هلع ونوم فى الشوارع.. مغاربة يروون لـ"الدستور" ساعات الزلزال العصيبة (صور)
يعيش المغاربة أوقات عصيبة منذ الزلزال المدمر الذي ضرب بيوتهم، مخلفًا مئات القتلى والمصابين، وسط استمرار أعمال الإنقاذ بحثًا عن مزيد من الناجين.
آلاف يفترشون الشوارع، منهم من فقد ذويه أو يبحث عن علاج لمصاب وسط صعوبات في عمليات التنقل داخل المناطق المنكوبة.
رشيد الجبالي: عشنا ساعات من الخوف والذعر
ومن الدار البيضاء، قال رشيد الجبالي، وهو كاتب إقليمي للعصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان، في مدينة الدار البيضاء، إنه في الساعة الحادية عشرة وربع ليلًا من مساء الجمعة، كان جالسًا في الشرفة يسهر الليل يتصفح هاتفه، وإذا بالكرسي الذي يجلس عليه يرتج، وفوجئ بالارتداد، وبعدها نادى على أفراد العائلة الذين كان لديهم نفس الإحساس بالهزة.
وأضاف، في حديثه لـ"الدستور": "طبعًا وقع لنا ارتباك، وأخذنا نخرج مسرعين، ولم نتمكن من اختيار المصعد، لأنه كان عليه درك السكان، ونزلنا مسرعين إلى الشارع، وكنا من الأوائل الذين خرجوا".
وقال الجبالي إن: الناس بدأت تخرج من بيوتها في جوٍ من الذعر والخوف، خوفًا من انهيار المنازل، ولكن بالنسبة لمدينة الدار البيضاء لم تكن هناك خسائر كبيرة تُذكر، باستثناء انهيار منزل قديم في منطقة سكنية شعبية قديمة جدًا بمدينة الدار البيضاء.
وأشار الجبالي إلى أنه قام بجولة بالسيارة في شوارع المدينة، ووجد الناس والعائلات يتجمعون خارج البيوت، خاصةً في الحدائق العامّة والساحات الفارغة والأماكن التي تبعد قليلًا عن البنايات، خوفًا من هزةٍ ثانية ارتداديةٍ مباغتةٍ أكثر من الأولى.
وأكد: أنها كانت ليلة رعب عاشها سكان مدينة الدار البيضاء، وهم في خوف خارج بيوتهم، منهم مَن بات في العراء حتى طلوع الفجر، وفي الحقيقة، كانت ليلة مرعبةٍ بكل المقاييس، ونحن نتابع الخسائر وحجم الدمار الذي لحق بالمناطق الأكثر تضررًا، من نقطة بؤرة الزلزال إلى كل المناطق المجاورة لها، ونحن ننتظر أرقام حصيلة الضحايا، من قتلى وجرحى، تغمدهم الله جميعًا بواسع رحمته، وأسكنهم فسيح جناته. وإنَّا للهِ وإنَّا إليهِ رَاجِعُون.
حجيبة ماء العينين: الجميع نام في الشارع خوفًا من الزلزال
ومن الرباط العاصمة، قالت الصحفية والإعلامية المغربية حجيبة ماء العينين، مديرة موقع المصدر ميديا المغربي، ونائبة رئيس تجمع الصحفيات العربيات، ورئيسة القسم الإعلامي لمنتدى الشيخ محمد الإمام للثقافة، إن الزلزال كان قويًا وشعرنا به جميعًا، ونزلنا إلى الشارع، ولم يستطع أحد النوم في منزله، فالجميع نام في الشارع. والضرر الأكبر كان في مراكش والجنوب بالمغرب، وهناك المئات من الضحايا، ولا تزال هناك ضحايا تحت الأنقاض. وأشارت إلى أن حتى المناطق النائية تضررت، والأبنية اللبنية القديمة كلها تهدمت.
وأضافت ماء العينين، في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أنه على الرغم من أنها كانت بعيدة عن مركز الزلزال، إلا أن الوضع كان مخيفًا وشعروا بالزلزال نظرًا لقوته، مؤكدة أن الوضع في المغرب كله كان مخيفًا جدًا وليلة صعبة على المواطنين جميعًا، وبالنسبة لمراكش ودول الجنوب لحق بها ضرر بالغ، مشيرة إلى أن قوات الإنقاذ ما زالت تباشر عملها حتى الآن وتبحث عن ضحايا تحت الأنقاض.
عبدالرازق بوغنبور: الزلزال كان الأعنف والأكثر قوة منذ عقود
فيما قال عبدالرازق بوغنبور، الناشط الحقوقي المغربي، الرئيس السابق للعصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان: إننا كنا في حوالي الساعة الحادية عشرة وأثناء استعدادنا للنوم، فجأة بدأنا نشعر بأن المنزل يهتز والأشياء تتحرك وتتساقط، وسمعنا أصوات صراخ. طلب من الجميع النزول إلى الشارع، ووجدنا مئات المواطنين في الشارع في حالة من الرعب والهلع، وبدأنا نبتعد خوفًا من انهيار الأبنية.
وأضاف بوغنبور، في تصريحات خاصة لـ"الدستور": "بدأنا نتابع الأخبار والأنباء التي أكدت وقوع زلزال مدمر أسفر عن وقوع العديد من الأبنية والضحايا والمصابين".
وتابع: "صحيح أننا عشنا هذه الحالة من قبل خلال زلازل مختلف، لكن نسبيًا هذا الزلزال كان الأعنف والأكثر قوة، وجعلنا نعيش حالة من الرعب والهلع، ولم نعد إلى منازلنا إلا في الساعة الخامسة والسادسة خوفًا من الهزات الارتدادية التي أكد عليها مجموعة من الخبراء بحدوث تلك الارتدادات".
وأكد "بوغنبور" أن المغرب عاش ليلة حزينة مرعبة، مضيفًا: "لكن نحن المغاربة نتكاتف في الأزمات والمحن، وهذا ما ظهر منذ أمس"، مؤكدًا أن هذه الأوضاع الصعبة تطلب منا أن نغير بعض المعطيات على مستوى البناء والعلاقات الاجتماعية.
