استنفار المجلس العكسرى فى النيجر وتهديداته لفرنسا.. ما هي السيناريوهات المقبلة؟
هدد المجلس العسكري في النيجر السفير الفرنسي سيلفان إيت، باستخدام القوة في حال لم يغادر البلاد فورًا.
وقال المتحدث باسم المجلس مخاطبًا السفير: من أنت حتى ترفض المغادرة، على شعبنا أن يكون مستعدًا لعدم النوم في الأيام المقبلة.
وكان المجلس العسكري في النيجر قد أمهل السفير الفرنسي 48 ساعة لمغادرة نيامي، في تصعيد إضافي للتوتر بين قادة انقلاب 26 يوليو وباريس.
ماذا بعد التهديدات المجلس العسكري في النيجر للسفير الفرنسي؟
فماذا بعد التهديدات للسفير الفرنسي، بجانب تخوفات الجزائر وتحركات المجلس العسكري في النيجر لحشد قواته.
وفي هذا السياق، قالت رحمة حسن الباحثة بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، تصريحات متضاربة بين رفض الجزائر دخول طائرات فرنسية مع نفي فرنسي، في ظل موقف الجزائر الرافض لاستخدام العنف في استعادة الديمقراطية في ظل التأثير المباشر عليها، مع تخوف فرنسي من التدخل بشكل مباشر في ظل تغير الخطاب الأمريكي الذي يسعى لحلول دبلوماسية ويدعم فكرة استعادة الدستور، وهو الأمر الذي ترى فيه فرنسا تخلي أمريكا عن دعم وجودها في غرب إفريقيا المهدد بالفعل.
وأضاف حسن في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن مجموعة الإيكواس ذاتها تتحسس فكرة التدخل في النيجر، لكنها متمسكة بأن التدخل العسكري سيكون الخيار الأخير في ظل التصريحات حول عدم وجود خطة للتدخل بعد، والرغبة في الحل الدبلوماسي، كمحاولة لمنع تدفق عدوى الانقلابات في المنطقة، إلا أن قرار التدخل سينتج عنه توسيع رقعة النزاع في المنطقة الملتهبة بالفعل في ظل مرابطة رئيس تشاد محمد إدريس ديبي على الحدود في محاربة المتمردين، وكذلك الحال في مالي وبوركينا فاسو.
وأشارت حسن إلى أن هناك قرارات تصعيدية من المجلس العسكري في النيجر بقيادة عبد الرحمن تشياني تمثلت في طرد السفير الفرنسي في ظل الخلاف المتصاعد بين الطرفين وينهي على فكرة الوجود الفرنسي، وإعطاء تفويض لدولتي مالي وبوركينا فاسو بالحرب على أراضيها في حال التعدي على النيجر من قبل مجموعة الإيكواس.
وأوضحت حسن أن التقارير الإعلامية تتحدث عن ضعف سلاح الطيران النيجري مقابل قوى عسكرية أقل من 20 ألف، فيما تمثل مالي ثالث أكبر قوة عسكرية في التجمع والـ21 إفريقيا، وبوركينا فاسو الخامسة بين دول الإيكواس.
سيناريوهات الفترة المقبلة في النيجر
وتابعت حسن "لكن تحقق سيناريو الحرب بجانب تفتت المنطقة الهشة أمنياً، وتوسيع رقعة الصراع، وتحولها لحرب أهلية، بجانب بداية دعم التعاون العسكري الروسي في المنطقة والتي قد تتحول لحرب بالوكالة، فإن احتمالية تفتت تجمع الإيكواس سيكون كبيراً بالتهديدات من الانسحاب منه، كما حدث وانسحاب مالي من تجمع دول الساحل الذي اضطر لإعادة صياغة استراتيجيته وفقد قدرته على الوصل بين الدول الخمس مع خروج دولة محورية منه".
وأكدت حسن أن السيناريو الأمن هو التفاوض لاستعادة الدستور، وهو السيناريو الذي تدعمه الولايات المتحدة في ظل التخوف من الانخراط المباشر في حروب خارجية قد تضر من شكلها الانتخابي، وذلك ليس بالضرورة بعودة الرئيس المخلوع محمد بازوم ولكن بالاتفاق على صيغة انتقالية، وتحول الحكومة العسكرية لمكون مدني بجانب القادة العسكريين.