خلال 8 سنوات.. كيف نجحت الدولة في محو أمية 4 ملايين مصري؟
تعتبر أزمة الأمية بمختلف صورها، سواء كانت من خلال التسرب من التعليم بمراحله أو عدم الالتحاق به، واحدة من أبرز المشكلات التي تواجه الدولة وتسعى جاهدة إلى حلها، لأن مستقبل أي دولة وتقدمها مرهون دائمًا بنسبة المتعلمين فيها.
وتعاني مصر من هذه الآفة سواء كان من خلال الأطفال الذين التحقوا بالتعلم، لكنهم توفقوا عن استكمال الدراسة في الابتدائية أو المرحلة الإعدادية وآخرين منعتهم الظروف من الالتحاق بالتعليم من الأساس.
وكتاب الإحصاء السنوي، الصادر عن وزارة التربية والتعليم، يشير إلى نسبة المتسربين من التعليم في المرحلة الابتدائية بين عامي 2019، 2021 إلى نحو 0.2% منهم 0.17% بنات و0.23 % بنين.
وترتفع هذه النسبة إذا ابتعدنا عن هذه السنوات إلى ما دون 2018، بواقع 0.25% منهم 0.20% للبنات، و0.29%، فيما يعني أن هناك جهد تبذله الوزارة في محاولة سد الفجوة بين الآمين من خلال منع تسرب الأطفال من التعليم، أو ملاحقتهم بعد ذلك فيما يعرف باسم فصول محو الأمية.
حسن شحاته الخبير التعليمي وأستاذ المناهج بجامعة عين شمس، قال إن الهيئة العامة لمحو الأمية، ستظل تباشر عملها ما دام مصدر الأمية الأبجدية لا يزال موجود وهو تسرب الأطفال من التعليم بمراحله المختلفة، ويرجع السبب إلى بعدين.
البعد الأول وهو عدم استيعاب الأطفال الذين بلغوا 6 سنوات المناهج التي تقدم لهم، وبالتالي يؤدي هذا إلى مزيد من الأمية، أما البعد الآخير هو تسرب المتعلمين من مرحلة التعليم الأساسي نتيجة لعدم جودة التعليم، مشيرًا إلى ضرورة الاهتمام بالمناهج التعليمية وما يقدم إلى الطلاب في هذه السن الصغيرة، جنبًا إلى جنب مع اهتمام الوزارة بمحو أمية المتسربين، فإن هذا من شأنه تقريب الفجوة وتخفيف نسبة الأمية إلى حد كبير.
في الفترة من أول يوليو عام 2014، إلى آخر سبتمبر عام 2021، تمكنت وزارة التربية والتعليم من محو آمية قرابة الـ4 مليون مواطن، متجاوزين بذلك كافة المعوقات التي تقف حائلًا أمام إتمام هذه المهمة وفي مقدمتها جائحة كورونا وما ترتبت عليه من بقاء المواطنين في منازلهم وعدم إقدام الكثير منهم إلى جلسات محو الأمية.
وتابع شحاته لـ"الدستور"، أنه لا بدّ من تتطوير المناهج التي تقدمها الدولة للأطفال، وفيما يخص محو الأمية، يمكن أن توجه الدولة جزء من جهودها إلى محو الأمية الثقافية، والتقنية، جنبًا إلى جنب مع محو الأمية الأبجدية، مما يعمل على تأهيل الأطفال لامتلاك مهنة أو وظيفة، تتناسب مع البيئة التي يعيشون فيها.
وأوضح، الخبير التعليمي أن هناك ألوان مختلفة من الأمية، من شأنها أن تعوق مسيرة الإنتاجن ولا تساعد على الاستقرار والهدوء في مصر، فهؤلاء لا ينمو لديهم المهارات المرتبطة بسوق العمل، ولذلك لابد تدريبهم، فمن غير المنطقي أن تكون هناك أمية أبجدية في عصر الذكاء الاصطناعي.
حصل قرابة المليون و100 ألف مواطن من هؤلاء على الشهادات التي تؤكد تجاوزهم الامتحانات الخاصة بمحو الأمية، وحصلوا عليها من الهيئة العامة لمحو الأمية بمختلف فروعها.
وشدد على ضرورة مواجهة الجهات التي تعمل على دفع الأطفال الذين هم دون الـ16 عامًا إلى سوق العمل، الأمر الذي يدفع الكثير من أولياء الأمور إلى توجيه أطفالهم للعمل بدلًا من التعليم.
تمكنت وزارة التربية والتعلم من تقديم تدريب تربوي للمعلمين بجميع المحافظات، ليكونوا على كافة الاستعداد لمساعدة المواطنين في محو الأمية، بعدد 132 أسبوع تدريبي، وبلغ إجمالي عدد التدريب إلى 14,121 معلمًا.