، وضياء رشوان، رئيس هيئة الاستعلامات، من آخر نقطة على الحدود المصرية الفلسطينية عند معبر رفح، على بعد أمتار من القصف الإسرائيلى وأمام سمع وبصر الإعلام الأجنبى ووسائل الإعلام العالمية. التأكيد على الرؤية المصرية تجاه القضية الفلسطينية كان واضحًا جليًا، ورفض مخططات التهجير القسرى للأشقاء من غزة إلى سيناء، إضافة إلى العمل على حل شامل وعادل للقضية الفلسطينية قائم على حل الدولتين، وأنه لن يكون هناك استقرار فى المنطقة، إلا إذا تبنى العالم كله حل الدولتين.
قبائل سيناء ترفض مخططات التهجير وتشيد بمساعى الدولة التنموية
خلال الجولة، تحدثت مع العديد من مشايخ وكبار عائلات سيناء، الذين حضروا الفعاليات المختلفة على مدار اليوم، واللافت للنظر كان الفرحة الشديدة والسعادة الغامرة لديهم، بما يحدث على أرضهم من تنمية حقيقية بعد سنوات من الإهمال، وكذلك حرب مستمرة مع أهل الشر والإرهاب.
وتحدثوا عن كونهم خط الدفاع الأول عن مصر، وأنهم لن يتأخروا لحظة فى تقديم كل ما يمتلكون؛ حفاظًا على تراب ووحدة هذا الوطن، وهذه البقعة الغالية من أرض مصر.
وقال الشيخ عيسى الخرافين، شيخ مشايخ سيناء، إن أرض الفيروز بمثابة أرض الأبطال على مدار التاريخ، ولن يتم السماح بالتفريط فى أى شبر من تلك الأراضى، مؤكدًا دعمه جهود ورؤية القيادة السياسية فى رفض مخططات التهجير القسرى للأشقاء الفلسطينيين إلى سيناء.