"BBC": انسحاب فرنسا من النيجر ضربة قوية لوجود باريس فى الساحل الإفريقى
أكدت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" (BBC) أن إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن سحب فرنسا سفيرها من النيجر وإنهاء وجودها العسكري هناك ضربة قوية لعمليات ونفوذ باريس في منطقة الساحل الإفريقي.
وأعلن الرئيس إيمانويل ماكرون، أمس، أن باريس ستسحب سفيرها من النيجر وتنهي كل تعاون عسكري مع نيامي بعد الانقلاب على الرئيس محمد بازوم، مشيرًا إلى أن الطاقم الدبلوماسي الفرنسي سيعود لباريس بجانب مغادرة القوات الفرنسية الموجودة هناك خلال الأشهر المقبلة.
من جهته، رحب المجلس العسكري في النيجر بهذه الخطوة، مؤكدًا أنها انتصار جديد نحو سيادة النيجر.
تفاصيل الانسحاب الفرنسي من النيجر
وبحسب "بي بي سي" يوجد نحو 1500 جندي فرنسي في النيجر، الدولة غير الساحلية الواقعة في غرب إفريقيا، والتي كانت موجودة بغرض قتال الجماعات المتطرفة، كذلك للولايات المتحدة أيضًا أكثر من 1000 جندي في النيجر، لكن لم يُطلب منهم المغادرة حتى الآن.
ويأتي قرار باريس بعد أشهر من العداء والاحتجاجات ضد الوجود الفرنسي في النيجر، مع تنظيم مظاهرات منتظمة في العاصمة نيامي.
وأكدت "BBC" أن خطوة الانسحاب الفرنسي من النيجر ستوجه ضربة قوية لعمليات فرنسا ضد المتطرفين في منطقة الساحل الإفريقي، وكذلك تعد ضربة لنفوذ باريس هناك، رغم تأكيد ماكرون أن فرنسا "لن تكون رهينة لدى الانقلابيين"، وذلك في حديثه إلى محطتي "تي إف 1" و"فرانس 2" الفرنسيتين.
وقال ماكرون إنه لا يزال يعتبر رئيس النيجر المخلوع محمد بازوم، المحتجز حاليًا لدى قادة الانقلاب، "السلطة الشرعية الوحيدة" في البلاد، وأبلغه بقراره ووصف الرئيس المخلوع بـ"الرهينة".
أسباب خروج فرنسا من النيجر
وتعتبر النيجر واحدة من عدة مستعمرات فرنسية سابقة في غرب ووسط إفريقيا سيطر عليها الجيش مؤخرًا، وهي تتبع بوركينا فاسو وغينيا ومالي وتشاد ثم أخيرًا الانقلاب في الجابون في أغسطس الماضي.
وأوضحت "بي بي سي" أن الهجمات اللاذعة المناهضة لفرنسا زادت في منطقة الساحل الإفريقي في السنوات الأخيرة، حيث اتهم العديد من السياسيين المحليين باريس بتنفيذ سياسات استعمارية جديدة بإفريقيا.
كذلك كانت هناك مخاوف في الغرب بشأن الدور المتزايد لمجموعة فاجنر الروسية في منطقة الساحل الإفريقي، وهي متهمة بانتهاكات حقوق الإنسان وتساعد بعض الأنظمة العسكرية الجديدة بالمنطقة.
ورغم تهديد المجموعة الاقتصادية الإقليمية لدول غرب إفريقيا (إيكواس)، بدعم من فرنسا، بالتدخل العسكري في النيجر لإعادة بازوم إلى منصبه، لكنها لم تتحرك حتى الآن.
ويأتي بيان ماكرون بالانسحاب من النيجر أيضًا بعد ساعات من منع قادة الانقلاب في النيجر "الطائرات الفرنسية" من التحليق فوق البلاد، ما يؤثر على باريس.
وقالت المنظمة الإقليمية للسلامة الجوية، ASECNA، إن المجال الجوي للنيجر "مفتوح أمام جميع الرحلات التجارية الوطنية والدولية باستثناء الطائرات الفرنسية أو الطائرات التي تستأجرها فرنسا، بما في ذلك طائرات الخطوط الجوية الفرنسية".
الوجود الأمريكي في النيجر بعد انسحاب فرنسا
وكانت الولايات المتحدة قد نقلت بعض قواتها من نيامي إلى مدينة أغاديز بوسط البلاد لأسباب أمنية في وقت سابق من هذا الشهر، حيث تقع أكبر قاعدة للطائرات دون طيار للولايات المتحدة في المنطقة في النيجر، وكانت قاعدة للعمليات المناهضة للمتطرفين في منطقة الساحل، كما تقوم بتدريب الجنود النيجيريين.
ورغم أن الولايات المتحدة تفاوضت بنجاح مع المجلس العسكري لاستئناف بعض الرحلات الجوية، فإنه ليس من الواضح متى سيتم استئناف عمليات مكافحة الإرهاب والتدريب الكاملة.