"من أجل المتوسط": تولي المرأة المناصب القيادية بمصر ساهم في تمكينها اقتصاديا
أكدت مسؤولة ملف المرأة بالاتحاد من أجل المتوسط آنا دورانجريشيا، أن تولي المرأة المناصب القيادية سواء بالحكومة المصرية أو بالقطاع الخاص قد ساهم في دفع أجندة تمكين المرأة اقتصاديًا واجتماعيًا بطريقة حاسمة في مصر.
وثمنت آنا دورانجريشيا، اليوم الأربعاء، على هامش انطلاق "منتدى سيدات الأعمال" الذي ينظمه الاتحاد من أجل المتوسط بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (UNIDO) خلال يومي 11 و12 أكتوبر الجاري بتونس، التقدم الكبير الذي أحرزته مصر في ملف تمكين المرأة وإشراكها في مختلف القطاعات والمجالات.
وأضافت أن مصر تعد من أكثر دول الاتحاد التي ساهمت في إعطاء مؤشرات حول وضع المرأة بالمنطقة، مما ساعد في إصدار آلية الرصد الحكومية الدولية، المعنية بالمساواة بين الجنسين في الاتحاد من أجل المتوسط، لتقريرها الأول العام الماضي والذي ركز على المشاركة الاقتصادية للمرأة.
وتابعت أن مصر تعكف كذلك على تنفيذ أنشطة محددة لدعم، قبل كل شيء، إدماج المرأة في سوق العمل، بالإضافة إلى تشجيع تنمية المشاريع النسائية الصغيرة والمتوسطة التي تحقق التمكين الاقتصادي للمرأة.
وأشارت إلى التعاون المستمر بين الاتحاد من أجل المتوسط والمجلس القومي للمرأة في مصر، والذي يقوم بتطوير استراتيجيات جديدة والعديد من الأنشطة بالتنسيق مع الجهات الدولية المانحة مثل الأمم المتحدة وغيرها بهدف تحقيق مشاركة أكبر على المستوى السياسي والاقتصادي للمرأة.
وشددت على أهمية دور وجهود مصر فيما يتعلق بملف المرأة داخل المنظمة الأورومتوسطية، إذ أن هناك عضوتين مصريتين بارزتين من شبكة الاتحاد من أجل المتوسط بـ "نادي سيدات الأعمال في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا"، قائلة "وهما سفراء لشبكتنا حيث يقومان بعمل رائع؛ لحشد المستثمرين ومساعدة رائدات الأعمال بالمنطقة الأورومتوسطية في مختلف القطاعات".
وفيما يتعلق بنسخة عام 2023 من "منتدى سيدات الأعمال" المنعقدة اليوم الأربعاء وغدا الخميس بتونس العاصمة، لفتت آنا دورانجريشيا إلى أن الاتحاد من أجل المتوسط يحرص على تنظيم هذا اللقاء سنويًا بهدف تدريب ودعم قدرات نساء منطقتنا، موضحة أن نسخة هذا العام تسلط الضوء على دور المرأة في قطاع "الصناعة 4.0"، أي بالعصر الرقمي، واستخدام التكنولوجيا الرقمية لتطوير الأعمال وإنشاء شبكة من رائدات الأعمال؛ لوضع استراتيجيات من شأنها حشد الأموال التي يمكن أن تساعد رائدات الأعمال في منطقتنا.
وأبرزت أن تشجيع ريادة الأعمال النسائية في الصناعة والابتكار يعد أمرًا أساسيًا لتعزيز النمو العادل في المنطقة، حيث أن منتدى سيدات الأعمال التابع للاتحاد من أجل المتوسط يمثل فرصة فريدة للتعلم وتبادل المعرفة مع كبار المتخصصين في القطاع الخاص ومسؤولين رفيعي المستوى بالقطاع العام.
ونوهت بأنه تم اختيار موضوع الصناعة 4.0 بالعصر الرقمي في نسخة المنتدى هذا العام لأنها أصبحت أولوية بعد جائحة كورونا وخاصة مع التحول الرقمي الجاري في مختلف بلدان العالم اليوم، مؤكدة ضرورة بحث كيفية استخدام التحول الرقمي وتقنيات الذكاء الاصطناعي الجديدة من أجل دعم وتحسين التنمية المستدامة.
دور المرأة في عصر التحول الرقمي
وحول ما يمكن أن يقدمه الاتحاد من أجل المتوسط لتعزيز دور المرأة في عصر التحول الرقمي، أكدت مسئولة ملف المرأة بالاتحاد أن الاتحاد يوفر التدريب والدعم المالي، بجانب تشجيع صناع القرار بالدول الأعضاء على تطوير هذا المجال واستخدام التكنولوجيا الحديثة.
وذكرت أن لجنة الأمم المتحدة المعنية بوضع المرأة تهتم بكل ما يمكن تقديمه من أجل أن يشمل التحول الرقمي الجاري كل النساء ومن بينهم بالتأكيد نساء منطقة المتوسط أيضًا، فضلًا عن الوصول إلى التدريب والتمويل والإطار القانوني الذي يأخذ في الاعتبار التحديات المرتبطة باستخدام هذه التكنولوجيا الجديدة.
وعن وضع المرأة بمنطقة المتوسط، أكدت المسئولة بالاتحاد من أجل المتوسط، إحراز الدول الأعضاء الكثير من التقدم خاصة على مستوى المساواة بين الجنسين والسياسات العامة في هذا الشأن، إذ تتمتع المرأة اليوم بمنطقتنا بكل الحق مثل الرجل في الوصول إلى سوق العمل وذلك على الرغم من وجود بعض التمييز في تولي عدد من الوظائف، مستشهدة في هذا الشأن بمجال الهندسة على سبيل المثال، إذ أن هناك أعدادا كبيرة من خريجي كلية الهندسة من النساء، إلا أن عددًا قليلًا منهم يستطيع إيجاد فرصة عمل في هذا المجال.
ونبهت في هذا الصدد بوجود مشكلة في كيفية ضمان القضاء على بعض الظروف الهيكلية النمطية من أجل أن تستطيع المرأة التمتع بحقوقها الكاملة في سوق العمل ولاسيما في قطاع الصناعة الذي يهيمن عليه الرجال ويصل عدد قليل من النساء إلى المناصب القيادية فيه.
وكان الاتحاد من أجل المتوسط قد ذكر في بيان له - بمناسبة انطلاق منتدى سيدات الأعمال بتونس - أن تقنيات الصناعة 4.0 مثل الذكاء الاصطناعي (AI) أو تقنية سلسلة الكتل أو إنترنت الأشياء (IoT) تطلق العنان لعصر جديد من التحول الاقتصادي، وذلك على الرغم من أن لديها القدرة على تعزيز النمو المستدام، إلا أن عدم كفاية الوصول للرقمنة والمهارات والتمويل لا يزال يشكل عقبة كبيرة لرائدات الأعمال.
وأضاف الاتحاد أنه وفقًا لاستطلاع أجرته منظمة اليونيدو للفترة 2019 - 2020 شمل أكثر من 1400 سيدة أعمال في قطاع التصنيع بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، قال ثلثاهن إن لديهن معرفة محدودة للغاية بالصناعة 4.0، فيما أشارت الدراسة نفسها إلى أن ربع هؤلاء النساء فقط يستخدمن التقنيات الرقمية في مراحل تصميم وتصنيع وبيع المنتجات في شركاتهن.