الحاضر الغائب.. 11 عامًا على رحيل محمد البساطى "زعيم المهمشين"
بالرغم من رحيله من 11 عاماً عن عالمنا، إلا أن قلمه وكتاباته لم تجف بعد، ودائماً ما يتم ذكره في صالونات المثقفين، فكان صاحب كلمة حق والباطل لا يعرف له طريقا، وقرر أن يجعل من الريف مدرسة له، حتى وصفه أبناء جيله خلال فترة الستينات بأنه زعيم المهمشين لاهتمامه بحياة الريف المصري، من خلال كتاباته ومؤلفاته.
إنه الراحل الروائي الأديب محمد البساطي، الذي احتفت فضائية "إكسترا نيوز" اليوم 14 يوليو بذكرى رحيله عام 2012، فعلي الرغم من عمله بالجهاز المركزي للمحاسبات في مجال تخصصه كواحد من خريجي كلية التجارة، إلا أن حبه وشغفه بالكتابة جعلا منه رجلاً مناضلاً شامخاً، قرر أن يترك وظيفته الحكومية الثابتة، وأن يحلق كالطيور في عالم الكتابة والإبداع دون توقف، ويكون نصيرًا بقلمه الحر للريف والمهمشين.
- جمال الغيطاني: البساطي يري العالم بعيني طفل
وتابع تقرير قناة "إكسترا نيوز"، يقول عنه الكاتب الكبير جمال الغيطاني في تصريحات تليفزيونية، "البساطي يري العالم بعيني طفل ومازالت ذاكرته فريدة، يكتب عن أحداث عرفها وهو طفل أو في طور الفتوة، كأنها جرت بالأمس، أما وصفه الدقيق للأشياء وللواقع فكأنه يصف ما يعايشه الآن، عالمه غني بالبسطاء، الذين يقفون على ناصية الواقع والحلم".
يمتلك "البساطي" حوالي عشرين عملاً ما بين الروايات والمجموعات القصصية، حاول من خلالهم أن يصف حيوات أبطاله المهمشين في الريف، الذين لا يهمهم سطوة السلطة أو تغيرات العالم من حولهم، وتعد رواية "جوع" وأحدة من أشهر روايته والتي حققت ناجحاً كبيراً وترجمت إلي عدة لغات، كما دخلت فى القائمة النهائية "القصيرة" للجائزة العالمية للرواية العربية "البوكر" لعام 2009.
وفي الرواية قرر "البساطي" أن يعكس أحداثها عن أحوال قرى الريف الغارقة فى معاناتها من الفقر والجوع والمرض، ويطرح من خلالها صورة عاكسة لما تمثله معاناتها من بيئة مناسبة لانتشار الجهل والخرافة وتسطيح العقول والأفكار، وأن يقدم عرضاً للواقع الاجتماعي، الذى تعيش الأسرة فى إطاره، علي شكل مقارنة بين حياة الفقراء والأغنياء من خلال الأسرتين فى البلدة.