بث مباشر.. قداس الشباب فى لشبونة بمناسبة زيارة البابا فرنسيس
أطلق المركز الإعلامي للكنيسة الكاثوليكية في مصر بثا مباشرا لصلاتي القداس الإلهي والتبشير الملائكي باليوم العالمي السابع والثلاثين للشباب، بمناسبة زيارة قداسة البابا فرنسيس للشبونة.
وبلغ عدد الشبان الذين شاركوا، مساء أمس، في أمسية الصلاة لمناسبة اليوم العالمي للشبيبة ٢٠٢٣ في حديقة تيجو بلشبونة، حوالي مليون ونصف المليون.
وطلب منهم البابا فرنسيس أن يساعدوا من سقطوا على النهوض، وقال لهم: "لا تخافوا، فالفشل يكون فشلا عندما لا يجد الإنسان القوة على النهوض"، مضيفا: "لا بد من السير قدما في الحياة، وإذا سقط الإنسان فهو يحتاج إلى المساعدة كي ينهض، وهذا هو تمرين مستمر لأنه لا يوجد شيء مجاني في العالم باستثناء محبة يسوع".
وأمسية الصلاة لمناسبة اليوم العالمي للشبيبة كانت المحطة ما قبل الأخيرة من أسبوع حافل بالنشاطات على التراب البرتغالي، ومن بينهم من وصلوا إلى الحديقة بعد مسيرة طويلة اجتازوا خلالها ثمانية أو عشرة كيلومترات سيراً على الأقدام.
وخطاب البابا إلى الشبان أخذ شكل حوار، فطرح البابا فرنسيس على الحاضرين أسئلة اقتضت منهم الأجوبة.. وقد شرح الحبر الأعظم المعنى العميق للعمل الذي قامت به مريم التي نهضت وتوجهت مسرعة عند نسيبتها أليصابات، مع أنها كانت قد تلقت للتو بشارة الملاك، لافتا إلى أن العذراء، وعوضا عن التفكير بنفسها، فكرت بالشخص الآخر، فكرت بنسيبتها لأن الفرح هو إرسالي، ليس خاصاً بنا بل يهدف إلى حمل شيء ما للآخرين.
شاء فرنسيس أن يتوقف عند هذه الفكرة أكثر من مرة طالبا من الشبان أن يكرروا القول إنهم عازمون على حمل الفرح للآخرين، متذكرين أن الآخرين أيضا جهّزونا كي نناله.. إنهم الأشخاص الذين حملوا النور إلى حياتنا: الوالدون، الأجداد، الأصدقاء، الكهنة، الرهبان، معلمو الدين، والمدرسون.
وطلب البابا من الحاضرين أن يقفوا دقيقة صمتا يتذكرون خلالها هؤلاء الأشخاص. وقال إن هؤلاء هم جذور الفرح، لأن الفرح الواجب نقله لا ينبغي أن يكون عابراً أو مؤقتاً، بل يجب أن يمد الجذور، وهذا الأمر لا يتحقق داخل جدران المكتبة إذ لا بد من السعي إليه واكتشافه في الحوار مع الآخرين.
بعدها سأل البابا الشبان والشابات المشاركين في أمسية الصلاة ما إذا كانوا قد شعروا بالتعب في بعض الأحيان، وقال إن الإنسان قد يشعر أحياناً بالرغبة في الاستسلام والتوقف عن السير قدماً، ويسقط أرضا، بيد أن الفشل في الحياة ليس النهاية، من المهم ألا يبقى الإنسان أرضاً، وألا يقفل الباب أمام الأمل في الحياة، وفي هذه الحالة ينبغي أن يُساعد الشخص الذي سقط كي يتمكن من النهوض. وهي جملة كررها البابا أكثر من مرة وطلب من الحاضرين أن يتأملوا فيها وسط التصفيق. وقال إن الطريقة الوحيدة التي يمكن أن ننظر فيها إلى شخص ما من الأعلى إلى الأسفل هي عندما نساعده على النهوض.
ولفت إلى أن هذا الأمر يحتاج إلى التمرين تماما كلاعب الكرة الذي يتمرن على تسديد الأهداف. وقال إنه لا توجد دورات دراسية تعلمنا السير في الحياة، إننا نتعلم ذلك من والدينا، من أجدادنا وأصدقائنا الذين يمسكون بيدنا. من هنا دعا البابا الحاضرين إلى وضع هدف لمسيرتهم، وإلى التمرين كل يوم من أيام حياتهم، لأنه لا يوجد شيء مجاني، فلكل شيء ثمنه، باستثناء محبة يسوع، التي هي مجانية. من هذا المنطلق شجع البابا فرنسيس الشبان والشابات على السير قدماً والنظر إلى الجذور بلا خوف.
القسم الأول من أمسية الصلاة بدأ بعرض موسيقي ولوحات راقصة روت قصة شابة تركت الله يحاكيها، وقد بدل هذا الاختبار حياتها، وترك أثراً لدى جميع الأشخاص الذين التقت بهم.. وهذه الرواية تشبه إلى حد بعيد ما حصل مع مريم العذراء التي قالت "نعم" لدعوة الله لها، وهي تلهمنا اليوم على فعل الشيء نفسه، وعلى أن نهب أنفسنا بالكامل للرب وأن نضع حياتنا كلها بين يديه، متخلّين عن مشاريعنا الخاصة، كي نصبح أدواته في تاريخ محبته تجاه كل واحد منا.