حقوقى ليبى لـ"الدستور": ما حدث في مدينة درنة أمر لا يستوعبه العقل
قال أيوب مختار الجدال الناشط المدني الليبي، إن الليبيين استيقظوا في 11 من سبتمبر الجاري، على خبر مؤلم وهو انهيار سدي بومنصور، ووادي درنة، الأمر الذي خلف آلاف من الضحايا والمفقودين ومئات من الناجين والمصابين ولا تزال الأعداد في تزايد.
وأضاف الجدال في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن ما حدث في مدينة درنة أمر لا يستوعبه العقل.
وأشار الجدال إلى أن آلاف الناس جرفتهم السيول، آلاف الضحايا، والآف المفقودين وقليل من الناجين ولازالت فرق الإنقاذ تعمل ليلاً ونهاراً.
وأوضح الجدال أن وادي درنة يقسم المدينة إلى قسمين غربي و شرقي، و المباني قد أنشأت على حافة الوادي، الأمر الذي سبب في انهيارها بعد الفيضان، بالإضافة إلى انجراف الطرق المؤدية للمدينة نتيجة للسيول الهادرة التي خلفتها الأمطار الغزيرة في مدن الجبل الأخضر كمدينة سوسة وشحات والقبة والبيضاء والمرج والوردية وبطة والبياضة وتاكنس ومدور الزيتون ومراوة وعمر المختار.
وتابع الجدال "درنة مدينة الزهور والثقافة والأدب تعرضت إلى كارثة طبيعية لم يتوقعها أحد، فالجميع كان يتوقع أن الإعصار دانيال ربما سيكون موجة عالية تأتي من الحر تسونامي 2.
وأشار الجدال إلى أن بيت درنة الثقافي وفي السادس من سبتمبر الجاري نظم جلسة حوارية بعنوان "وادي درنة تبعات الإهمال ومخاطر الانهيارات"، لم يحضرها سوى خمسة وعشرون شخصية مثقفة من المدينة.
درنة ظلمت وظلم أهلها منذ عقود
وأكد الجدال أن درنة ظلمت و ظلم أهلها منذ عقود من الزمن ناهيك عن عدم اعمارها بعد تخليصها من الإرهاب على يد القوات المسلحة، رغم تكليف لجنة لإعادة الإعمار، فالبنية التحتية متهالكة والسدان اللذان انهارا لم تجر لهما صيانة منذ العام 2002 بحسب المصادر.
وأكد الجدال أن المسئولية اليوم، يحملها أهالي درنة الناجين من الكارثة للحكومات المتعاقبة التي تركت درنة وأهملتها لسنوات طوال، ورغم الألم الذي حل بدرنة خاصة والليبيون عامة إلا أن درنة وحدت صفوف الليبيين، فالمدينة المنكوبة يقطنها نسيج مختلف من جميع أطياف الشعب الليبي، فعندما تشاهد الأرتال المحملة بالمعونات والتي وصلت درنة من جميع مدن وقرى ليبيا، يتبين للجميع أن الشعب الليبي ورغم الانقسام السياسي الحاصل، مازال شعباً واحداً يحذوه الأمل في غد مشرق.
وتابع الجدال "لقد دفعت مدينة درنة الثمن غاليا، لكننا نحن اليوم أمام أمر واقع، اليوم درنة تحتاج إلى أن يتكاتف الجميع لإعادة إعمار ليبيا، لتعود درنة كما عودتنا أرضاً للزهور وموطناً للأدب والثقافة والمسرح.
وأكد الجدال أن الجميع هب لنجدة أهالي درنة، وكان في مقدمة المنجدين جنود القوات المسلحة العربية الليبية والأجهزة الأمنية المختلفة الذين أتوا من كل حدب وصوب، ومنتسبي الهلال الأحمر الليبي الذين سابقوا الليل بالنهار، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
واختتم الجدال تصريحاته قائلًا: "لن أنسى في هذا السياق الجهود الدولية من قبل الدول الشقيقة والصديقة والمنظمات الدولية من خلال فرق الإغاثة التي تم إرسالها، وتأتي في مقدمة الدول العربية جمهورية مصر والجمهورية الجزائرية والتونسية كذلك دولة الإمارات العربية المتحدة.