محمد علام: فوضى الدم انقلاب على أهم مكونات القصة الحديثة
استهل الناقد المسرحي الكاتب محمد علام، مداخلته خلال مناقشة المجموعة القصصية "فوضى الدم"، للكاتب الشاب ياسين محمود والفائز بجائزة يحيى الطاهر عبد الله للقصة القصيرة في دورتها الماضية، بطرح تساؤل من يقول ماذا إلى من؟
وأوضح "علام" خلال الأمسية التي عقدت بدار المرايا للثقافة والفنون والصادرة عنها المجموعة: اختار ياسين محمود في هذه المجموعة أن يصمم لعبة المقصود بها القارئ نفسه، فهو يضع القارئ في جزء كبير جدا في ظاهرة الميتافيكشن أو ما وراء السرد.
وحول انهيار النوع أم البناء الدرامي؟ في مجموعة فوضى الدم، أضاف الكاتب محمد علام:
يعلن ياسين محمود في قصص المجموعة انقلابا على واحد من أهم مكونات القصة الحديثة وهو الحكاية، ويعد هذا الانقلاب امتدادا لمحاولات عدة بدأت في منتصف القرن الماضي، ولكن ما الذي فعلته الحكاية حتى صار الجميع يريد التخلص منها؟
وأوضح "علام": أن قصص مجموعة فوضى الدم بها العديد من الإحالات إلى مصادر ثقافية مختلفة مثل: السينما، الدين، التراث الشعبي.
وأوضح أن قصص مجموعة "فوضى الدم" لـ ياسين محمود لا تقدم نفسها إلى القارئ بسهولة، ودائما سيشعر بالارتباك عندما يحاول تحديد من يروي وأين ومتى؟ هذا الارتباك المقصود نتيجة لانهيار البناء الدرامي، حيث فرت القصص من السياق إلى النسق، وصارت كل الشخصيات عبارة عن حالات شديدة الخصوصية ولكن ملامحها قد تاهت أو ضاعت، فصارت تقدم نفسها بهذا الغموض.
ثم تحدث "علام" عن الأسئلة المشروعة والمبتورة في المجموعة القصصية "فوضى الدم"، لافتا إلى أن: المجموعة تضم عددا من التصورات عن واقعنا، وعددا من الأسئلة مثل: سؤال العجز وعدم القدرة، سؤال الوجود والعدم، سؤال الماضي والحاضر.
كما تحدث الناقد محمد علام عن أقنعة التمرد، وجماليات التشتيت وعدم الاندماج في المجموعة القصصية فوضي الدم للكاتب ياسين محمود.
ــ الشعر في مجموعة فوضى الدم
ومن جانبه قال القاص مصطفى منعم: الشعر في حياة الكاتب ياسين محمود له دور كبير ومؤثر في كتابته للقصة القصيرة.
ولفت "منعم" إلى أن مجموعة "فوضى الدم" كان عنوانها في البداية "فقدت نظارتي فحكيت"، وياسين محمود لا يترك القارئ دون أن يتدخل في مساره، وهو ما يعكس فكرة الرقيب الداخلي.