في ذكراه التاسعة.. أبرز الرسائل المتبادلة بين الشاعرين سميح القاسم ومحمود درويش
تحل اليوم الجمعة، الذكرى التاسعة لرحيل الشاعر الفلسطيني سميح القاسم، والذي رحل في مثل هذا اليوم عام 2014.
سميح القاسم يُعد أحد أشهر وأبرز الشعراء العرب والفلسطينيين المعاصرين، ممن ارتبطت أسمائهم بشعر الثورة والمقاومة من داخل أراضي العام 48.
وبحلول الذكرى التاسعة على رحيل الشاعر الفلسطيني، “الدستور” يستعرض أبرز الرسائل المتبادلة بين الشاعرين سميح القاسم والشاعر محمود درويش:
نشرت مجلة نقد وإبداع المصرية في عددها الـ25 لعام 1986، عددًا من تلك الرسائل المتبادلة بين أبرز شعراء الأرض المحتلة.
محمود درويش إلى سميح القاسم.. كل عام وانت في خير وشعر حتى نهايات النشيد
ففى رسالة جاءت بعنوان "محمود درويش من الوطن إلى المنفى" جاء فيها:
"عزيزي سميح، ما قيمة أن يتبادل شاعران الرسائل؟ لقد أتفقنا على هذه الفكرة المغرية منذ عامين في مدينة استوكهولم الباردة ، وها انذاأعترف بتقصيري، لأنني محروم من متعة التخطيط لسبعة أيام قادمة، فانا مخطوف دائما إلى لامكان آخر ، ولكن تسلل الفكرة المشتركة إلى الكثيرين من الأصدقاء تحول إلى الحاح لايقاوم. كم تبهجني قراءة الرسائل، وكم أمقت كتابتها، لانني خشى أن تشي بببوح حميم قد يخلق جرا فضائحيا لاينقضي، حتى تحولت هذه الخشية إلى مصدر اتهامات لاتحصى ، ليس افدحها "التعالى"، كما هو رائج.
وتابع درويش: "لا أعرف من أين أبدا عملية النظر إلى مرآتنا المشتركة، ولكنني سأبدأ لأنظبط ولأورطك في انضباط صارم.. سيكون التردد أو التراجع قاسيا بعضا اشهدنا القراء علينا! وبعدما هنأئك بعيد ميلادك الذي يواصل الفارق بين العمر والصورة، كل عام وانت في خير وشعر حتى نهايات النشيد.
“لن نخدع أحدا، وسنقلب التقاليد، فمن عادة الناشرين، أو الكتاب، أو الورثة أن يجمعوا الرسائل المكتوبة في كتاب ولكننا الكتاب ونضع له الرسائل لسنا مكشوفة.. منطق سينا السطوح، أو نوارى الخجل من كتاب المذكرات بكتابتها في رسائل”.
ويستدعي درويش الماضي ويطالب سميح القاسم: "لكنك ستكتب إلى، لاعادة تركيب ما تفكك في النفس والزمن ، لرفع رافعة التوازن لثنائية "الداخل والخارج" الخاصة والعامة ، لاستعادة أولى الطرقات الصاعدة إلى أفق يفيض عن الطرق.. ستكتب إلى، سأكتب إليك، لأعود فمازال في وسع الكلمات ان تحمل صاحبها وان تعيد حاملها المحمول عليها إلى دارة . وما زال في وسع الذاكرة أن تشير إلى تاريخ. ويجتاحني نداء زاعق إلى عودة ، عودة ما إلى اول الأشياء والى أول الأسماء فكن أنت عودتي".
سميح القاسم إلى محمود درويش.. ماذا عن ذاكرتنا المحرومة من غضب الصعاليك
وجاء الرد من سميح القاسم إلى درويش ومنه: "هكذا تكف قليلا عن عبث الغربة ونخترع لأنفسنا لقاء ما، وها انت منذ رسالتك الجديدة ( لماذا تسميها رسالة أولى؟)، تقف - بذكائك الذى أعرفه قاعدة للعبة وكأنك لا تعرف أخاك في عناده "برج التور" وشهوته الفادحة للعب بلا قواعد: نحن مطالبان بالا نشوه صورة نمطية أعدتها لنا المخيلة العامة" ...
وتابع: "هكذا تقول في رسالتك، هديتك الرائعة فى في يوم ميلادي المروع لا يقسى عليك يا أخى الحبيب فهناك من هم اقدر منا على تشويه صورتنا النمطية هذه » . اما نحن فما علينا الا ان ترمم المخيلة العامة و المخيلة الطبيعة المدقعة الهالكة شوقا الى حوت اليف في زون الضجيح والوحشة والنحيب .. وماذا بشان مخيلتنا مخيلة جبل برمته ، حاصرورها منذ طفولتها الأولى بكاس امرىء القيس الذهبية وابهة بني أمية ، وسيجوها بمطالع المتنبى المدهشة وصهيل الخيل وصليل السيوف منذ داحس والغبراء مرورا بالقادسية حتى الحرب عشرين المجيدة ؟ ماذا عن ذاكرتنا المحرومة من غضب الصعاليك ونقاء الغفارى ولوعة ابن زريق البغدادى ؟ لقد جروا الى قلوبنا انابيب نفطهم ومائهم هم ، وتركونا نتخبط بحثا عن رأس النبع حيث ماؤنا نحن ... فما الذى كان وما هو الكائن وما الذى سيكون بعد ان صعقوا مخيلة طفولتنا عام ١٩٤٨ وصعقوا مخيلة فتوتنا عام ١٩٥٦ وصعقوا مخيلة شبابنا عام ١٩٦٧ وقايضونا عين جالوت بكامب ديفيد . والحبل على الاعناق .