كيف غيرت دول العالم موقفها من العدوان الإسرائيلى على غزة بعد الجهود المصرية؟
كان للتحركات السياسية والدبلوماسية المصرية، على مدار الأيام الأخيرة، دور مهم في توضيح حقيقة ما يجري في قطاع غزة من قبل الاحتلال الإسرائيلي ومساعيه لتطبيق سياسات العقاب الجماعي وإنهاء الوجود الفلسطيني برمته، لتضع دول العالم أمام حرج شديد وتضطر لتعديل موقفها من الدعم المطلق لانتهاكات الاحتلال إلى الدعوة لوقف هذه الممارسات، ومطالبته بإدخال المساعدات الإنسانية ووقف إطلاق النار عبر معبر رفح.
المفوضية الأوروبية تنتقد الانحياز المطلق لإسرائيل
وكان الاتحاد الأوروبي ومؤسسات من بين الجهات التي اعترفت بهذا الأمر، وسط انقسام في أعضائه بشأن دعم الاحتلال وعدم إدانته بشأن القصف الدائم للقطاع ومنع إدخال المساعدات.
فعلى سبيل المثال وداخل البرلمان الأوروبي، إحدى أهم مؤسسات الاتحاد الأوروبي، انتقد ما يقرب من 700 من كبار مسئولي المفوضية الأوروبية انحياز رئيستها، فون دير لاين، المطلق لإسرائيل.
إسبانيا تغير موقفها من دعم الاحتلال
وكانت إسبانيا من أبرز الدول التي كان موقفها في البداية داعما للموقف الإسرائيلي، لكن خوسيه مانويل، القائم بأعمال وزير الخارجية، أعلن لاحقا أن بلاده ستزيد مساعداتها الإنسانية لقطاع غزة بحزمة قيمتها مليون يورو (1.06 مليون دولار)، وأنها مستعدة لإرسال المزيد، وأنه يجب أن تصل المساعدات إلى السكان المدنيين في غزة.
وسبق وطالبت وزيرة الحقوق الاجتماعية، إيوني بيلارا، الحكومة الإسبانية بملاحقة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في جرائم حرب أمام المحكمة الجنائية الدولية، كما وصف وزير حماية المستهلكين، ألبرتو غارزون، القصف الإسرائيلي لغزة بأنه "همجية محضة".
ألمانيا تغير موقفها من الاحتلال
وفي تغير واضح للموقف الألماني، أعلنت أنالينا بيربوك، وزيرة الخارجية الألمانية، خلال زيارتها إلى الأردن، أن بلادها ستقدم مساعدة إضافية بقيمة 50 مليون يورو للمدنيين في غزة.
وكانت ألمانيا والمستشار الألماني، أولاف شولتس، من أول الدول الغربية التي أعلنت دعمها المطلق والتام للاحتلال دون مراعاة لسكان قطاع غزة والمعاناة الإنسانية التي يعيش فيها سكان القطاع، إلا أنها تراجعت لاحقا وانتقدت القصف الإسرائيلي المستمر للقطاع خاصة قصف مستشفى المعمداني، مطالبة بتحقيق دولي في هذا الأمر.
تخبط فى الموقف الأمريكى
وكان الرئيس الأمريكي، جو بايدن، أول من دعم الاحتلال وما أسماه حق الاحتلال في الدفاع عن نفسه، ولكن مع الانتقاد الدولي لموقف الولايات المتحدة، قال سامويل وربيرج، المتحدث الإقليمي باسم وزارة الخارجية الأمريكية، إن أمريكا تعمل على إيصال المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى قطاع غزة، وإن البيت الأبيض أكد أنه سيركز على الوضع الإنساني الصعب والسيئ في القطاع، مضيفًا أن الشعب الفلسطيني يستحق أن يكون له دولة، والإدارة الأمريكية تعترف بحل الدولتين.
وشدد "وربيرج" على أن الولايات المتحدة لا تدعم تهجير سكان قطاع غزة، موضحا أن واشنطن تدعم بقاء الشعب الفلسطيني على أرضه، وهناك تواصل مع جميع الأطراف للوصول إلى حلول وتهدئة بالمنطقة، كما أن أمريكا ليس لديها أي إمكانية لفرض رأيها على أي دولة في العالم.