حكاية وطن.. دور مصر تجاه القضايا العربية
تواصل الدولة المصرية جهودها الهادفة إلى دعم الأشقاء العرب بما في ذلك عبر مواصلة العمل الحثيث نحو توحيد الصف الفلسطيني ودفعهم نحو التوافق على رؤية وطنية موحدة، بالإضافة لملفات أخرى أبرزها التهدئة ووقف التصعيد في قطاع غزة وإعادة إعمار القطاع.
الدور المحوري في القضية الفلسطينية
مثلت السياسة الخارجية المصرية تجاه القضية الفلسطينية، وما حققته من نتائج على أكثر من مستوى خالل السنوات الماضية، تأكيدا على محورية الدور المصري في القضية الفلسطينية، وإمساك القاهرة بكل خيوطها، وقد تجسد هذا الدور في عدد من المشاهد الرئيسة التي عبرت عن طبيعة وحيوية الجهود المصرية في هذا الملف؛ ففي يونيو 2021 وفي أعقاب اندلاع مواجهات مفتوحة بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، تبنت مصر العديد من التحركات المهمة وكان منها زيارة وفد أمني رفيع المستوى لكل من قطاع غزة وإسرائيل، مما أدى إلى تبلور اتفاق لوقف ً إطالق النار والتهدئة بين الجانبين.
إعادة إعمار غزة بالشراكة مع بعض الأطراف العربية
كذلك لعبت مصر دورا مهما في الأشهر والسنوات الأخيرة على مستوى عمليات إعادة إعمار غزة بالشراكة مع بعض الاطراف العربية وكثفت مصر أيضا من جهودها على مستوى حشد المجتمع الدولي لإدانة الانتهاكات الإسرائيلية.
ورعـت القاهـرة جهود المصالحة بين الفصائل الفلسطينية، وكان آخرها اجتمـاع األمنـاء العامييـن للفصائـل الفلسـطينية فـي مدينـة العلميـن الجديدة في يوليـو 2023، وجهـت الفصائل الفلسـطينية الشكر للرئيس السيسي على استضافة الاجتمـاع، مؤكديـن دور مصـر المحـوري الداعـم للقضيـة الفلسـطينية.
العلاقات المصريـة العراقيـة
شـهدت العلاقات المصريـة العراقيـة فـي السـنوات األخيـرة تنامي ملحوظـ وصل بها إلـى حـد الشـراكة االسـتراتيجية، وقد تجسـد هـذا التطور فـي تقارب الـرؤى المصرية السياسة الخارجية 207 العراقيـة إزاء عـدد مـن الملفـات منهـا: ملـف مكافحـة الارهاب، وملف تعزيـز العمل العربـي المشـترك. علاوة علـى كثافـة وطبيعـة الزيـارات التـي جـرت بيـن مسـؤولي ُ َّعبـر عـن وصـول العالقـات الثنائيـة بيـن البلديـن فـي السـنوات الاخيرة التـي ت الجانبيـن إلـى نقطـة متقدمـة وحيويـة فضلا عـن تنامي أوجـه التعـاون االقتصادي ُعـرف بـ ”مشـروع واالسـتثماري، والعضويـة المشـتركة – إلـى جانـب الاردن – فيمـا ي المشـرق الجديـد“ أو ”الشـام الجديـد“، وهـو المشـروع الـذي سـيعيد رسـم خرائـط النفـوذ والتحالفـات فـي المنطقـة حـال اسـتكماله.
الدولـة المصريـة تجاه الأزمة السـورية
وعلى سياق اخر تبنـت الدولـة المصريـة فـي مرحلـة مـا بعد ثـورة 30 يونيو 2013 مقاربة متوازنة تجاه الأزمة السـورية، ركـزت علـى أولوية الحل السياسـي لألزمة السـورية، على أن تكون ُ خـرج لتوافـق سوري–سـوري. إضافـة إلـى رفض تفاصيـل وحيثيـات هـذا الحـل هـي م التدخلات الخارجيـة فـي الشـأن السـوري، والتأكيـد علـى ضـرورة الحفاظ علـى وحدة األراضـي السـورية، وتحقيـق مصالح وتطلعات الشـعب السـوري. وضمـن هـذه الرؤيـة، دعمـت مصر عددا مـن المبـادرات الدولية المهمة تجـاه الازمة السـورية منهـا: اتفاقيـات وقـف التصعيـد، واتفاقيـات المصالحـة بيـن بعـض فصائـل المعارضـة والنظـام السـوري فـي يوليـو وأغسـطس 2018 فضلا عـن وقـوف مصـر وفق منظور إنسـاني مع سـوريا وشـعبها في أعقاب زلزال فبراير 2023،حيث أرسـلت القاهرة مسـاعدات إنسـانية كبيرة إلى سـوريا، وأوفدت وزير خارجيتها سـامح شـكري للتعبيـر عـن التضامـن والتأكيـد على وحـدة المصير بيـن البلدين.
عودة الدور المصري بلبنان
عودة الدور المصري بلبنان: غابـت مصـر إثـر انشغالها بمتغيرات داخليـة عديدة عـن السـاحة اللبنانيـة لسـنوات، ً ـا علـى مسـتوى الازمة اللبنانيـة، ً لكـن الحقبـة الجديـدة شـهدت حضـورا مصريـا الفت السياسة الخارجية 208 إلـى الحـد الـذي جعل بعض الدوائـر اللبنانية تنظر إلـى الدور المصـري باعتباره ”الدور لـدى الشـارع اللبنانـي والنخـب السياسـية المختلفـة“، خاصـة الخارجـي الأكثـر قبـو أن القاهـرة تربطهـا علاقات متوازنة بكافـة الفاعلين السياسـية فـي المشـهد اللبنانـي، والفاعليـن الدوليين والإقليميين.
. فـي هـذا السـياق، يجـري المسـؤولون المصريـون مباحثـات مسـتمرة مـع نظرائهـم اللبنانييـن، كذلـك أسـهمت مصـر فـي دعـم وإغاثة لبنـان فـي أعقـاب حـادث انفجـار مرفـأ بيـروت فـي أغسطس 2020، وسـيرت علـى الفـور جسـرا جويـا متواصلا ّ محملا بمسـاعدات كبيـرة ومتعـددة تراعـي متطلبـات لبنـان واحتياجاته فـي هـذا الظـرف ومتطلبـات القطـاع الطبـي والصحـي الـذي كان يواجـه أزمتيـن فـي آن واحـد همـا: تداعيات الانفجار، وأزمـة جائحـة كورونـا، بجانـب إرسـال كميات كبيـرة مـن المـواد الاغاثة، ومـواد البنـاء الالزمـة لاعادة وشـاركت مصـر فـي ُ قـدا يـوم 9 أغسـطس و2 ديسـمبر 2020، مؤتمـري المانحين الدولييـن اللذيـن ع وحثـت خاللهمـا الفرقـاء اللبنانييـن علـى ضـرورة النـأي بوطنهـم عـن التجاذبـات والصراعـات اإلقليميـة، وتركيـز الجهـود علـى دعـم مؤسسـات الدولـة الوطنيـة.
