أمين الاتحاد العربى للتمور: نسعى لإنشاء مركز رصد للتأثيرات المناخية على نمو وإنتاج النخيل
أكد الدكتور أشرف الفار، الأمين العام للاتحاد العربي للتمور بجامعة الدول العربية وعضو اللجنة العليا للاقتصاد الأخضر بمجلس الوحدة الاقتصادية العربية، أن الاتحاد سيسعى في خطة عمله القادمة مع شركائه الاستراتيجيين إلى الحصول على الدعم المناسب من الاتحاد الأوروبي وصندوق الأضرار والخسائر التابع للأمم المتحدة، والذي اعتُمِد في مؤتمر المناخ بشرم الشيخ "COP27" لإنشاء مركز رصد وأبحاث لتأثيرات المناخ على نمو وإنتاج النخيل في المناطق الزراعية الكثيفة، مثل توشكي والوادي الجديد وسيوه والأغوار وعنيزة وبسكرة، وغيرها على مستوى العالم العربي.
وقال الدكتور أشرف الفار في تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط إن الاتحاد سوف يحرص كذلك على تنظيم ورش عمل خاصة بالمناخ وتغيراته وآثاره في كل فعالياته في الفترات القادمة، كما يسعى الاتحاد إلى تفعيل الشراكات مع المعمل المركزي للنخيل والمجلس الدولي للتمور وجمعيات التمور العربية والمراكز البحثية العربية والعالمية لحشد الدعم لمواجهة وتخفيف التغيرات المناخية التي فُرِضَتْ علينا نتيجةً لتقدم الدول الصناعية الكبرى في الصناعة، وهو ما أدى إلى تلوث الغلاف الجوي بالانبعاثات الكربونية.
وأشار الدكتور أشرف الفار إلى مشاركته أول أمس في ندوة عن التغيرات المناخية وتأثيرها على نخيل التمر التي اقيمت برعاية المجلس الدولي للتمور وبحضور كوكبة من الأكاديميين والباحثين والمزارعين، مؤكدًا أن تأثيرات التغيرات المناخية هي حديث العالم في الوقت الحالي سواء على مستوى المؤتمرات الدولية التي تنظمها الأمم المتحدة أو على مستوى الحكومات، لما لهذه التغيرات المناخية من تأثير على كوكب الأرض، وهي عبارة عن مجموعة من التحولات تحدث في درجة الحرارة وأنماط الطقس المختلفة من نسبة الرطوبة وحركة الرياح والأمطار والسيول والفيضانات، وهي تؤثر على الحياة في كوكب الأرض.
وأضاف الفار أن التغيرات إما أن تكون طبيعية كالتغيرات التي تحدث في الدورة الشمسية، أو تكون تغيرات بشرية مثل أدخنة المصانع وعادم الوقود والفحم والغازات والنفايات وغير ذلك، وهي تؤثر على المناخ على مستوى العالم، حيث أفاد العلماء المختصين بأن درجات الحرارة ارتفعت في الوقت الحالي عن القرن الـ19 بمقدار 1.1 درجة مئوية، وأقصى معدل مستهدفًا للزيادة هو 1.5 درجة مئوية، وإلا ستتغير أنماط الحياة على وجه الأرض، وستزول دول ومدن وزراعات وحضارات كنتيجة حتمية لذوبان الجليد.
وأوضح الدكتور أشرف الفار أن نخيل التمر يعد من الأشجار الأكثر مقاومة للتغيرات المناخية من تحمل درجات الحرارة والرطوبة والملوحة في التربة، ولكنه كباقي المحاصيل يتأثر بتغيرات المناخ والأمطار والرياح، وارتفاع درجات الحرارة التي تجهض عملية التلقيح، وتسبب انسداد ميسم الأغاريض، وتلف المحصول. وما زال حجم الدراسات المعملية والتجارب الحقلية في مراكز الرصد لأماكن تجمع أشجار النخيل بكثافة يحتاج إلى الكثير من الدراسات لبيان الآثار المتوقعة وكيفية مواجهتها بالطرق العلمية الصحيحة من أهل العلم والخبرة، وإلا ستتعرض المزارعون لخسائر جسيمة.