المستشار محمد خفاجي: المرافعات الإلكترونية تغزو جلسات المحاكم الدولية
أجرى القاضى الفقيه المصرى الدكتور محمد عبد الوهاب خفاجى نائب رئيس مجلس الدولة دراسة عالمية قيمة فى أحدث مؤلفاته بعنوان " المواجهة القضائية الإلكترونية العالمية بعد كورونا فى الالتزامات والعقود الوطنية والدولية "
وذلك بالنظر إلى توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي بالتوسع في استخدام أحدث الوسائل الإلكترونية والتكنولوجية في منظومة عمل المحاكم، للمساهمة في سرعة الإجراءات واختصار زمن التقاضي، وكذلك تعميم نظام التقاضي عن بُعد في كافة المحاكم خلال الفترة القادمة وتطوير الجانب التقني بالتوسع في تطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي في تحويل الكلام إلى نص مكتوب خلال الجلسات القضائية.
ونعرض لهذه الدراسة المهمة دولياً فى أربع نقاط : 1-المرافعة الإلكترونية العالمية فى المنازعات المدنية والجنائية والإدارية
2- عقد جلسات المحكمة دولياً بالفيديو كونفرنس (تكنولوجيا الدوائر التلفزيونية المغلقة)
3- انعقاد جلسات العدالة عن طريق الفيديو كونفرنس هى الطريقة الاَمنة للعدالة فى عالم اليوم لحالات الإعاقة والاعتداء الجنسى
4- اُنادى بالتقاضى عن بُعد باستخدام برنامج حاسوب يعتمد على الذكاء الاصطناعى فى المجال الجنائى.
أولاً : المرافعة الإلكترونية العالمية فى المنازعات المدنية والجنائية والإدارية بفرنسا :
يقول الدكتور محمد خفاجى إن مبدأ المرافعة الإلكترونية وتبادل المذكرات من المبادئ الأساسية التى يقوم عليها التقاضى عن بُعد سواء كان ذلك فى المنازعات المدنية والجنائية والإدارية وهو النظام المعمول به في فرنسا , فقدصدرالقانونرقم١٦٧٨لسنة٢٠٠٥في٢٨ ديسمبر 2005 متضمنا تعديلاً فى موادقانونالمرافعاتالموادمن٧٤٨ /1 وما بعدها بإجازةالاتصالالإلكترونيبینالمحكمةومحامالخصومفينطاقالإجراءاتالمدنیة ،وبعضالإجراءات المتعلقةبالتنفیذ.
وقد أجرى القضاء العادى الفرنسى بروتوكولا في المجال المدنى مع نقابة المحامين الفرنسيةبتاريخ 4 مايو 2005 بين كل من المحاكم الابتدائیة الفرنسیة ونقابةالمحامین ما يسمى Com CI TGI بتنظیم تقنیة التبادل الإلكتروني للأوراق القضائیة بین المحامین وھیئة المحكمة المختصة بنظرالنزاع المطروح والفصل فیه
وقد تلا ذلك بروتوكولاً في المجال الجنائى بين القضاء العادى ونقابة المحامين 28 سبتمبر 2007 اشتمل على التبادل الإلكتروني للأوراق والمستندات فى نطاق القضاء الجنائي إلي جانب القضاء المدني والإداري على حد سواء ،ومن ثم صار التبادل الإلكتروني للأوراق والمستندات معمولاً به أمام جميع درجات التقاضي أمام القضاء الفرنسي المدنى والجنائى والإدارى .
ثانياً : عقد جلسات المحكمة دولياً بالفيديو كونفرنس (تكنولوجيا الدوائر التلفزيونية المغلقة):
يذكر الدكتور محمد خفاجى أنه من مقتضيات التقاضى عن بُعد أنه يمكن عقد جلسات المحكمة بالفيديو كونفرنس (تكنولوجيا الدوائر التلفزيونية المغلقة) أو ما يسمى نظام الفيديو عن بُعد Video Conference وهى عملية لنقل الصوت والصورة عبر الحواسيب المتواصلة , وتحتوي تكنولوجيا عقد المؤتمرات بالفيديو عن بُعد على مراحل تكنولوجية عديدة حتى تقوم بخلق الصورة والصوت والبيانات وتوصيلهم عبر شبكات الاتصال إلى الطرف الآخر .
ويوضح الدكتور محمد خفاجى أن هذه التكنولوجيا تتمثل فيما يلي: كاميرا فيديو ملونة Color video camera لديها القدرة على عمل الحركة البانورامية , والكاميراالإضافية Auxiliary Cameraوهي عبارة عن كاميرا واحدة مزودة بخاصية التتبع، وجهاز الفيديو كوديك: Codecوهو المسئول عن نوعية الصورة المرسلة من النظام والمستقبلة في النظام الآخر فهو يقوم بتحويل المعلومات المتناظرة لطرف ما في مكان الانعقاد أو الاجتماع إلى معلومات رقمية ويقوم بضغط هذه المعلومات لإرسالها عبر شبكة الاتصالات .
أما جهاز الفيديو كوديك في الطرف الآخر فهو يستقبل هذه الإشارات ويقوم بفك ضغطها ثم يقوم بتحويلها من إشارات رقمية إلى إشارات متناظرة يتم عرضها على الشاشة أمام المجتمعين في الطرف الآخر , وللميكرفون Microphoneأهمية لأن نوعية الصوت من أهم العناصر في نظام عقد المؤتمرات بالفيديو فهو الذي ينقل المعلومات للمشاركين في الاجتماع , وأجهزة الرؤية Monitorsتستعمل أنظمة Video conference، وأجهزة رؤية Monitors من مختلف الأحجام والأشكال، وأجهزة الوثائق والرسومات المساعدة: Documents & graphics subsystemsلأن أي اجتماع غالباً ما يتضمن عرض الوثائق والرسومات لشرح وجهات نظر المشاركين , وأخيراً برامج التحكم: Software controllerويتوقف عقد المؤتمرات بالفيديو على مدى أهمية البرامج المحملة على الكمبيوتر الخاص بالنظام والذي يقوم بالتحكم في كل الأجهزة التي يتضمنها.
وهكذا فى نظام الفيديو كونفرنس كأنهم في مجلس واحد باستخدامتقنیاتالصوتوالصورةلعقد جلسة المحكمة بحیثیريكلطرف للأخر ویتبادلمعهكافة الردود والاَراءوالمناقشات بما لا يستدعى الحضور والوجود المادى للمتقاضين , لكن يتحقق بشأنها مبدأالمواجھةبینالخصوم عن طريق هذا النظام وتحقيق أوجه دفاعهم وتقديم مستنداتهم .
ثالثاً : انعقاد جلسات العدالة عن طريق الفيديو كونفرنس هى الطريقة الاَمنة للعدالة فى عالم اليوم لحالات الإعاقة والاعتداء الجنسي:
يضيف الدكتور محمد خفاجى لقد أصبح انعقاد جلسات العدالة عن طريق Justice by videoconferenceالفيديو كونفرنس هى الطريقة الاَمنة للعدالة فى عالم اليوم , تستخدمه الدول الكبرى من بينها ألمانيا والولايات المتحدة وإسبانيا وإيطاليا وأستراليا وكندا والمملكة المتحدة والهند, وصحيح مازالت العدالة تعتمد على الطرق التقليدية والممارسة العادية المتمثلة في وجود المدعين والمدعى عليهم والمحامين والشهود في المحكمة شخصياً. إلا أنه تُستخدم المؤتمرات عن طريق الفيديو كونفرنسفى زمن الفيروسات الجائحة, وكذلك فى حالات أخرى عندما يتعذر على الأطراف التواجد بدنيًا في المحكمة بسبب الإعاقة أو المرض أو عندما يكون وجود أحد الأطراف ، كما هو الحال في حالات الاعتداء الجنسي ، أمرًا خطيرًا أو مؤلمًا بالنسبة للضحية أو فى حالة العجلة.
رابعاً : اُنادى بالتقاضى عن بُعد باستخدام برنامج حاسوب يعتمد على الذكاء الاصطناعى فى المجال الجنائى :
والرأى عندى أنه ينبغى تطبيق التقاضي عن بُعدباستخدام برنامج حاسوبي يعتمد على الذكاء الاصطناعي في المجال الجنائى والاستفادة من التجارب الدولية في هذا المجال , والذكاء الاصطناعي فرع من فروع علم الحاسوب وعبارة عن برامج حاسوبية تتميز بخصائص معينة تجعلها تحاكى القدرات الذهنية وقدرات التفكير المنطقي عند الإنسان وتتعلق بالقدرة على التفكير الفائق وتحليل البيانات ويتضمن كل ما يتعلق بإكساب تلك البرامج صفة "الذكاء"،بما تشتمل عليه من التعلم والاستنساخ ورد الفعل على أوضاع لم يتم برمجتها على الاَلة .
ويمكن تسجيل هذا البرنامج على جهاز حاسوب محمول يحمله قاض جنائى يقوم عند اللزوم بتقييم شهادة الشهود وتدقيق الأدلة بطريقة عملية في مكان وقوع الجريمة . وقد قام بتصميم هذا البرنامج أحد قضاة محكمة الاستئناف العليا في ولايةأسبيريتو سانتو بالبرازيل هو القاضي النابغة " فالس فيوروزا " عضو المحكمة , وهذا البرنامج يؤدى إلى المساهمة الفعالة في سرعة الفصل في القضايا الجنائية .