طارق منصور يناقش "طوق الحمامة والحب عند العرب" بقصر ثقافة مصر الجديدة
أقام نادي أدب مصر الجديدة، بالتعاون مع الإدارة العامة للمكتبات الثقافية بالهيئة العامة لقصور الثقافة، وبالتنسيق مع قصر ثقافة مصر الجديدة، محاضرة عامة ضمن أنشطة القطاع ألقاها الروائي والمؤرخ الدكتور طارق منصور، الأمين العام لاتحاد المؤرخين العرب ورئيس نادي أدب مصر الجديدة، وكانت بعنوان "طوق الحمامة في الألفة والإلاف والحب عند العرب".
وتناول الدكتور طارق منصور صور الحب عند العرب في العصر الجاهلي، مشيرًا إلى ما عكسته قصائد عنترة بن شداد في حبه لعبلة، أو قصة ليلى العامرية، وغيرها من النماذج.
كما قدم إضاءة حول صورة العرب والمسلمين في الذهنية الأوروبية الغربية، والتي اتسمت بالسلبية والسواد القاتم عبر العصور التاريخية المختلفة، وهو ما أدى إلى إنكار المستشرقين الكثير من الإيجابيات التي تميز بها العرب المسلمون عبر تاريخهم، وقد وصل بهم الأمر إلى إنكار أن يكون العرب المسلمون يملكون مشاعر إنسانية تصل إلى مستوى من الرقي كما ورد في كتاب طوق الحمامة لابن حزم الأندلسي، الفقيه الغرناطي الظاهري.
تطور آراء ابن حزم الأندلسي
وسلط منصور الضوء على حياة ابن حزم الأندلسي وتطور آرائه الفقهية، وكيف أثرت على علاقاته بالسلطة الحاكمة في قرطبة، مما تسبب له في العديد من المتاعب، حتى مات وهو في أشد وأحلك لحظات حياته، بعد أن أحرقت أعماله ومؤلفاته وداره أيضًا.
وأضاف: أن الكتاب الذي قدمه ابن حزم عن الحب استند فيه لتجارب واقعية من مجتمع قرطبة، مستعرضًا قصصًا من الحب والعشق اتسمت بالواقعية، بل ذكر أسماء أصحابها صراحة، والكتاب يمثل قيمة إنسانية عالية، فهو لا ينطلق من الإطار النظري التقليدي، بل من واقع الحياة في الأندلس، ويبقى الكتاب من خلال فصوله دليلًا دامغًا على رقي العرب المسلمين وتقديرهم للمشاعر الإنسانية، وعلى رأسها الحب، الذي يشكل وقودًا بين البشر لتستمر الحياة على هذا الكوكب.
وأكد منصور أن "طوق الحمامة" أرقى ما كتب العرب المسلمون، مما أهله ليترجَم إلى اللغات العالمية، ويجد صدى بين المثقفين الغربيين والمستشرقين، ربما أكثر مما لاقه بين نظرائهم العرب، والحق أن هذه الدرة الأدبية لم تأخذ حقها حتى اليوم بين كتب التراث العربي، مما يستحق الوقوف عليه كثيرًا ودراسته وتفصيله وبيان مواطن الإبداع فيه، لاسيما وأن مؤلفه أحد أشهر الفقهاء المسلمين في الأندلس.