هل يشكل المتظاهرون ضد إسرائيل ضغطا على إدارة بايدن؟
يتواصل الدعم الأمريكي المطلق لدولة الاحتلال الإسرائيلي رغم ما ترتكبه من مجازر بحق المدنيين في قطاع غزة المحاصر، بشكل ينذر بفقدان الولايات المتحدة دورها كوسيط سلام بين العرب وإسرائيل منذ اتفاق كامب ديفيد مع مصر، وصولا إلى اتفاقات السلام الإبراهيمي.
وقال الكاتب الصحفي والمحلل السياسي محمد البديوي، إن إعلان الإدارة الأمريكية انحيازها التام للجانب الإسرائيلي يعود لأسباب كثيرة، على رأسها أن السياسة الأمريكية واحدة، لا تختلف فيها الإدارة الجمهورية عن الإدارة الديمقراطية، وما اتخذه الرئيس جو بايدن من خطوات تعبير عن موقف الدولة تجاه الحليف الأقرب الذي يجب أن تدعمه دائما.
وأضاف “البديوي” أن بايدن أحد الداعمين لإسرائيل منذ كان عضوا في مجلس الشيوخ الأمريكي، وهو نفسه الذي قال منذ 40 عاما لو لم تكن هناك إسرائيل لاخترعنا إسرائيل.
تأثير المظاهرات
وأوضح أن المظاهرات لا تشكل تأثييرا كبيرا على القرار الأمريكي، لأن البيت الأبيض في جميع قراراته حتى الآن لا يعيرها انتباها، بالإضافة إلى أن هذه المظاهرات حتى لو كانت في عدد كبير من الولايات، إلا أنها بالنسبة للإدارة لا تعبر عن كامل الشعب الأمريكي، خصوصا أن استطلاعات الرأي تشير إلى دعم إسرائيل.
وتابع البديوي: البيت الأبيض ينظر إلى اللوبي والشركات المسيطرة التي تتحكم بشكل كبير في الانتخابات، والمسلمون والعرب لا يمثلون نسبة كبيرة في الولايات المتحدة، ولا حتى المتعاطفون معهم ومع قضاياهم، فهم نحو 5 ملايين مواطن تقريبا.
ومضى قائلا: سياسات الولايات المتحدة بنيت منذ فترة كبيرة على دعم إسرائيل، والأجيال الكبيرة في أمريكا تدعم إسرائيل بعكس الأجيال الجديدة، وتغيير النظرة إلى الصراع يتطلب بضع عقودا أخرى.
واستطرد: الولايات المتحدة لا تعير انتباها حتى للمؤسسات الدولية وعلى رأسها الأمم المتحدة وغيرها، وسوف تستمر واشنطن في دعمها الكامل والشامل لإسرائيل، وهناك توافق بين الكونجرس والبنتاجون والبيت الأبيض حول هذه المسألة، رغم تململ وغضب عدد من الموظفين في الإدارة الأمريكية ضد هذه السياسات.
وشدد على ضرورة تبني موقف عربي موحد، يمثل ضغطا على الإدارة الأمريكية حتى تضغط بدورها على إسرائيل لوقف الحرب، لافتا إلى أنه لولا الدعم الأمريكي الغربي المطلق لإسرائيل، ما كانت لتستطيع مواصلة ما تقوم به ضد المدنيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة.