نائب رئيس "مستقبل وطن" يفوض الرئيس السيسى للحفاظ على أمن مصر القومى
شارك المهندس أشرف رشاد الشريف، الأمين العام ونائب رئيس حزب مستقبل وطن، في فعاليات الجلسة الطارئة لمجلس النواب؛ لبحث تداعيات الأوضاع في فلسطين.
وقال "رشاد" كلمة تعليقًا على القصف العسكري في غزة وقتل الأبرياء من الفلسطينيين، جاء نصها كالتالي:
بسم الله الرحمن الرحيم …..
عندما خلق الله العقل والقلب جعلهما مترادفين متلازمين يكمل بعضهما البعض
فإذا هاج القلب كبح العقل جماحه، وإن ضل العقل أنار القلب جوانبه.
فلا هذا ولا ذاك قادران على اتخاذ ما يناسب الإنسان سوى باكتمالهما جنبًا إلى جنب.
أُقدّر من اتبع قلبه فدعا لحرب لا تُبقي ولا تذر بدافع الدين والقومية والأرض والعرض..
وأحيي تلك النخوة التي هي سمة من سماتنا نحن الأمة العربية..
ولكن أؤكد أن أسوأ الحروب في التاريخ، هي التي يختار الخصم فيها زمانها ومكانها، فتساق إليها دون ترتيب وتحارب فيها بشروطه وبطريقته.
وإن التاريخ مليء بنكبات قادها أبطال امتازوا بحسن النوايا وصدق العزيمة، ولكن خانهم حسن التخطيط والاستعداد.
وأعي تمامًا من اتّبع عقله فقال: "ما لنا ومال الحروب وويلاتها" بدافع الوطنية والخوف من أضرارها الاقتصادية وحرصًا على مصر من شر الحروب وتوابعها.
ورغم ما في هذا الرأي من تملص من الوازع الديني والأخلاقي، وتخلص من قوميتنا العربية، إلا أنه بجانب ذلك كله قد غاب عنه أن أمننا القومي يبدأ من فلسطين من هناك لا من سيناء، وأن الدفاع عنها دفاع عن مصر في المقام الأول.
لذلك يجب أن نضع عدة حقائق أمام أعيننا؛ أولها أن قضية فلسطين وأرضها قديمة قِدم التاريخ، وستستمر حتى يرث الله الأرض وما عليها.
فهم يريدون هيكلهم، ونحن نريد مسجدنا وكنيستنا وكل مقدساتنا.
هم يعتقدون أن مخلصهم سينتصر بهم هناك، ونحن نعتقد أيضا أن إمامنا سينتصر بنا هناك، وأن كل تلك المجازر الوحشية ما هي إلا مسلسل مستمر وسيستمر، مع اختلاف السبب والمسمى.
فصبرا وشاتيلا وبحر البقر ودير ياسين ومستشفى المعمداني حلقات في وحشية، بدأت منذ قتل الأنبياء، وتستمر الآن بقتل الأطفال العزل من السلاح.
ولا أعلم لماذا التعجب من قوم قتلوا رجالًا كانوا يكلمونهم بوحي الله عندما يقتلون الأطفال والعزل!! فذلك ديدنهم، وتلك شريعتهم، وهذا مذهبهم الذي نشأوا عليه.
لم أجزع، ولم أحزن لتلك المشاهد المأساوية لشهداء نزفّهم إلى الجنة واحدًا تلو الآخر؛ فنحن قوم نحب الموت كما يحبون الحياة.
والحزن الوحيد أنهم سبقونا لرضوان الله ونالوا الجنة؛ ولعلني ألحق بهم قريبًا.
فخففوا عنكم الفزع والحزن، فنحن أمة تحصد انتصاراتها من فم نكباتها، وتلقى الموت وهي باسمة مشرقة.
أما عن مصر فكل محاولات المزايدة عليها على مدار التاريخ قد باءت بالفشل، وستبوء أيضًا الآن بالفشل.
فمصر التاريخ، هنا صلاح الدين خرج بجيشه؛ ليحرر القدس من أرضها.
وتعلم ياسر عرفات وعز الدين القسام على أرضها، وكل من حملوا راية التنوير والجهاد شربوا من تعاليم مصر وتقاليدها وأتقنوا التعليم فيها، فنار فكرهم وأشعلوا فلسطين بنور العلم ونار المقاومة لعدوهم.
مصر الحاضر التي أخذت موقفا ثابتًا، منذ بداية الأزمة، عندما اختفى الجميع وصمتت الحناجر، التي كانت تملأ الدنيا صياحًا وحماسًا في كل المنابر الإعلامية.
وقدمت كل غال ورخيص وستقدم كل غال ورخيص من أجل أمتنا العربية والإسلامية.
مصر المستقبل.. فجيشها هو الجيش الوحيد الذي تبقى في منطقة قتلتها الاختلافات ومزقتها الصراعات؛ فلم يبق سوى مصر ضمانًا لمستقبل تلك الأمة التليدة.
إن معطيات الأمور وبرهانها تقتضي منا أن نلتف سويًا، نوحد الصفوف المؤيد والمعارض، المتفق والمختلف خلف القيادة السياسية التي تخوض الآن تحديًا، يعتبر هو الأكبر منذ سبعينيات القرن الماضي.
تحديًا من حيث اختلاط الأوراق وتشابك الخيوط، وغموض المواقف والصراعات الداخلية التي تضرب أكثر من نصف دول المنطقة، وتقطع أوصالها، وأقول له ليس كما قالت اليهود اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون.
ولكني أقول له اذهب فإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله، وإن اعتدوا فادخل عليهم فإنا بإذن الله غالبون.
أفوضه في اتخاذ ما يلزم وكلي ثقة في قيادته الحكيمة ورؤيته الثاقبة.. وفقه الله دومًا لخير هذا الوطن والأمة.