الروم الأرثوذكس بمصر: بطريركيتنا أصبحت مركزًا يمر عليه السياح
قال الأنبا نيقولا انطونيو، مطران طنطا والغربية للروم الأرثوذكس، ومتحدث الكنيسة الرسمي، ووكيلها للشؤون العربية، في تصريح له إنه أصبحت بطريركية الإسكندرية وسائر أفريقيا مقصد حج لكثير من المجموعات الأرثوذكسية التي تأتي إليها من الخارج خلال زيارتها لمصر، فيزورون كاتدرائية بشارة والدة الإله المقدسة ثم يصعدون إلى أعلى الجبل لينالوا بركة غبطة البابا وبطريرك الإسكندرية وسائر إفريقيا ثيودورس الثاني.
سبب تحول بطريركية الإسكندرية لمركز حج
هذا بسبب تاريخها الذي مجده رؤساء أساقفتها القديسين عبر العصور منذ زمن مؤسسها القديس مرقص الرسول. وكذلك بسبب مكانتها في أفريقيا، خاصة في أرض النيل حيث يوجد مقر بطريركية الإسكندرية منارة الأرثوذكسية في إفريقيا وبوجودها تظل الأرثوذكسية قائمة فيها. إن الرعية السكندرية الأرثوذكسية، يونانية ومصرية، رغم قلة عدد أعضائها إلا أنها ستبقى موجودة شهادة وشاهدة على الوجود الأرثوذكسي.
تثبت هذه زيارات المستمرة أن الإسكندرية تركت بصماتها بقوة في قلوب زوارها، ليس بسبب الغطرسة "الإسكندرية الكبرى" (كما يُقال)، لكن بشكل أساسي بسبب الثقافة اللاهوتية والأدبية والفلسفة والعلم التي توارثتها، والتي طورت الفكر والمفاهيم في المدينة التي يطلق عليها "عروس البحر الأبيض المتوسط".
إذ يتكرر هذا المشهد يوميا، يستقبل البابا ثيودروس المؤمنين بدون كلل ويتحدث معهم عن تاريخ البطريركية وعن النضال التبشيري الذي يقوم به من أجل شعوب إفريقيا الفقيرة، ويستمع إليه الجميع بانتباه باحترام.
حيث انه مؤخرًا زار البطريركية مجموعة من اليونانيين ومن أبناء الإسكندرية من المصريين. وفي النهاية، أخذوا الصور التذكارية مع البابا البطريرك، وطلب جميعهم بركة غبطته وأخذوا بكل سرور الهدية التذكارية التي أعطاها لهم، مع صليب وكتاب صغير، لتكون معهم بركة لهم.
كما قامت المجموعة، مع قائدتها السيدة ستيلا كونتيس، بزيارة الجالية اليونانية بالإسكندرية، تكريمًا للماضي التاريخي الذي مجده المحسنون العظماء.
من جهة أخرى، بتوجيهات من رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي تمت دعوة جميع الكنائس المعترف بها في مصر للاجتماع بوزارة العدل، للمشاركة في وضع نص قانون الاحوال الشخصية مع حفاظ كل كنيسة على خصوصيتها بما ورد في لائحتها الخاصة بها للأحوال الشخصية لرعياها.
والكنائس التي شاركت في الاجتماع هي الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والكرازة المرقسية، وكنيسة الروم الأرثوذكس بطريركية الإسكندرية وسائر أفريقيا، والكنيسة الكاثوليكية القبطية، ممثلة لسائر الكنائس الكاثوليكية، والكنيسة الإنجيلية المشيخية، ممثلة لسائر الطوائف الإنجيلية، والكنيسة الأرمنية، والكنيسة السريانية.
في نهاية الاجتماعات أعرب جميع ممثلي الكنائس الحضور عن شكرهم للرئيس عبد الفتاح السيسي لدعوتهم، وعدم تخطي أي كنيسة معترف بها في مصر للمشاركة كما كان يحدث في العهود السابقة.
كما شكروا مستشارين وزارة العدل للتشريع الذين أداروا الاجتماعات بروح منفتحة، وعلى مجهودهم الذي بذلوه للتوافق وإخراج هذا القانون بصورته الأخيرة بما يوافق ممثلين جميع الكنائس المشاركين وبما يتوافق والقوانين في مصر.