سيد ضيف الله: كثير من الممارسات النقدية في الصحافة مكبلة بوعي تقليدي محافظ
في ظل تخصيص مصر العام الجاري بعام العميد طه حسين، صاحب مستقبل الثقافة في مصر وعميد الأدب العربي ومحرر النقد الأدبي من أسواره الذاتية المجتمعية يدور هذا التقرير التالي حول كيف حرر العميد النقد من سجن الاكاديمية ليكون أحد أعمدة الصحافة الثقافية المصرية.
يقول الناقد والأكاديمي الدكتور سيد ضيف الله "اعتقد ان مهمة تحرير النقد الأدبي من أسوار الاكاديميات ليست مهمة فردية، ومع ذلك اعتبر ان طه حسين أكثر الأكاديميين اخلاصا وسعيا لتحقيق هذا الهدف.
تابع ضيف الله: أظن أن عميد الأدب العربي تصدى للجزء الأصعب في هذه المهمة وهو تحرير النقد الأدبي من أسواره الذاتية حين دفع به من منطقة البلاغة إلى منطقة التفكير العقلاني النقدي داخل اسوار الجامعات ومن المهم أن نتفق أنه مثلما للاكاديميات أسوارها فللصحافة أسوار أيضا.
ولفت إلى أن كثير من الممارسات النقدية في الصحافة مكبلة بوعي تقليدي محافظ وبعض ممارسات النقاد الأكاديميين علامات على طريق التحرر من القيود التي تفرضها الثقافة الجمعية.
أضاف "أعتقد أن النقد الأدبي العربي مرهون في تحرره داخل الاكاديميات وفي الصحافة بدرجة تحرر المجتمع، لذلك اظن ان النقد الأدبي في النصف الأول من القرن العشرين كان أكثر تحريرًا مما هو عليه في الوقت الحاضر رغم كل المياه التي جرت على مدار ثمانية عقود في أنهار المنهجية والنظرية الأدبية.
واختتم ضيف الله حديثه قائلاً:" لعل تأمل تجربة طه حسين في تحرير النقد الأدبي من أسواره الذاتية والمجتمعية يعلمنا أن التحدي الأكبر كان ولا زال العقلية الجمعية المحافظة التي تهيمن على المجتمعات العربية التي ترسخها مؤسسات تعليم النقد ودراسة الأدب في ظل انخفاض سقف الحريات بشكل عام وحرية التعبير بشكل خاص.