قائد الاستقرار والتنمية.. ماذا فعل الرئيس السيسى لتجنيب مصر الصراع والفوضى؟
في مرحلة فارقة من تاريخ الوطن تلت الاضطرابات التي شهدتها المنطقة العربية ومنها مصر، قاد الرئيس عبدالفتاح السيسي البلاد إلى بر الأمان، وجعل معركته الرئيسية التنمية والاستقرار ومنع الانزلاق إلى الفوضى والإرهاب الذي عصف ببعض البلاد العربية.
عقب أحداث ما عرف بـ"الربيع العربي" عاشت مصر خلال في الفترة من العام 2011 حتى العام 2013 في فوضى غذتها الجماعة الإرهابية وأعوانها حتى استجابت القوات المسلحة في العام 2013 لدعوات الشعب المصري واجتثت الجماعة.
ومن وقتها خاض الرئيس السيسي معركة طويلة ضد الإرهاب واستطاع العبور بمصر من مخططات التقسيم والحرب الأهلية التي ضربت بعض الدول كسوريا واليمن وليبيا، إلى الأمن والاستقرار والحياة الكريمة للمصريين.
فبعد أكثر من 10 سنوات على اندلاع هذه أحداث الربيع العربي ما زالت دول ليبيا واليمن وسوريا غارقة في سيناريو الفوضى والعنف، وتعاني شعوبها من ويلات الحروب الأهلية وتدخلات القوى الإقليمية والدولية في شئونهم مما عمق من الأزمات وأدى إلى إطالة أمدها.
العبور بالدولة إلى الأمن والاستقرار
في يونيو من العام 2014، تولى الرئيس السيسى، قيادة البلادة بعد ثورة شعبية أطاحت بجماعة الإخوان الإرهابية من الحكم في يونيو 2013، بعد عام عملت فيه الإرهابية على تفكيك مفاصل الدولة والعبث بمقدرات الوطن وتعريض أمنه القومي للخطر، فكانت ثورة 30 يونيو لتصحيح المسار.
وتسلم الرئيس حكم دولة تعانى أشد المعاناة على كافة الأصعدة عناصر إرهابية وتكفيرية تم شكينها وتسليمها خلال فترة حكم الإخوان، واقتصاد يتهاوى نتيجة هروب الاستثمارات الأجنبية وعجز شديد في الطاقة نتج عنه توقف الإنتاج، وتراجع قيمة العملة المحلية وارتفاع معدلات التضخم بشدة بعد أن تراجع الاحتياطي من النقد الأجنبي إلى أدنى مستوياته.
فضلا عما كانت تشهده الساحة الإقليمية والدولية من تطورات سريعة وخطيرة تستوجب يقظة القوات المسلحة المصرية والدبلوماسية المصرية والشرطة المصرية أيضا، هذا إلى جانب ما تواجهه الدولة المصرية من مخططات ومؤامرات تحاك ضدها بعد إفشال مخطط دولى لهدم الدولة ومؤسساتها وقواتها المسلحة التي لم يتبق سواها في المنطقة في ظل ما تشهده المنطقة من حروب أهلية وصراعات وحروب على الأخضر واليابس.
(فيغيب مفهوم الدولة في ليبيا في ظل انقسام مجتمعي كبير ووجود ميليشيات مسلحة تحكم الوضع الفعلي، وحرب أهلية في السودان الشقيق، وحرب مشابهه في اليمن وسوريا، ومقاومة فلسطينية تواجه عدوان إسرائيلي غير مسبوق).
تجفيف منابع الإرهاب
فتحت جماعة الإخوان الإرهابية خلال عام حكمها للدولة المصرية، الباب أمام الإرهابيين والقتلة لاستيطان الأراضي المصرية ليس هذا فقط بل هددت الدولة المصرية على القيام بعمليات إرهابية متواصلة حتى تتوقف الثورة ضدهم.
وبعد قيام ثورة 30 يونيو لم تجد الجماعة الإرهابية آلية للمضى قدما في تنفيذ مخططاتها إلا من خلال بث الفوضى وإشعال الفتنة بين أطياف المجتمع واستهداف رجال الجيش والشرطة والمدنيين ودور العبادة، مستعينين في أداء مهمتهم التخريبية بأسلحة وأجهزة اتصال حديثة وتجهيزات متطورة، وهنا كان الدور المشترك للقوات المسلحة وقوات الشرطة في مواجهة خطر الإرهاب الذي بات يهدد أمن واستقرار الوطن.
وكانت الدولة المصرية أن تفقد سيناء لهذه التنظيمات الإرهابية التي انتشرت بمساعدة الإخوان مثل جماعة "أنصار بيت المقدس"، و"جند الإسلام"، و"كتيبة النصرة"، والتكفير والجهاد، لولا إرادة الرئيس، في تطهير أراضي سيناء الطاهرة وتجفيف منابع الإرهاب وتضحيات أبناء الشعب المصري من الشرطة والقوات المسلحة، وأبناء سيناء الأبطال، واستطاع الرئيس القضاء على الإرهاب في سيناء والبدء بعملية تنمية شاملة تستهدف النهوض بسبناء وتوفير حياة كريمة للمواطنين المصريين فيها بعد المعاناة مع التنظيمات الإرهابية.
وأولى الرئيس السيسى أهمية خاصة لملف مكافحة الإرهاب على كافة الأصعدة. فإلى جانب العمليات العسكرية المشتركة بين القوات المسلحة وقوات الشرطة في مختلف أنحاء الجمهورية التفت الرئيس السيسي إلى ضرورة مكافحة الإرهاب يرفع الوعى وتحديد الخطاب الديني ونشر قيم تسامح والسلام، بل حمل على عاتقه أيضا أن تقود مصر حربا دوليا على الإرهاب على كافة الأصعدة السياسية والدبلوماسية والأممية والعسكرية أحيانا في حالة أي تهديد لأمن واستقرار الدولة المصرية.
إحباط مخططات تقسيم الأرض المصرية
ليس الإرهاب والتنمية فقط ما استطاع الرئيس السيسي تحقيقهما، واستطاع حماية مصر أثناء توليه وزارة الدفاع، فقد استطاع إحباط مخططات الجماعة الإرهابية في التفريط في أراض سيناء لصالح غير المصريين من الجماعات الإرهابية، فاتخذ القرار الذي صدر في الجريدة الرسمية وحمل رقم 203 لسنة 2012، الذي يحظر تملك أو انتفاع أو إيجار أو إجراء أي نوع من التصرفات في الأراضي والعقارات الموجودة في الجزر الواقعة في البحر الأحمر والمحميات الطبيعية والمناطق الأثرية وحرمها.
تسليح الجيش في ظل ما تشهده الساحة الإقليمية من اضطرابات
وفي خضم ما تشهده الساحة الإقليمية من أحداث عنف وحروب أهلية وبالوكالة وسيطرة وانتشار جماعات العنف المسلح لم تكن الدولة المصرية بمنأى عن هذا فقد كانت هدفا مباشرا للجماعات والتنظيمات، ومن يقف خلفها ويدعمها لوجيستيًا وماليًا ويوفر لها الغطاء السياسي.
وشهدت الفترة التي الثورة 30 يونيو محاولات عدة لتهديد مصالح الدولة المصرية، ومن هنا جاءت يقطة القيادة السياسية التي انتبهت للمخاطر المحيطة بالدولة وقررت النهوض بأوضاع القوات المسلحة المصرية ورفع قدرتها القتالية.
وكان من أهم خطوات تسليح الجيش المصري الاعتماد على مصادر متنوعة تضمن تعظيم قوة الجيش من أجل الحفاظ على مقدرات وحقوق الدولة المصرية وتزويد القوات المسلحة بأحدث ما تصل إليه الترسانة العالمية من درجة تكنولوجية عالية والعمل على إعداد كل الإمكانيات المتاحة لتقوية السلاح وجاهزيته وتأمينه كل هذا حافظ على إلا تنجر الدولة المصرية إلى سيناريوهات الفوضى والتقسيم مثل الدول المجاورة، مثل ليبيا وسوريا واليمن والسودان، وجميع هذه الدول غارقة في هذه الصراعات لعقود طويلة كما استطاعت الدولة المصرية في بناء حالة من الردع ترهب بها كل من تسول له نفسه التهديد باستخدام العنف ضدها، فلا تقوى إسرائيل حتى على تهديد الدولة المصرية باستخدام العنف كما تفعل مع الدول المجاورة لها كلبنان أو سوريا.
البناء والتنمية
وفي الوقت الذي لا تزال الدول المجاورة تعاني من ويلات الفوضى والحروب والنزاعات، استطاعت الدولة المصرية بقيادة الرئيس العبور من عدم الأمن إلى الاستقرار والتنمية، فقد عمل الرئيس على تزامن عملية إعادة الأمن والاستقرار مع عملية التطوير والبناء واستطاعت الدولة المصرية تحقيق التنمية الاقتصادية وتطوير العشوائيات وتوفير حياة كريمة للمواطن المصري، في ظل دولة قوية آمنة ومستقرة قادرة على حماية نفسها من مخططات الفتن والفوضى والحروب الأهلية، ومن جهة أخرى لا تترك الدولة المصرية أشقائها العرب دون مساعدة.
وإنما تقدم كل أوجه الدعم الاقتصادي والسياسي والدبلوماسي للحفاظ على هذه الدول من التفتت والانهيار، كما تعمل على إعادة بناء مقدراتها ومؤسساتها لاستعادة الدولة لهيبتها لمواجهة المخاطر التي تحيط بها.
كما تفعل ما بوسعها لحقن دماء العرب في كل مكان، وتقود المفاوضات والمباحثات لإعادة الأمن في فلسطين وليبيا وسوريا واليمن والسودان.