تقرير إفريقى: مصر تشهد انتعاشًا ملحوظًا فى صناعة السياحة
أكد تقرير إفريقي أن مصر تشهد انتعاشًا ملحوظًا في صناعة السياحة، وأن قطاع السياحة في مصر يسير على المسار الصحيح بشكل مُبهر، والدولة نجحت فى التغلب على التحديات الرئيسية التي أثرت على السياحة العالمية، مثل قيود السفر والمخاطر الصحية والمخاوف الأمنية.
وسلط موقع Ventures Africa الإفريقي الضوء علي إعلان وزارة السياحة والآثار مؤخرا أن مصر استقبلت أكثر من سبعة ملايين سائح في النصف الأول من عام 2023، مسجلة رقما قياسيا جديدا وتجاوزت عدد السائحين العام الماضي بهامش كبير.
كما سلط التقرير الضوء على تنوع واتساق أسواق السياحة، مع زيادة ملحوظة في عدد الزوار والليالي التي يقضونها في الدولة، ففي العام الماضي، توقعت الحكومة أن يزور 15 مليون سائح مصر في عام 2023، وبدا توقع 15 مليون سائح وكأنه حلم بعيد المنال.
وأشار التقرير الإفريقي إلى أن السياحة العالمية كانت لا تزال في مهدها في فترة التعافي بعد الوباء، ومع ذلك بدأت مصر تسير على الطريق الصحيح لتحقيق هذا الهدف إذا كان أداؤها في النصف الثاني من العام يتوافق مع الأرقام الرائعة من النصف الأول.
وأكد التقرير أن هذا لأداء المبهر لقطاع السياحة في مصر لم يكن مصادفة؛ بل نتيجة لنهج استراتيجي من قبل الحكومة وأصحاب المصلحة في السنوات الأخيرة، فلقد أدركت الحكومة أهمية وإمكانيات صناعة السياحة للاقتصادات الوطنية؛ لا سيما كمصدر رئيسي للنقد الأجنبي.
كما أقرت بتأثيرها الواسع على العديد من الصناعات الأخرى، مثل النقل والضيافة والترفيه والثقافة. على هذا النحو، أولت الحكومة اهتمامًا سياسيًا لقطاع السياحة ، وخلق بيئة مواتية لنموه وتطوره.
وأشار التقرير إلى أن أحد الإجراءات التي اتخذتها الحكومة هو إطلاق موقع إلكتروني يسهل على المصريين حجز رحلاتهم إلى مكة والمدينة وساعد هذا في منع الناس من الاستغلال من قبل الوسطاء الذين يفرضون رسومًا عالية.
وأطلقت مصر مبادرة لتنمية مهارات الموارد البشرية في قطاع السياحة من خلال برامج تدريبية وورش عمل، كما تم وضع برامج تركز على البنية التحتية، والتنظيم، والتسويق، وتعزيز القطاع بين الشباب، كما دخلت مصر في أسواق جديدة من خلال الجهود الدبلوماسية والاتفاقيات التجارية مع المزيد من الدول. وكانت نتيجة ذلك زيادة ملحوظة في عدد الزوار من دول مثل الصين والهند والمملكة العربية السعودية وألمانيا وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا وبولندا وجمهورية التشيك والمجر.
وحسب اقتصاديات التداولات، ارتفعت إيرادات السياحة في مصر من 2.7 مليار دولار في النصف الأول من عام 2022 إلى 4.6 مليار دولار في النصف الأول من عام 2023، كما شهد قطاع السياحة تحسنًا في مؤشرات أدائه ، مثل معدلات الإشغال ، ومتوسط الإنفاق لكل سائح ، ومستويات الرضا.
وقال التقرير إن قطاع السياحة في مصر واجه العديد من التحديات في السنوات الأخيرة، خاصة بسبب العوامل الخارجية التي كانت خارجة عن إرادته، حيث تسبب جائحة الفيروس التاجي في انخفاض عالمي في أنشطة السفر والسياحة ولم تكن مصر استثناءً.
وشهد القطاع انخفاضًا حادًا في وصول وإيرادات السائحين في عامي 2020 و2021، كما أثر الوباء على جودة الخدمات السياحية وتوافرها.
وكان التحدي الآخر الذي أثر على قطاع السياحة هو الحرب الروسية الأوكرانية، التي اندلعت في أوائل عام 2022. تعد كل من روسيا وأوكرانيا من أسواق السياحة الرئيسية لمصر، وعندما اندلعت الحرب عطلت السفر الجوي والتجارة بين مصر وهذه الدول.
وعند مقارنة الأرقام التي حققتها مصر في صناعة السياحة مع مؤشرات السياحة العالمية، يتضح أن مصر تفوقت في الأداء من حيث النمو والانتعاش، وفقًا لمنظمة السياحة العالمية، تراجعت السياحة العالمية بنسبة 73% في عام 2020 بسبب الوباء، وتعافت بنسبة 18% فقط في عام 2021. في المقابل ، شهدت مصر زيادة بنسبة 45% في عدد السياح الوافدين في عام 2021 مقارنة بعام 2020، وزيادة أخرى بنسبة 11% في عام 2023 مقارنة بعام 2019، الذي يعتبر عام الذروة في صناعة السياحة العالمية.
وأكد التقرير الإفريقي أن هذا يدل على أن مصر تمكنت من التغلب على بعض التحديات الرئيسية التي أثرت على السياحة العالمية ، مثل قيود السفر والمخاطر الصحية والمخاوف الأمنية.
ويظهر قطاع السياحة بمصر أيضًا علامات على المرونة، على سبيل المثال، تم الإعلان عن المتحف المصري الكبير الذي كان قيد الإنشاء خلال السنوات العشر الماضيةأنه سيفتح أبوابه أخيرًا هذا العام، و عند ظهوره لأول مرة، سيكون المتحف موطنًا لأكبر مجموعة من الكنوز والتحف القديمة وأكثرها تعقيدًا في العالم.
وتستعد مصر أيضًا للاحتفال بحجر رشيد، وهو أحد أهم وأشهر الاكتشافات الأثرية في التاريخ، وسيتم عرض الحجر في مواقع مختلفة في مصر، وستكون الأحداث جزءًا من برنامج التبادل الثقافي.