بعد تراجع موقفها.. سيناريوهات معقدة أمام فرنسا فى النيجر
قال موقع "eureporter" الأوروبي إنه على الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تغيير الاستراتيجية التي يتبعها في النيجر، لاسيما بعد رفض فرنسا، الجمعة، مطالبة المجلس العسكري النيجري بمغادرة سفيرها، معتبرة أن "الانقلابيين لا يملكون أهلية" لتقديم مثل هذا الطلب.
أزمة النيجر تهدد وجود فرنسا في منطقة الساحل
وقال الموقع في تقرير له إن الأزمة التي تتكشف في النيجر، تلقي بظلالها السوداء على نفوذ فرنسا القوي تقليديًا في منطقة الساحل، وقد تمت رعاية هذا النفوذ، الذي لا يمكن منازعته إلى حد كبير، بعناية واستدامة من خلال نهج ثلاثي المحاور يشمل القنوات الدبلوماسية، والعلاقات الاقتصادية، والوجود العسكري القوي.
وتابع :"اليوم بينما يتجمع آلاف المتظاهرين خارج السفارة الفرنسية في نيامي، أصبح مدى المشاعر المعادية لفرنسا واضحًا، مما يشكل تحديًا هائلًا للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لطموحاته الاستراتيجية في إفريقيا.
تحديات أمام فرنسا في النيجر
وقال التقرير الأوروبي، إن فرنسا تواجه العديد من التحديات في النيجر منها الوجود الروسي الواضح، والذي تجلى في التلويح الرمزي بالإعلام الروسية خلال الاحتجاجات.
ولم يكن من الممكن تصور مثل هذا المشهد بحسب التقرير قبل بضع سنوات، حيث كان يُنظر إلى فرنسا باعتبارها اللاعب المهيمن في النيجر ومنطقة الساحل، والآن تجسد مجموعة المرتزقة الروسية فاجنر، التي رسخت وجودها في مالي المجاورة، النفوذ الروسي المتزايد.
سيناريوهات جديدة أمام ماكرون في النيجر
التعاون مع وكلاء جديد
يعتبر سيناريو البحث عن بديل ووكيل جديد لفرنسا في منطقة الساحل الإفريقي أحد السيناريوهات المطروحة بقوة في ظل تعثر فرص التدخل العسكري، بخلاف خروجها من مالي وتشاد وبوركينا فاسو وضعف علاقاتها مع الجزائر.
وفي هذا الشأن قال "eureporter" إنه يجب إعادة تقييم استراتيجية الرئيس الفرنسي ماكرون في إفريقيا، ومن بين العناصر الأساسية في جهود إعادة المعايرة التي يبذلها هو أنجولا، الدولة التي تعمل فرنسا معها بنشاط على تعزيز العلاقات الأقوى.
وتشير الزيارة التي قام بها ماكرون مؤخرًا إلى أنجولا في مارس والاستثمار الكبير الذي قامت به شركة الطاقة الفرنسية العملاقة توتال إنيرجيز بقيمة 850 مليون دولار في مشروع نفط أنجولي إلى عزم فرنسا على تعزيز تحالفاتها الاستراتيجية في إفريقيا.
وبفضل التزامها الراسخ بالسلام والاستقرار الإقليميين، وخاصة في منطقة البحيرات العظمى التي تمزقها الصراعات وجمهورية الكونغو الديمقراطية، برزت أنجولا كقوة إقليمية لتحقيق الاستقرار.
وفي مواجهة حالة عدم اليقين في النيجر، فإن تعميق العلاقات مع أنجولا من الممكن أن يوفر لفرنسا بوليصة تأمين، ووسيلة للتعويض عن الخسائر المحتملة في النيجر والحفاظ على نفوذها الإقليمي. ومع ذلك، فإن هذا النهج لا يخلو من التعقيدات.
دعم عودة بازوم إلى السلطة
ما زالت فرنسا تحاول إعادة الرئيس المخلوع محمد بازوم إلى السلطة رغم إطاحة المجلس العسكري به، ومرور حوالي شهر على خلعه من السلطة، وفشل المفاوضات السياسية لعودته إلى الحكم، لكن يظل أحد السيناريوهات المطروحة والمفضلة لباريس.
وبحسب التقرير الأوروبي لا تملك فرنسا ترف التغاضي عن التحديات المباشرة التي يفرضها الوضع في النيجر. ومع وجود ما بين 500 و600 مواطن فرنسي ووحدة عسكرية قوامها 1500 جندي متمركزة في البلاد، فإن المخاطر كبيرة.
وبالإضافة إلى حماية مواطنيها وأصولها العسكرية، فإن فرنسا مكلفة بالمسئولية الأخلاقية والسياسية المتمثلة في دعم استعادة الحكم الديمقراطي في النيجر برئاسة محمد بازوم.
ويمارس المجتمع الدولي، بقيادة هيئات إقليمية مثل المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا والاتحاد الإفريقي، وبدعم قوي من فرنسا ضغوطًا متزايدة على المجلس العسكري في النيجر لحمله على إعادة حكومة الرئيس محمد بازوم المنتخبة ديمقراطيًا.
دعم التدخل العسكري
ما زالت فرنسا تطرح بقوة التدخل العسكري في النيجر، ليظل أحد السيناريوهات المطروحة بقوة خاصة بعد دعمها قرار المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا "إيكواس" بالتدخل العسكري في النيجر لإعادة محمد بازوم وإنهاء الانقلاب.
ولدعم هذا الأمر طلبت باريس من الجزائر السماح لها باستخدام أجوائها الجوية لعبور الطائرات الفرنسية لكنها رفضت، ومع هذا تحاول فرنسا الدخول عبر مناطق أخرى خاصة من نيجيريا وأنجولا ودول أخرى في منطقة الساحل، بخلاف أنها ما زالت تحتفظ بـ1500 عسكري في النيجر وترفض إخلاء بعثتها الدبلوماسية أو سحب سفيرها كما طلب المجلس العسكري في النيجر.