بعد إرسال ذخائر يورانيوم.. الولايات المتحدة تُصعّد فى أوكرانيا.. وروسيا ترد بـ"الشيطان"
أكدت تقارير أمريكية أنه من الممكن أن تتلقى أوكرانيا قريباً من الولايات المتحدة ذخيرة خارقة للدروع مزودة باليورانيوم قادرة على تدمير الدبابات الروسية الثقيلة، بموجب شروط حزمة مساعدات جديدة بملايين الدولارات، الأمر الذي قد يدفع روسيا للتصعيد ضد واشنطن.
أسباب دعم أمريكا لأوكرانيا بذخائر نووية
وحسب مجلة "بوليتيكو" الأمريكية، في تقرير لها اليوم، يمكن إدراج ذخائر اليورانيوم المنضب في الدفعة التالية من المساعدات العسكرية الأمريكية وفقًا لتقارير أوردتها وكالة "رويترز" نقلاً عن مسودة وثيقة ومسئولين أمريكيين.
وأوضحت المجلة أنه تم تصميم طلقات الذخيرة، التي تستخدم اليورانيوم للمساعدة في اختراق الصفائح السميكة للدروع، ليتم إطلاقها من دبابات أبرامز، والتي من المتوقع أن تحصل عليها أوكرانيا في نفس الحزمة.
ويعتبر اليورانيوم المنضب منتجا ثانويا لإنتاج الوقود المستخدم في محطات الطاقة الذرية، إلا أن مستويات إشعاعه تنخفض بشكل كبير، ويتم استخدامه لخصائصه الفيزيائية، وليس النووية، وقد تلقت أوكرانيا في مارس الماضي ذخائر من اليورانيوم المنضب من المملكة المتحدة لاستخدامها في دبابات "تشالنجر 2" بريطانية الصنع.
سيناريوهات رد روسيا على دعم أوكرانيا بذخائر نووية
ومع ذلك، أثار قرار المملكة المتحدة خلافًا بعد أن استخدمته روسيا كذريعة للإعلان عن أن موسكو ستنشر أسلحة نووية تكتيكية على أراضي حليفتها بيلاروسيا المجاورة، وقد استخدمت القوات المسلحة الروسية باستمرار ذخيرة من نفس النوع.
وحذرت تقارير أمريكية من أن روسيا سترد على هذه الخطوة بقوة كما فعلت مع بريطانيا، فقد نشرت روسيا صواريخ سارمات الباليستية العابرة للقارات، التي قال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ذات مرة إنها ستجعل العالم "يفكر مرتين" فيما يتعلق بالقتال، حسبما ذكرت وكالة الفضاء الروسية "روسكوزموس" أمس الجمعة.
ونقلت وكالة أنباء "ريا نوفوستي" الروسية، عن المدير العام لوكالة "روسكوزموس"، يوري بوريسوف، قوله: "تم وضع مجمع سارمات الاستراتيجي في الخدمة القتالية".
وأعلن بوتين لأول مرة عن سارمات، المسمى أيضًا "الشيطان 2"، في عام 2018، وهو نظام صواريخ باليستية قادر على حمل ما لا يقل عن 10 رءوس حربية نووية، ويهدف إلى استبدال الصواريخ الباليستية العابرة للقارات "R-36"، المعروفة باسم الشيطان، لدى حلف الناتو، وذلك وفق تقرير لشبكة "فوكس نيوز" الأمريكية.
وقالت ريبيكا كوفلر، رئيسة "Doctrine & Strategy Consulting" وضابط سابق في وكالة الاستخبارات الدفاعية، لشبكة "Fox News"، إن بوتين يرسل رسالة استراتيجية إلى الولايات المتحدة وحلف الناتو مفادها أن الخيار النووي في أوكرانيا لا يزال مطروحًا على الطاولة.
وأضافت "كوفلر" أن بوتين وضع القوات النووية الروسية في نظام قتالي خاص بعد وقت قصير من غزو أوكرانيا بسبب الخوف من أن الولايات المتحدة وحلف الناتو قد يتدخلان نيابة عن أوكرانيا، لذا فإن الخيار الاحتياطي هو ما يسمى باستراتيجية التصعيد لخفض التصعيد، والذي قد يكون من خلال تفجير رأس حربي نووي تكتيكي في ساحة المعركة، لردع تدخل الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي "الناتو".
وأوضحت كوفلر أن بوتين لن يهاجم الأراضي الأمريكية أبدًا، خاصة بالأسلحة النووية، لذا فإن خطوة نشر صواريخ سارمات ستكون لأغراض الردع.
وبعد الغزو الروسي لأوكرانيا عام 2022، قال بوتين إن سارمات سيضمن بشكل موثوق أمن روسيا من التهديدات الخارجية.
وأشارت كوفلر إلى أن الاعلام الروسي يدّعي أن سارمات يمكنه القضاء على لندن في ست دقائق، فهم بذلك يريدون توجيه رسالة ردع إلى المملكة المتحدة التي تؤيد أوكرانيا، ومع هذا لن يهاجم بوتين لندن أو أي دولة من دول الناتو، إلا إذا خلصت المخابرات الروسية إلى أن روسيا على وشك التعرض لهجوم من قبل الناتو.
وحذرت كوفلر من أن الأسلحة النووية كانت دائمًا محور عقيدة روسيا القتالية، وكلما طال أمد هذا الصراع زاد خطر نشوب حرب مباشرة بين روسيا والولايات المتحدة.