ترسانة أسلحة "حماس" تثير ذعر واشنطن وأجهزة الاحتلال العسكرية
حالة من الذعر تسيطر على الأجهزة الأمنية الأمريكية والإسرائيلية من ترسانة الأسلحة التي تمتلكها حركة حماس، حيث أظهرت صور مخبأ أسلحة حماس نوعًا من العبوات الناسفة التي أرعبت القوات الأمريكية وليس فقط الإسرائيلية ويمكن أن تشكل تحديًا مميتًا في أي غزو بري لإسرائيل في قطاع غزة.
ذعر أمريكى إسرائيلى من أسلحة حماس.. وكابوس العراق يطاردهم
وحسب موقع "بيزنس إنسايدر" الأمريكي، نشرت قوات الاحتلال الإسرائيلية لقطات فيديو هذا الأسبوع للأسلحة التي تمت مصادرتها من حماس بعد عملية طوفان الأقصى، وفي الفيديو، يقول الجيش الإسرائيلي إنه يظهر فقط جزء صغير من الأسلحة المستخدمة في الهجمات وتظهر مجموعة متنوعة من الصواريخ والقذائف والألغام والقنابل اليدوية.
وتظهر مقاطع فيديو أخرى، المزيد من هذه الأسلحة، بما في ذلك ما وصفه جون سبنسر، ضابط متقاعد بالجيش الأمريكي ورئيس دراسات الحرب الحضرية في معهد الحرب الحديثة، بأنه صاروخ خارق متفجر (EFP)، والأجهزة المتفجرة المرتجلة (IEDs).
وكتب سبنسر على موقع X: "من بين التحديات العديدة التي سيواجهها الجيش الإسرائيلي في الغزو البري لغزة، ما كنا نخشاه بشكل يومي في العراق وهي العبوات الناسفة الإيرانية المخترقة للدروع".
وأضاف الموقع أن العبوة المتفجرة لها مظهر مميز، ولها قرص مقعر سطحي يرتكز على قنبلة أصغر، والعبوات الناسفة المرتجلة “EFP” هى مجرد نوع واحد من الأجهزة المرتجلة، لكن السلاح اكتسب سمعة سيئة بسبب مداه وإمكاناته التدميرية وقدرته على إلحاق أضرار جسيمة بكل من المركبات والأفراد، كما حدث مع القوات الأمريكية خلال حرب العراق.
وتابعت أن مخبأ أسلحة حماس التي تم الاستيلاء عليها من قبل إسرائيل يُشير إلى أن الجماعة إما صنعتها بنفسها أو حصلت عليها من جهة خارجية، وبعيدًا عن هذا المخزن فإن حماس لديها مخزون أكبر لاستخدامه في المستقبل، وهو الأمر الذي يثير الذعر في إسرائيل وأمريكا.
وأضافت أن العبوات الناسفة الخارقة هي نوع محدد من العبوات الناسفة التي تزرع على جانب الطريق مصنوعة من النحاس الميكانيكي ويتم وضعها في مجموعة متنوعة من الأغراض اليومية الرخيصة، مثل علب القهوة أو أواني المطبخ وعادةً ما يتم استخدامها كأسلحة غير متماثلة ضد أهداف أكبر وأكثر خطورة، وتم استخدمها بقوة في العراق خلال الغزو الأمريكي.
تفاصيل ترسانة أسلحة حماس
وأوضح الموقع أنه إذا كانت هذه الأسلحة جزءًا من ترسانة حماس، فمن المحتمل أن يتم استخدامها في غزة لصد الغزو، حيث إن القتال في المناطق الحضرية يفسح المجال للحيل والفخاخ، وقد يشكل ذلك مشكلة بالنسبة لقوات جيش الاحتلال الإسرائيلي في غزوها البري للقطاع، كما أن حماس تعرف جيدًا التضاريس الخاصة بالقطاع وهو ما تجهله إسرائيل بشكل كبير.
وأكدت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أن احتمالات أن تكشف حماس عن مفاجأة قاتلة لمواجهة الغزو البري تزداد بقوة، وفقًا للمحللين الذين يدرسون القدرات العسكرية للحركة، حيث أعلنت حماس أنها استخدمت 35 طائرة دون طيار ذاتية التفجير - جميعها تعتمد على تصميمات أسلحة إيرانية، في عملية طوفان الأقصى.
وتابعت أنه من المعروف أيضًا أن صانعي الأسلحة التابعين لحماس حصلوا على تكنولوجيا لمجموعة من الأسلحة الجديدة، بدءًا من الألغام القوية والقنابل المزروعة على الطرق وحتى الذخائر الموجهة بدقة، وقد تم تطوير بعضها من قبل مهندسي حماس خارج غزة.
وأضافت أن معظم الأسلحة المستخدمة في عملية 7 أكتوبر شوهدت من قبل، لكن الخبراء يخشون أن حماس ربما تحتفظ بترسانة احتياطية أكثر تقدما من الناحية التكنولوجية، مفضلة نشر هذه الأسلحة ردًا على الغزو البري.
وقال فابيان هينز، خبير الصواريخ ومحلل الدفاع في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، وهو مركز أبحاث بريطاني: "من المحتمل جدًا أن تمتلك حماس قدرات لم نرها بعد، ولكن قد نراها لاحقًا".
وتابع هينز أنه إذا اتبعت حماس نفس قواعد اللعبة التي اتبعها حليفها حزب الله في حرب لبنان فقد تسعى إلى جر القوات الإسرائيلية لفخ الغزو البري ثم تشن ضربات غير متوقعة، ربما ضد أهداف بعيدة عن خط المواجهة.
وأضاف: "الفكرة هي الوصول إلى مستوى أعلى من التصعيد، ومن ثم إخراج الأرنب من القبعة وإحداث مفاجأة للعالم أجمع".
وأشارت الصحيفة إلى أنه إذا كانت حماس تخطط لمفاجأة مماثلة، فمن الممكن أن تكون طائرة بدون طيار تحت البحر مماثلة لتلك التي كان الزواري يطورها لحماس قبل أكثر من سبع سنوات، وفقًا لهينز ومحللين آخرين.
وأضافت أنه يمكن أن يكون صاروخًا كبيرًا مزودًا بنظام توجيه دقيق، ما قد يمكّن المجموعة من ضرب البنية التحتية الحيوية أو القواعد العسكرية بدقة على بعد عدة أميال.
وتابعت أنه يمكن أن تواجه القوات البرية والمركبات الإسرائيلية أشكالًا أكثر قوة من القنابل القاتلة التي تزرع على الطرق.
وأشارت إلى حماس لديها نماذج أولية للصواريخ والقذائف والطائرات دون طيار كما ساعدت حزب الله في نشر عشرات الآلاف من الصواريخ والقذائف، والعديد منها مجهز بأنظمة توجيه تسمح له بضرب أهداف بعيدة بدقة، كما قامت حماس ببناء مصانع تحت الأرض قادرة على إنتاج الصواريخ والطائرات دون طيار بكميات كبيرة. ويقول مسئولون أمريكيون وإسرائيليون إن المكونات الرئيسية، مثل المتفجرات والدوائر الإلكترونية، يتم تهريبها إلى القطاع من خلال إسقاطها قبالة ساحل غزة عن طريق القوارب.