موعدان لحرب أكتوبر.. كيف استقرت مصر على ساعة الصفر؟
تُعد حرب السادس من أكتوبر 1973م الموافق 10 رمضان 1393هـ، هي إحدى جولات الصراع العربي الإسرائيلي المسلح، حيث قام الجيشان المصري والسوري بهجوم خاطف على قوات الجيش الإسرائيلي التي كانت منتصبة في شبه جزيرة سيناء وهضبة الجولان التي احتلها الجيش الإسرائيلي من مصر وسوريا في حرب 1967.
بدأت ملحمة تحرير سيناء التي احتلتها إسرائيل في 1967، والتجهيز لحرب التحرير منذ عام 1968 مع انطلاق حرب الاستنزاف التي نقلت الإستراتيجية المصرية من مرحلة الصمود إلى الردع، فقد كانت تمثل ضرورة عسكرية ملخصها أن الجيش المصري وإن كان في هذه المرحلة لا يستطيع استعادة سيناء ولكنه يستطيع كسر معنويات إسرائيل بواسطة الاستنزاف.
وعقب وفاة الرئيس عبدالناصر في 28 سبتمبر 1970، تولى نائبه الرئيس الراحل محمد أنور السادات الحكم، وفي ذات الوقت أدى رفض إسرائيل لمبادرة روجرز في عام 1970 والامتناع عن تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 242 إلى لجوء الرئيس السادات إلى الحرب لاسترداد الأرض التى يعد اختيار يوم 6 أكتوبر دلالة على التخطيط الدقيق واعتماد استراتيجية الخداع فهذا اليوم كان يوافق عيد الغفران اليهودى "يوم كيبور"، كما أعدّ جهاز المخابرات العامة المصرية والمخابرات السورية خطة الهجوم تعتمد على الخداع أجهزة الأمن الاستخبارات الإسرائيلية والأمريكية، ومفاجأة إسرائيل من كلا الجبهتين المصرية والسورية.
خداع أجهزة الأمن والاستخبارات الإسرائيلية
وقد هدفت مصر وسوريا إلى استرداد الأرض التي احتلتها إسرائيل بالقوة، بهجوم موحد مفاجئ، في يوم 6 أكتوبر الذي وافق عيد الغفران اليهودي "يوم كيبور"، كانت الخطة ترمي الاعتماد على جهاز المخابرات العامة المصرية والمخابرات السورية في التخطيط للحرب وخداع أجهزة الأمن والاستخبارات الإسرائيلية الأمريكية ومفاجأة إسرائيل بهجوم من كلا الجبهتين المصرية والسورية.
وفي تمام الساعة الثانية بعد ظهر يوم 6 أكتوبر 1973، افتتحت مصر الحرب بضربة جوية تشكلت من نحو 222 طائرة مقاتلة عبرت قناة السويس وخط الكشف الراداري للجيش الإسرائيلي مجتمعة في وقت واحد، والتي استهدفت محطات الشوشرة والإعاقة في أم خشيب، وأم مرجم، ومطار المليز، ومطارات أخرى ومحطات الرادار، وبطاريات الدفاع الجوي، وتجمعات الأفراد والمدرعات والدبابات والمدفعية والنقاط الحصينة في خط بارليف ومصاف البترول ومخازن الذخيرة.
وفي ذات التوقيت حولت المدفعية المصرية على طول المواجهة الشاطئ الشرقي للقناة إلى جحيم وفوجئ العدو الإسرائيلي بأقوى تمهيد نيراني تم تنفيذه في الشرق الأوسط، حيث سقطت في الدقيقة الأولى من بدء ضربة المدفعية عشرة آلاف وخمسمائة دانة مدفعية بمعدل 175 دانة في كل ثانية.
اقتحام قناة السويس
كذلك بدأت فرق المشاة في اقتحام قناة السويس مستخدمة حوالي ألف قارب اقتحام مطاط، ووضع ثمانية آلاف جندي أقدامهم على الضفة الشرقية للقناة وبدءوا في تسلق الساتر الترابي المرتفع "خط بارليف" واقتحام دفاعات العدو الحصينة.
كما نجح سلاح المهندسين المصري بعمل أول كوبرى ثقيل بعد حوالي ست ساعات من بدء الحرب، وبعد 8 ساعات أخرى قاموا بعمل 60 ممراً بالساتر الترابي على طول الجبهة وإنشاء 8 كبارى ثقيلة، و4 كبارى خفيفة، وتشغيل 30 معدية.
أدت دقة التخطيط والنجاح الهائل للضربة الجوية والذي بلغ نحو 95% بخسائر نحو 2.5%، إلى نجاح القوات المصرية في اختراق خط بارليف "الحصين"، خلال ست ساعات فقط من بداية المعركة وإيقاعها خسائر كبيرة في القوة الجوية الإسرائيلية، ومنعها قوات الاحتلال من استخدام أنابيب النابالم بخطة مدهشة، ولولا التدخل الأمريكي المباشر في المعارك على الجبهة المصرية بجسر جوي لإنقاذ الجيش الإسرائيلي بدءاً من اليوم الرابع للقتال، لمني جيش الاحتلال بهزيمة ساحقة على أيدي الجيش المصري.