قمة "فيلنيوس".. هل تحسم مواجهة حلف الناتو مع روسيا؟
قالت آية عبدالعزيز، الباحثة في الشأن الأوروبي بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، إن قمة حلف شمال الأطلسي الناتو المنعقدة في عاصمة ليتوانيا فيلنيوس، تأتي بالتزامن مع استمرار الحرب الروسية الأوكرانية، بدون حسم بالرغم من بدء الهجوم المضاد الأوكراني قبل القمة بنحو شهر، فضلًا عن تنامي المواجهة غير المباشرة ما بين روسيا والقوى الغربية.
وأضافت عبدالعزيز في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن قمة فيلنيوس التي عقدت اليوم تعتبر بما تتضمنه من مناقشات وقرارات محتملة بشأن العديد من الملفات التي تأتي في مقدمتها انضمام أوكرانيا للحلف، وبحث عضوية السويد، بجانب الخطط الدفاعية للحلف، وجهوده المستمرة لزيادة الإنفاق الدفاعي، بمثابة استكمال لنهج الحلف الذي يرتكز على الردع، والاحتواء، والدفاع، الذي تم ترسيخه منذ قمة مدريد عام 2022، بإصدار المفهوم الاستراتيجي للحلف عام 2022.
قمة فيلنيوس تحمل رسائل موجهة إلى روسيا
وأشارت عبدالعزيز إلى أن قمة فيلنيوس تحمل في طياتها عددًا من الرسائل الموجهة بشكل أساسي إلى روسيا، تتمثل أبرزها في أن الحرب الروسية على أوكرانيا عززت بشكل كبير التوافق الغربي بدلًا من إثارتها المزيد من الانقسامات، بجانب إظهار الوحدة بين الدول الأعضاء في الحلف بشأن آليات معالجة التهديدات الراهنة والمُحتملة على المدى الطويل، وهو ما سيتجلى في اعتماد مجموعة من الخطط الدفاعية الإقليمية، فضلًا عن الرغبة في التزام الحلف بسياسة الباب المفتوح، الأمر الذي انعكس في التوسع شمالًا خاصة بعد ضم فنلندا التي وسعت النطاق الحدودي للناتو مع روسيا، ومن المقرر أن يتزايد بعد ضم السويد بما يعزز قدرة الحلف على مواجهة روسيا إذا تطلب الأمر ذلك.
وتابعت عبدالعزيز: "هذا بجانب التأكيد على دعم أوكرانيا، عبر منحها المزيد من الضمانات السياسية والأمنية تتجلى في تطوير مستوى الشراكة السياسية مع الحلف، وتسهيل عملية الانضمام بالتوازي مع عدم تحديد موعد لعملية الانضمام، خاصة مع استمرار الحرب وتصاعد تداعياتها على السيادة الأوكرانية، لذا ستتضمن القمة المزيد من التعهدات بشأن تسريع عمليات تسليم شحنات السلاح لأوكرانيا، لتعزيز قدراتها الدفاعية لاستعادة أراضيها".
وأكدت عبدالعزيز أنه بالرغم من أن القمة لن تحسم المواجهة مع روسيا بشكل نهائي، إلا أن مخرجاتها ستكون ذات تبعات واضحة على موسكو، حيث ستزيد من حدة تطويق روسيا على خلفية تنامي انتشار الحلف بالقرب من الحدود الروسية، فضلًا عن إعاقة تقدمها في أوكرانيا من خلال زيادة المساعدات العسكرية النوعية لكييف، وتقوية علاقاتها مع الحلف.