محمد عبدالباسط عيد: طه حسين صاحب الفضل في استمالة المتلقي والمثقف للنقد
بعد أن قررت مصر تخصيص العام الحالي باسم الكاتب طه حسين، الذي يعد رمزاً لمستقبل الثقافة في مصر وعميداً للأدب العربي ومحرراً للنقد الأدبي، يتناول هذا التقرير كيفية تحرير العميد من سجن الأكاديمية وتحويله إلى أحد أعمدة الصحافة الثقافية في مصر، بعيداً عن أسواره الذاتية المجتمعية.
أفاد الدكتور محمد عبد الباسط عيد، الناقد والأكاديمي، بأن العديد من الأدباء والنقاد مثل طه حسين والعقاد وعبد القادر المازني وعبد الرحمن شكري، كانوا يمارسون الكتابة النقدية في المجلات الثقافية قبل تأسيس الجامعة المصرية عام 1908. وهذا يؤكد أن الممارسة النقدية لهذا الجيل كانت موجودة قبل تأسيس الجامعة واستمرت بعدها.
وتابع: كان المشتغلين بالجامعة انشغلوا بمنظومة المنهجيات التي تتحدث وتدور حول النص ولا تنفذ إليه إلا قليلا مثل المناهج التاريخية والاجتماعية وغيرها.
ولفت، إلى أن الحركة النقدية القوية التي دفع بها كتاب الديوان سنة 1922 للعقاد والمازني كانت الأهم في تاريخنا النقدي المعاصر، ما قدمه طه حسين تحديدا، فيأتي في سياق المنهجيات المعنية بمقاربة النصوص، وتجلى ذلك في “حديث الأربعاء” والذي صدر في 3 مجلدات ، وانشغل بطبيعة القاريء العربي، الذي يتلقى المعرفة عبر الصحف.
وأكد عبد الباسط على أن طه حسين قدم لغة جديدة للنقد، غرضها استمالة المتلقي إلى هذا الفضاء الأكاديمي والمعرفي، والتي كانت بطبيعتها تقدم معرفة عامة يمكن للمثقف المطلع على المدونة النقدية ان يتعلم منها دون كثير من الحواجز التي عرفها النقد فيما بعد.
واستطرد: لو عقدنا مقارنة بين النقد اليوم وما بين كان يقدمه طه حسين يمكننا أن نصف ما كان يقدمه بالنقد الخارجي، وهو يختلف عن النقد اليوم المتشابك والمعقد الذي يقيم حواجز بينه وبين القارئ.
وأوضح، أن النقد ممارسة صعبة وشديدة التخصص، وهذا السبب في كونها عدم قدرته على استمالة المتلقي، فمنذ منتصف الثمانينات وبداية ظهور مجلة فصول بدأ النقد وكأنه ممارسة نخبوية، ربما بدأ التراجع عنها شيئا ما، ذلك بعد ظهور تطبيقات النقد الثقافي، والذي انفتح بالنص على العالم في السياق الاجتماعي والتاريخي.
وختم عبد الباسط: "أما عن الجهد الذي قدمه طه حسين وجيله، ربما لا يظهر في النقد نفسه، بقدر ما يظهر واضحا في اللغة التي اصطنعوها لمقاربات النصوص وتطويرها.