بيوت بليغ حمدى.. سكنتها الموسيقى وتحولت إلى مسرح للجريمة

فى التاسعة من عمره كان حي شبرا بالقاهرة الذى ولد فيه مشهورًا باعتباره مركزًا لنقل المحاصيل والغلال، وكذلك كان مركزًا للموسيقى، خاصة ساحل روض الفرج الذي وصف بـ"ساحل الدانوب"، وقتها كانت أنامله تتلمس العود لتتقن العزف عليه.

تعتبر شبرا أول بيت سكنه عبقري الموسيقي المصرية بليغ حمدي (7 أكتوبر 1931- 12 سبتمبر 1993) ومكان نشأته، ومع انتشار أعماله وذيع صيته بين مشاهير مصر والوطن العربي انتقل بليغ حمدي من شبرا إلى الزمالك ومنها إلى المهندسين لتتحول بيوته التى سكنها من مدارس للموسيقي إلى مسرح للجريمة بفعل الزمن.

شبرا مكان النشأة.. وتعلم الموسيقي لـ"بليغ"

في سن الثانية عشرة حاول بليغ حمدي الالتحاق بمعهد فؤاد الأول للموسيقى، إلا أن سنه الصغيرة حالت دون ذلك، وهو ما دفعه للالتحاق بمدرسة شبرا الثانوية، في الوقت الذي كان يدرس فيه أصول الموسيقى في مدرسة عبدالحفيظ إمام للموسيقى الشرقية، ثم تتلمذ بعد ذلك على يد درويش الحريري وتعرف من خلاله على الموشحات العربية.

بليغ يغادر شبرا إلى الزمالك: “الست السبب”

فى مكان لا يزيد على غرفة وصالة بالدور الأرضى من العمارة رقم 34 شارع بهجت علي بالزمالك، انتقل بليغ حمدي من شبرا مكان النشأة إلى الزمالك؛ وبحسب الكاتب الصحفي أيمن الحكيم فى كتابه  "بليغ حمدي.. سلطان الألحان.. حياته، تجلياته، مأساته" حكى المؤلف عن الشقة ولماذا انتقل بليغ من شبرا مكان النشأة إلى الزمالك ليسكن، حيث كان قد بدأ رحلة التعارف مع أم كلثوم ومن الصعب العودة إلى شبرا بعد البروفات اليومية، إذ كانت أم كلثوم تسكن فيلتها المطلة آنذاك على النيل، فقرر أن يختصر المسافات بينه وبين سيدة الغناء أم كلثوم.

بليغ فى مسرح الجريمة بالزمالك

فى ثمانينيات القرن الماضى وقعت جريمة اهتزت لها الأوساط الفنية فى مصر والوطن العربي بمنزل الموسيقار بليغ حمدى الذي كان بمثابة مكتب له، وسرعان ما تحول إلى مسرح لجريمة قتل أو انتحار المطربة المغربية سميرة مليان، التى سقطت من شرفة منزل الموسيقار بليغ حمدي عام 1984، ولم يتم التوصل الى أسباب الحادث حتى الآن هل هو حادث قتل أم انتحار؟.

بعد رحيل الموسيقار بليغ حمدي تحولت شقته بالزمالك إلى معرض للسجاد بعد أن كسب أصحاب العمارة دعوتهم القضائية لاسترداد الشقة الإيجار التي سكن فيها بليغ، رغم أن أسرته كانت ترغب في تحويلها إلى متحف صغير يحوي مقتنيات ونِوَته الموسيقية وصوره ومتعلقاته وأعماله.

بليغ في سفنكس واستديو الهرم

تزوج بليغ حمدي في شقته التي استأجرها بميدان سفنكس بالمهندسين، وسرعان ما تنازل عنها ورثة بليغ لصاحب العمارة الحاج سويلم، تاركًا بليغ بيوته دون أن تكون له ممتلكات أو مكان يضم مقتنياته بعد رحلة حافلة بالإنجازات الموسيقية.