رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مترجمة أديب نوبل: "يون فوسه" عرف كمسرحى.. وصدور سباعية كاملة له قريبًا (حوار)

يون فوسه
يون فوسه

ترجمت أكثر من عمل ليون فوسه الفائز بنوبل في الجوائز التي أعلنت منذ أيام قليلة، هي شيرين عبد الوهاب المترجمة والتي أصدرت ترجمتيها "صباح ومساء، وثلاثية" وصدرتا عن دار الكرمة للنشر والتوزيع.

وشيرين عبدالوهاب هي مصرية نرويجية وخريجة علوم سياسية جامعة أوسلو ومستشارة ثقافية لمؤسسة نولا الثقافية المسئولة عن ترجمات الأدب النرويجي للغات العالم الأخرى، وحول يون فوسه وعالمه، التقتها “الدستور” وكان هذا الحوار:

شيرين عبد الوهاب

ترجمت لفوسه الفائز بنوبل فما الذي يركز فيه هذا الأديب النرويجي وإلام ينحاز؟

الموضوعات التي تجعل يون فوسه مميزا هي أنه يتحدث عن الوجودية وعن الحياة والموت ويقوم بعمل حوار ما بين الحياة والموت وهذا الحوار لم أجده عند أي كاتب آخر.

فوسه يتحدث عن الصراعات الداخلية الإنسانية وهو يمنح الصوت للمشاعر الداخلية الموجودة فينا جميعا، لكننا لا نتحدث عنها، ويتحدث عن الحب والحقيقة أن الحب له مكانة كبيرة بين كتاباته، وما الذي يحدث حين يفقد المحب حبيبه وفي الأخير فإن أسلوب كتابته مختلف عن أي كاتب ترجمت له من قبل.

ثلاثية فوسه

ما هي رؤيتك لمشروع فوسه خاصة وأنك قمت بترجمة أكثر من عمل له؟

دار الكرمة هي التي طلبت ترجمة فوسه وهي دار سباقة في العالم العربي واستطاعت رؤية فوسه قبل رؤية العالم له، نحن ترجمنا الثلاثية وصباح مساء وأهنئهم بهذه الخطوة، وحين ترجمنا صباح مساء شد انتباه القارئ العربي بشكل قوي جدا ودار الكرمة قالت إن الترجمة أعجب بها الجمهور وهو الأمر الذي أسعدنا، وأكملنا الثلاثية وعرف يون فوسه في العالم العربي عن طريق الروايات، وحاليا نقوم بترجمة سباعيته لصالح دار أثر للنشر والتوزيع وأكملنا الجزء الأول من السباعية وسوف يطرح قريبًا وسنعمل على الـ6 أجزاء الأخرى دوريًا.

في رأيك ما الذي جعل فوسه مجهولا بعض الشيء في مصر؟

نعم صحيح كان مجهولا في العالم العربي حتى إنه لم يترجم له سوى مسرحية قديمة في الكويت، ولم يعرف فوسه في العالم العربي بالرغم من أن الغرب يعتبره إنريك إبسن الجديد ولك أن تعلم أنه ترجم لخمسين لغة مختلفة ووضع على مسارح العالم كلها، وانتشر بشكل قوي جدا لكنه عرف عن طريق المسرح، وأرى أن الجهل به ليس لقلة مكانته ولكن لأن النرويج دولة صغيرة جدا في الشمال، ولا يعلم عنها العالم العربي كثيرا، ثم إنه يكتب باللغة النرويجية، ولذلك كان مهما ترجمته للعربية، ويجب أن يعرفه الجمهور العربي، وأنا الوحيدة التي ترجمت عددا كبيرا من الأدب النرويجي للغة العربية وشبه مؤسس الترجمات من الادب النرويجي، فأنا أعتقد أن اللغة هي السبب ثانيا البلدة الصغيرة في الشمال.

لماذا يتحدث الجميع عن فوسه المسرحي بخلاف فوسه الروائي؟

 السبب في أنهم يتحدثون عنه كمسرحي لأنه عرف ككاتب مسرح عرضت مسرحياته في العالم كله، وهنا اشتهر كفوسه المسرحي ولكن في الفترة المقبلة رواياته ذات القيمة ستكون لها مكانة مختلفة وسيظهر فوسة بكل أعماله.

بالنسبة لترجمة فوسه لأن هناك تحديات وأسلوب كتابته مختلف تماما كما قلت وأنا أترجم مع أمل رواش وسهى السباعي وهذه مهمة أنني عشت في النرويج طوال حياتي وخريجة جامعة أوسلو ولأنني عشت في النرويج احتجت مترجما قويا يعيد صياغة الترجمة بشكل جذاب، فالمترجمون معي مسئولون عن الصياغة وكان التحدي الأكبر أن فوسه لا يوجد في نصه علامات ترقيم ولأن هذا في قواعد اللغة العربية، وهنا قمت بمراسلة فوسه والذي أخبرني بأن النص مثل قطعة موسيقية وهنا يجب أن نحافظ على هارمونية النص وخيرني بين أن أضع علامات الترقيم أو لا ولكن في النهاية يجب أن أحافظ على روح النص نفسه، وبالفعل تناقشت مع دار الكرمة في مسألة أن نبعد عن القواعد في اللغة العربية لكي لا نفقد روح النص، وكانت هناك مناقشة جميلة وهناك مناقشة أيضا مع دار أثر لأن هذا يمثل فوسه ولو فرضنا عليه قواعد العربية فإننا نزيل اسم فوسه تمامًا.

صباح ومساء

ما هي ملاحظاتك في ترجماتك لفوسه.. وهل هناك أعمال مترجمة جديدة مستقبلا؟

فوسه مشهور بالعبارات البسيطة وعباراته قليلة، ونفس العبارات تتكرر كثيرا والشخصيات ليست كثيرة في الرواية ومنها شخصيات لا يوجد لها أسماء، الأسلوب كان جديدا وكان لابد أن نضع الرتم الكتابي موجودا في النص العربي زائد أنه متأثر بالطبيعة النرويجية التي هي بعيدة عن العالم العربي، والتي في أوقات كثيرة لا يعرفونها، لذلك كان لابد أن نشرح بعض الهوامش في النص ولكننا عرفنا كيف نصل لنص مترجم قريب من النص الأصلي ومن قرأه أشاد به.

هل هناك ترجمات أخرى لأديب نوبل تطرح قريبًا؟

هناك ترجمة جديدة مع دار الكرمة لأحدث روايات فوسه ولن نتوقف هنا بل سنكمل وسيكون مدخلا رئيسيا للعالم العربي كله ليعرف ويعي حجم الفائز بنوبل يون فوسه.