في مئويته| يحيى عمر: معظم كتابات هيكل التاريخية تغرق قارئها فى مئات التفاصيل
للأستاذ محمد حسنين هيكل (23 سبتمبر 1923 –17 فبراير 2016) باع كبير في مجال الكتابة التاريخية؛ حيث تعدد كتاباته ذات الصبغة التأريخية، ومنها رصده للمراحل المختلفة لتاريخ مصر الحديث والمعاصر، وكذلك تعرض لتاريخ الأقطار العربية، ودول الجوار مثل إيران وتركيا، وهو ما ظهر في كتب كثيرة له مثل: "إيران فوق بركان، ملفات السويس، سنوات الغليان، الانفجار، أكتوبر 37 السلاح والسياسة، خريف الغضب"؛ وإلى غير ذلك من كتبه، وهو ما ورد في كتاب يحيى حسن عمر "كتابات هيكل بين المصداقية والموضوعية" الصادر عام 2019 عن دار العربي للنشر.
"هيكل" أحد أشهر الصحفيين العرب والمصريين في القرن العشرين؛ ساهم في صياغة السياسة في مصر منذ فترة الملك فاروق حتى وفاته سنة 2016، فقد تولى مناصب صحفية هامة مثل رئيس تحرير جريدة الأهرام، استطاع أن يصنفه الأكاديميون بكونه ينتمي إلى مدرسة الكتابة الصحفية التاريخية عير الأكاديمية والتي ينتمي إليها كل من محسن محمد، وموسى صبري".
الشمول والصورة الكُلية في كتابات هيكل
يرى مؤلف الكتاب أن معظم كتابات الأستاذ هيكل التأريخية تغرق قارئها في مئات التفاصيل، التي يوجهه من خلالها – عبر مسار مختار بعناية- نحو صورة انطباعية عن عصر ما دون أن يترك للقارئ فرصة لأن يحيط بالصورة الكلية لهذا العصر.
الخديو إسماعيل والملك فاروق في كتاباته
فالذي يقرأ عن الخديو إسماعيل في كتابات هيكل لن يحصل إلا عن صورة انطباعية سريعة عن السفه غير المحدود والجيوش دون طائل، ولن يحصل أبدًا على الجانب الآخر من الصورة حيث المنشآت العمرانية والحضارية وشق عشرات الترع وغيرها.
والذي يقرأ عن عصر الملك فاروق لن يحصل إلا عن صورة شديدة السلبية عن الملك الغارق في ملذاته وفساده المالي ومآسيه الشخصية والعائلية، وعن زعيم الامة النحاس باشا الذي هده الكبر ودفعه نحو الوساوس وغرابة الأطوار والضعف أمام زوجته الشابة والخضوع لسلطة الملك والاستسلام لسيطرة الإقطاعيين على حزبه، وعن ساسة من أحزاب الأقلية غارقين في صراعاتهم الشخصية.