رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بيزنطيو مصر يحيون ذكرى إفمانيوس الصانع العجائب أسقف غرتيني

الكنيسة
الكنيسة

تحتفل الكنيسة البيزنطية بذكرى القديس البار إفمانيوس الصانع العجائب أسقف غرتيني في كريت، وجاء ذلك بين القرن الثاني أو الثالث للمسيح.

عظة الكنيسة الاحتفالية

وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: فلنتحدّث عن الآية العظيمة التي تمّت بعدَ أن اعتمدَ المخلّص؛ فهي كانت تمهيدًا لما سوف يحصل بعد ذلك بقليل. فلم يكن الفردوس القديم من انفتح إنّما السموات عينها: "واعتَمَدَ يَسوعُ أَيضًا وكانَ يُصَلِّي، اِنفَتَحَتِ السَّماء". لماذا انفتحت السموات حين اعتمدَ الرّب يسوع؟ لنعرف أنّ الأمر نفسه يحدث بشكل غير ظاهر في عمادنا نحن: فالله يدعونا إذا إلى موطننا في السماء وإلى التخلّي عن كلّ ما هو أرضيّ... وإن كنّا لا نرى العلامات نفسها الآن إلّا أنّنا نحصل على النعم نفسها التي كانت هذه العلامات رمزًا لها.

"ونَزَلَ الرُّوحُ القُدُسُ علَيه في صورةِ جِسْمٍ كَأَنَّهُ حَمامَة": وهي التي أشارت ليوحنّا المعمدان ولليهود أنّ الرّب يسوع هو ابن الله. ويجب أن تُعلمَنا أنّه حين نعتمدُ يحلّ الرُّوح القدس علينا. وهو لا يأتي بجسم واضح لأنّنا لم نعد بحاجة إلى المرئي فالإيمان يكفي الآن...

لماذا ظهر الرُّوح القدس على شكل حمامة؟ لأنّ الحمامة ناعمة ونقيّة والرُّوح القدس هو روح النقاوة والسلام. وتُذكّرنا هذه الحمامة بحدثٍ قرأناه في العهد القديم: عندما حلّ على الأرض طوفان وواجه الإنسان خطر الزوال، ظهرت الحمامة لتعلنَ نهاية الطوفان؛ وكانت تحمل غصن زيتون آتية بالبشرى السارّة، بشرى حلول السلام في العالم. وكان كلّ ذلك رؤية مسبقة للمستقبل... ففي حين كان كلّ شيء قد ضاع جاءنا الخلاص والتجديد. فالطوفان الذي حصل منذ زمن بعيد يأتي اليوم طوفان نعَمٍ ورحمة... أمّا الآن فالحمامة لا تدعو إنسانًا واحدًا ليُعيد ملء الأرض: بل هي تجذب جميع الرجال والنساء إلى السماء. وهي لا تحمل الآن غصن زيتون بل تحملُ للعالم شعور الكرامة لأنّهم بالعماد أصبحوا أبناء الله.