وليد العوض يكتب: اليوم الخامس والعشرين وعداد الشهداء ما زال يرتفع
لليوم الخامس والعشرين على التوالي، تواصل أدوات الموت الصهيونية فعلها وتغرس أنيابها الصدئة في رقاب الناس، تنتزع الأجنة من أرحام أمهاتهم، تحطم حاضنات الأطفال الخدج فيلتحقون بركب الشهداء قبل أن يعرفون للحياة لون في قطاع غزة.
عشرات المجازر حصدت عائلات بأكملها فتمزقت أجسادهم وتطايرت أشلاءهم على أغصان الشجر وعلى حواف الطرق في تيه البحث عن النجاة، أكوام من جثث الشهداء فوق بعضها البعض تتراكم يوميًا في باحات المستشفيات إلي أن تحين الفرصة بين الحين والآخر لحفر قبورٍ جماعية تتسع لهؤلاء في مشهد أعاد للأذهان لتلك القبور التي حفرت لضحايا مجزرة صبرا وشاتيلا قبل ٤١ عاما.
آلة الموت الصهيونية تواصل ما بدأته من حرب إبادة قبل 75 عامًا بحق شعبنا وهي اليوم تؤكد وكالتها الحصرية بارتكاب المجازر الكبرى والمتوسطة بحق شعبنا التي بلغت منذ بداية العدوان وحتى صباح هذا اليوم 908 مجزرة متوسطة راح ضحيتها8306 شهداء منهم 3457 طفلًا و2136 سيدة وفتا، 35 صحفيًا و124 من الكوادر الطبية و18 شهيدًا من طواقم الإنقاذ من الدفاع المدني، عدا عن بقي منهم في عداد المفقودين تحت الانقاذ، فيما تجاوز عدد الإصابات التي وصلت المستشفيات العشرون الفًا.
كما يستمر عدوان الاحتلال على شعبنا في مدن وقرى مخيمات شعبنا في الضفة الغربية مخلفا المزيد من الشهداء وما زال عَداد الشهداء يرتفع.
أطنان من المتفجرات ألقيت فوق رؤوس الناس، وأصابت بشكل مباشر أكثر من 200 ألف وحدة سكنية منها قرابة 32.500 وحدة سكنية هدمت بشكل كلي، وغدت غير صالحة للسكن، كما تعرضت 203 مدارس جراء القصف للتدمير الشامل منها 45 لم تعد قادرة على الخدمة، وما زالت آلة التدمير تفعل فعلها دون وازع.
في حربه المجنونة على شعبنا في قطاع غزة، يواصل الاحتلال استهدافه أيضًا للمستشفيات لدور العبادة للكنائس والمساجد فهدم كليا 47 مسجدًا، إضافة لأضرار متنوعة في 3 كنائس.
مئات الآلاف من النازحين الذين دمرت منازلهم تجمعوا في مراكز الإيواء التي باتت تنعدم فيها متطلبات الحياة الإنسانية رويدًا رويدًا دون مياه أو طعام أو وقود وتتراكم أكوام القمامة منذرة بممارسة صحية لم تعد تحتمل.
لليوم الخامس والعشرين جرائم العصر تتواصل والعالم يتفرج بصمت ودولة الاحتلال تطلق العنان لأدوات حصد الأرواح دون وأزع أو رادع وما زال عداد الشهداء يرتفع.