توفيق الحكيم وشيطان الشعر.. قصة ديوانه المجهول باللغة الفرنسية
كتب توفيق الحكيم (9 أكتوبر 1898 – 26 يوليو 1987) الرواية والمسرحية والقصة والنصوص والدراسات والسّير والمقالات ولكنه لم يذهب الى نظّم الشعر لأن شيطان الفن عنده كان يرتدي توب التمثيلية قبل أن يلتفت إلي ثوب القصيدة العربية؛ وهو ما جاء في سيرته الذاتية "سجن العمر" الصادرة عام 1964.
شيطان الشعر الذي طارد توفيق الحكيم
الشاعر أحمد سويلم في مقال له نشر بعنوان "توفيق الحكيم شاعرًا" جريدة الأهرام عام 1998 يرى أنه رغم اعتراف الحكيم نفسه أنه لم يقرب نظم القصيدة العربية في شبابه إلا أن الحكيم ظل يطارد شيطان الشعر، وظل شيطان الشعر يطارده إستنادًا إلي ما جمعه الكاتب الصحفي إبراهيم عبد العزيز في كتابه "أشعار توفيق الحكيم" والذي كشف فيه ملامح هذا الجانب الخفي من شخصية توفيق الحكيم؛ ومعركته مع شعراء التفعيلة في عام 1985 – 1986والتي بدأها الحكيم باتهامهم بأنهم خارجون علي الإبداع العربي الأصيل.
ديوان مجهول لتوفيق الحكيم باللغة الفرنسية
إبراهيم عبد العزيز كشف عن مفاجأة في هذا الكتاب إلا هي ديوان توفيق الحكيم المجهول والمنشور باللغة الفرنسية في واحد وعشرين نصًا عربيًا مترجمًا "رحلة الربيع والخريف" وعشرة نصوص بالفرنسية؛ إلي جانب قصيدة طويلة بعنوان "مجنون الأميرة الفرعونية" أطلق عليها الحكيم شعر منثور قديم مؤرخًا إياه بسنة 1926.
توفيق الحكيم من دراسة القانون الى الأدب المسرحي
انصرف عن دراسة القانون، واتجه إلى الأدب المسرحي والقصص، وتردد على المسارح الفرنسية ودار الأوبرا، فاستدعاه والداه في سنة 1927 أي بعد ثلاث سنوات فقط من إقامته هناك، وعاد الحكيم صفر اليدين من الشهادة التي أوفد من أجل الحصول عليها.
عاد سنة 1928 إلى مصر ليعمل وكيلًا للنائب العام سنة 1930، في المحاكم المختلطة بالإسكندرية ثم في المحاكم الأهلية. وفي سنة 1934 انتقل إلى وزارة المعارف ليعمل مفتشًا للتحقيقات، ثم نقل مديرًا لإدارة الموسيقى والمسرح بالوزارة عام 1937، ثم إلى وزارة الشؤون الاجتماعية ليعمل مديرا لمصلحة الإرشاد الاجتماعي.
استقال في سنة 1944، ليعود ثانية إلى الوظيفة الحكومية سنة 1954 مديرا لدار الكتب المصرية. وفي نفس السنة انتخب عضوًا عاملًا بمجمع اللغة العربية وفي عام 1956 عيّن عضوا متفرغا في المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب بدرجة وكيل وزارة. وفي سنة 1959 عيّن كمندوب مصر بمنظمة اليونسكو في باريس. ثم عاد إلى القاهرة في أوائل سنة 1960 إلى موقعه في المجلس الأعلى للفنون والآداب.
عمل بعدها مستشارًا بجريدة الأهرام ثم عضوًا بمجلس إدارتها في عام 1971.