كيف تؤثر الاضطرابات النفسية على حياة الأطفال وعلاقتهم بأفراد الأسرة؟
تلعب الصحة النفسية للأطفال دورًا حاسمًا في حياتهم الشخصية والاجتماعية، حيث يؤثر الاضطراب النفسي مثل القلق والاكتئاب على سلوك ومزاج الطفل وقد يتسبب في تدهور العلاقات الأسرية.
ويعتبر الدعم والعلاج المناسب ضروريًا لتعزيز صحة الطفل النفسية وتحسين العلاقات الأسرية، فمن الطبيعي أن يعاني الأطفال، مثل البالغين من تقلبات عاطفية، وفقًا لما ذكره موقع "clevelandclinic" الطبي.
أكدت الدكتورة صافيناز عبدالسلام، استشاري الطب النفسي والعلاقات الأسرية، أن الاضطرابات النفسية مثل القلق والاكتئاب تؤثر بشكل كبير على حياة الأطفال.
وقد يعاني الأطفال المصابون بالقلق من مشاعر التوتر والخوف المستمرة، وقد يتجنبون الأماكن والأنشطة التي تسبب لهم القلق، مما يقيد حياتهم بشكل كبير، حيث إن هذا الضغط النفسي يمكن أن ينعكس على تصرفاتهم وعلى العلاقات العائلية بشكل سلبي، حيث يصبح الطفل أكثر عصبية وتهيجًا، وتنخفض مستويات تواصله مع أفراد عائلته.
كما يمكن أن يعاني الأطفال المصابون بالاكتئاب من الحزن المستمر وفقدان الاهتمام بالأنشطة التي كانوا يستمتعون بها في الماضي، حيث يمكن أن تتأثر العلاقات الأسرية بشكل سلبي، حيث يمكن أن يظهر الطفل التجنب للتواصل مع الأسرة ويلجأ إلى الانعزال.
أهمية الدعم والعلاج المناسب في تعزيز صحتهم النفسية
أوضحت "عبدالسلام" أن الدعم العائلي يلعب دورًا مهمًا في تعافي الأطفال الذين يعانون من الاضطرابات النفسية، حيث يجب على الأسرة أن تقدم الدعم والحب للطفل، وأن تكون متفهمة تجاه مشاعره وتجاربه النفسية، فقد يحتاج الطفل إلى مساحة آمنة للتعبير عن مشاعره ومخاوفه دون الخوف من الحكم أو الانتقاد.
بالإضافة إلى الدعم العائلي، يمكن أن يكون العلاج المناسب ضروريًا لتعزيز صحة الأطفال النفسية وتحسين العلاقات الأسرية، فقد يتضمن العلاج النفسي للأطفال جلسات تحدث فيها طفل بوجود معالج حول مشاكله ومخاوفه، ويمكن للعلاج أيضًا توفير استراتيجيات وأدوات للأطفال لمواجهة التحديات النفسية والعاطفية بصورة صحية.
نوهت استشاري الصحة النفسية، إلي أنه يجب على الأسرة أن تكون مستعدة للعمل معًا ودعم العلاج والعناية الصحية المناسبة لتحسين صحة الأطفال النفسية وتعزيز العلاقات الأسرية.
كما يجب أن يتم تذكير الأسر بأن الاضطرابات النفسية ليست عيبًا أو ضعفًا، بل هي حالات تتطلب الرعاية والدعم المناسبين، من خلال التفهم والدعم، يمكن للأسرة أن تخفف الضغوط المرتبطة بالاضطرابات النفسية وتعزز صحة الطفل النفسية والعلاقات الأسرية.