المفتى: الشريعة الإسلامية تحثّنا على طلب العلم لتحقيق عمارة الكون
تقدَّم الدكتور شوقي علام، مفتى الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، بخالص التهنئة إلى الطلاب والطالبات والمعلمين وجميع القائمين على المنظومة التعليمية والتربوية في مصرنا الغالية بمناسبة بَدْءِ العام الدراسي الجديد.
وقال مفتي الجمهورية، في بيان اليوم السبت: "أهنئ أبنائي الطلاب وبناتي الطالبات وجميع المعلمين بمناسبة بَدْءِ العام الدراسي الجديد، داعيًا الطلاب والطالبات إلى بذل كل ما في وسعهم من الجهد لتحصيل العلم؛ لأنهم أمل المستقبل، وحتى يكونوا على قَدر تحمل المسئولية في وطننا الغالي مصر".
وتابع: الشريعة الإسلامية تحثّنا على طلب العلم والحرص عليه، كما أمر الله تعالى جميع الناس بالسعي في طلب العلم النافع، الذي يثمر في القلوب إيمانًا، وفي النفوس زكاة، وفي الأرواح سكينة، وفي الأرض عمرانًا، وفي الكون حياة طيبة.
وأضاف أن العلم يحتل مكانة عظيمة وقيمة كبيرة في منظومة القيمِ الإسلامية، فالعلماء هم ورثة الأنبياء، والعلم أساس للدين والدنيا، ولذلك اهتم المسلمون عبر تاريخهم بالعلم والعلماء والكتاب والمؤسسات التعليمية، وكان لهم السبق في ميادين علمية كثيرة أنتجتها الحضارة الإسلامية، أفادت بها البشريةَ جمعاء، دون تفرقة بين المسلم وغيره.
وأوضح أن الله عز وجل قد أثنى على العلماء فقال: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ}، فلا يخشى اللهَ حق خشيته إلا العلماء؛ ذلك أن الإنسان كلما ازداد علمًا بالكون وما فيه، ورأى مظاهر عظمة الله عز وجل وإحاطته بخلقه وقدرته عليهم وعظيم سلطانه، في مقابل عجز البشر وضعفهم وقلة حيلتهم، زادت خشيته من الله وتعظيمه له، وانعكس هذا الشعور العميق إحسانًا إلى الخلق ورحمة بهم، ورغبة في المزيد من التعلم لإيصال المنافع لهم.
وأشار إلى أنه من هذا المنطلق أدرك الناس قيمة العلم وأهميَّة التعليم، فتوجَّهت هممُ ذوي الألباب منهم إلى طلب العلوم بشتى صورها في مختلف المجالات، كلٌّ بحسب ما يسَّره الله له من المهارات والظروف والإمكانات، وجاءت الشرائع بعلوم خاصة في التشريع والأخلاق والغيبيات فكانت معيارًا وميزانًا لكل صور العلم الأخرى، ترشدها إلى أمثل الطرق لنفع البشرية وعمارة الكون وعدم الإفساد فيه.
وتضرع مفتي الجمهورية بخالص الدعاء للمولى عز وجل أن يحفظ الطلاب والطالبات وشباب الوطن وأن يوفقهم لكل ما يحبه ويرضاه، وأن يحفظ وطننا الغالي مصر من كل مكروه وسوء حتى تحتل مكانتها اللائقة بين الأمم والشعوب.