الأكثر سخونة في التاريخ.. لماذا يعد 2023 عام الحرارة الشديدة؟
درجات حرارة مرتفعة بشدة يشهدها العالم هذا العام بشكلٍ ملحوظ جعل الجميع يتساءل عن السبب في الارتفاع الملحوظ هذا العام، إذ تشير السجلات المناخية إلى أن العالم يواجه تحديات جسيمة بسبب تغير المناخ، فيما يحذر العلماء من احتمالية أن يكون العام 2023 هو الأكثر سخونة في التاريخ.
وقالت شبكة CNN إن وكالتين للمناخ في الولايات المتحدة وأوروبا سجلا ارتفاعاً غير مسبوق في متوسط درجة الحرارة اليومية على سطح الأرض، وهذا يعتبر مؤشراً على التغير المناخي الذي يشهده الكوكب، مؤكدة أن هذه الفترة هي الأكثر حرارة التي يشهدها الكوكب منذ فترة زمنية طويلة.
وفقاً لتقرير صادر عن خدمة «كوبرنيكوس» لتغير المناخ، التابعة للاتحاد الأوروبي، خلال شهر يونيو الماضي، شهد العالم أكثر الشهور حرارة على الإطلاق بفارق كبير فحرارة المحيطات شهدت ارتفاعًا غير مسبوق، حيث وصلت درجات حرارة سطح الأرض في الشهر الماضي إلى مستويات قياسية لشهر يونيو، وشهدت بعض مناطق شمال الأطلسي موجة حرارة بحرية غير مسبوقة، حيث بلغت درجات الحرارة ما يصل إلى 5 درجات مئوية أعلى من المعدل العام.
فيما تشهد درجات الحرارة في القارة القطبية الجنوبية ارتفاعًا كبيرًا، وتجاوزت المتوسط السنوي لهذا الوقت من العام بشكل كبير، وبالتالي، انخفضت كميات الجليد البحري إلى مستويات قياسية منخفضة، ويرجع ذلك حسب العلماء إلى ارتفاع درجة حرارة المياه الدافئة قبالة المحيطين الهندي والهادئ والأطلسي.
ويعود ما يشهده العالم حاليا إلى تأثيرات الاحتباس الحراري، بالإضافة إلى ظاهرة النينو المناخية التي أكدت وصولها رسميًا من قِبل المنظمة العالمية للأرصاد الجوية يوم الأربعاء.
أسباب ارتفاع درجات الحرارة
عدة صحف أجنبية تتحدث عن أن العالم يعاني من ارتفاع درجات الحرارة المستمر الناجم عن احتراق الوقود الأحفوري مما يؤدي إلى حدوث موجات حرارة شديدة وتأثيرات أخرى مثل تغيرات قسوة الطقس وذوبان الأنهار الجليدية وارتفاع مستوى سطح البحر.
وحذرت العديد من التقارير من أن أمريكا اللاتينية ومنطقة بحر الكاريبى أصبحت أكثر المناطق تضررا من تغير المناخ في العالم، حيث تعانى القارة اللاتينية من ارتفاع درجات الحرارة، وموجات جفاف شديدة، إضافة الى عدد من العواصف والاعاصير والفيضانات.
يأتي ذلك بعد أشهر من تحذير منظمة الأمم المتحدة من تفاقم حالات الجفاف والأعاصير وذوبان الأنهار الجليدية وحرائق الغابات بأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبى، مما أدى الى تسرع الاحترار العالمى في منطقة معرضة بشكل خاص لأزمة المناخ، ما أسفر عن 1153 حالة وفاة مسجلة، وأضرار اقتصادية لا تقل عن 9 مليارات دولار، حسبما قالت صحيفة "لابانجورديا" الإسبانية.