في ذكرى محمد البساطي.. كيف رسمت رواية "جوع" لوحة ثرية عن عالم المهمشين؟
تحل اليوم ذكرى وفاة الروائي والقاص محمد البساطي، الذي قدّم الكثير من الأعمال الإبداعية اللافتة المهتمة برسم عوالم المهمشين والبسطاء.
وتعد روايته "جوع" التي نشرت للمرة الأولى عن "دار الآداب" في بيروت، في العام 2007، ووصلت إلى القائمة القصيرة لجائزة البوكر العربية عام 2009، من أبرز الأعمال التي كثفت رؤية البساطي لهذا العالم الفريد.
عوالم المهمشين
في دراسة حملت عنوان "الرأسمالية والتغير الاجتماعي: رؤية ماركسية في رواية جوع لمحمد البساطي"، أشار الباحث هاني إسماعيل إلى أن أدب البساطي كان معبرًا عن طوائف المهمشين والبسطاء، وواصفًا لحياتهم ولعمليات التهميش والتجاهل لهم، ولا سيما روايته "جوع".
رأى الباجث أن رواية "جوع" للبساطي ناقشت قضايا المجتمع المصري السياسية والاجتماعية والاقتصادية متأثرة بالتغيرات السوسيو اقتصادية التي تبنتها الإدارة السياسية لمصر في أواخر التسعينيات وأوائل الألفية الجديدة والتحول الاقتصادي من النظام الاشتراكي إلى النظام الرأسمالي.
الخطاب الماركسي في الرواية
وأوضح أن الرواية تعكس مخاوف عميقة من التحول الاقتصادي المؤثر في بنية المجتمع المصري والمؤسس لتغلغل الرأسمالية لافتًا إلى أن الرواية محاولة لإبراز النتائج المترتبة على هذا التحول والمعركة الاجتماعية الاقتصادية التي ستدور في مصر بين طبقة الملاك الرأسمالية وطبقة المحرومين والمشردين، بين البرجوازيين الذين يسيطرون على الموارد الطبيعية والاقتصادية والبشرية والعمال الكادحين الذين يشكلون معظم المجتمع.
بيّن الباحث في دراسته أن الرواية أبرزت الخطاب الماركسي للرواية وأكدت على الآثار السلبية التي أنتجها التحول للرأسمالية وعمليات التضليل المجتمعي التي يقوم بها بعض علماء الدين بهدف تحقيق مصالحهم الضيقة على حساب الدين والإنسان معًا.
الانتصار للجانب الجمالي
أما صالح القاسم في مقال له بمجلة "الرافد"، فقد تحدث عن النماذج الغنية في الرواية التي تقدم ما يشبه بمقارنة بين الجوع والتخمة: جوع عائلة زغلول، وتخمة بيت الحاج عبدالرحيم، وبيت هشام.
فيما لفتت ماجدة حمود في مقال لها بأن الرواية رغم غناها بالأفكار، فقد انتصرت للجانب الجمالي في عنايتها ببناء عالم فني أكثر من العالم الأيديولوجي.
وقالت إن الروائي اهتم بأن يبعد القتامة عن روايته، رغم عالمها شديد البؤس، فركز على الروح الإنسانية التي تقاوم جوعها بكل الوسائل، والتي جمعت ما يصعب جمعه في حياة الفقير اليوم: الكرامة والجوع.