مجلس الذهب العالمى: المعدن ينخفض للأسبوع الرابع وتخوف من تأثير رفع الفائدة
تتجه أسعار الذهب لتسجيل انخفاض للأسبوع الرابع على التوالي، في ظل استمرار تزايد التوقعات برفع أسعار الفائدة الأمريكية، وذلك بعد بيانات قطاع العمالة الأمريكي التي أظهرت قوة ومرونة القطاع في مواجهة عمليات رفع الفائدة؛ مما يعمل على دعم التضخم الذي يحاول البنك الفيدرالي مواجهته برفع الفائدة.
شهدت أسعار الذهب الفورية، اليوم الجمعة، تحركات عرضية ضعيفة ليرتفع بنسبة 0.2% ويتداول وقت كتابة التقرير الفني لجولد بيليون عند 1915 دولار للأونصة، وذلك بعد أن انخفض يوم أمس بنسبة 0.2% وسجل أدنى مستوياته عند 1902 دولار للأونصة.
فشلت محاولات الذهب خلال هذا الأسبوع في اختراق منطقة المقاومة عند 1925 – 1935 دولارا للأونصة، ليعود إلى الهبوط ويعيد اختبار مستوى الدعم 1900 دولار للأونصة، وذلك بدعم من البيانات الأمريكية عن قطاع العمالة التي أظهرت قوة واستقرارا في سوق العمل قد يتطلب معها استمرار البنك الفيدرالي في رفع أسعار الفائدة خلال النصف الثاني من العام.
وقد صدر يوم أمس عن الولايات المتحدة مؤشر ADP لوظائف القطاع الخاص الأمريكي عن شهر يونيو، ليظهر توفير الاقتصاد 497 ألف وظيفة جديدة أعلى بكثير من التوقعات بقيمة 226 ألفا والقراءة السابقة لشهر مايو عند 267 ألف وظيفة، وعملت هذه البيانات على زيادة الضغط السلبي على أسعار الذهب يوم أمس كونها تدل على قوة قطاع العمالة، وهو القطاع الرائد في الاقتصاد الأمريكي، والذي يراقبه البنك الفيدرالي عن كثب لاتخاذ قرارات أسعار الفائدة.
وقد تفاعلت الأسواق بشكل إيجابي مع البيانات، فقد ارتفع العائد على السندات الحكومية لأجل 10 سنوات بشكل حاد؛ لتسجل ارتفاعا بنسبة 5.3% منذ بداية الأسبوع، وتسجل أعلى مستوى منذ نهاية شهر فبراير الماضي عند 4.087%.
من جهة أخرى ارتفع العائد على السندات لأجل عامين الذي يعد الأكثر تأثراً بتوقعات أسعار الفائدة، وسجل مستوى تاريخيا هو الأعلى منذ عام 2006 تقريباً عند 5.101%.
- الأسواق تستعد باحتمال بنسبة 92% أن "الفيدرالي" سيقوم برفع الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماعه المقبل
ارتفاع العائد على السندات الأمريكية يعكس ثقة الأسواق في ارتفاع معدلات الفائدة خلال الفترة القادمة، وقد تم تسعير الأسواق باحتمال بنسبة 92% أن الفيدرالي سيقوم برفع الفائدة، بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماعه شهر يوليو الجاري.
تسبب هذا في زيادة الضغط السلبي على أسعار الذهب بسبب تزايد تكلفة الفرصة البديلة منذ كون الذهب لا يقدم عائدا لحائزيه، مقارنة مع السندات التي تقدم عائد يتزايد بارتفاع أسعار الفائدة.
هذا وتنتظر الأسواق اليوم صدور تقرير الوظائف الحكومي الأمريكي الأهم عن القطاع غير الزراعي عن شهر يونيو، مع توقعات بتسجيل وظائف جديدة بمقدار 224 ألف مقارنة مع القراءة السابقة 339 ألفا، وأن تتراجع معدلات البطالة إلى 3.6% من 3.7%.
بينما يتداول الدولار الأمريكي اليوم في نطاق ضيق قبل صدور تقرير الوظائف الحكومي، وذلك بعد أن سجل يوم أمس أعلى مستوى له منذ 3 أسابيع وفقاً لمؤشر الدولار الذي يقيس أداؤه مقابل سلة من 6 عملات رئيسية، قبل أن يغلق جلسة الأمس منخفضًا بنسبة 0.3%.
- بنك أوف أمريكا يخفض توقعاته لأسعار الذهب
قام بنك أوف أمريكا بتخفيض توقعاته لأسعار الذهب خلال تحديث لتوقعات الأسعار الخاصة بهم، ويرى البنك الأمريكي أن متوسط الأسعار في 2023 يبلغ حوالي 1923 دولارًا للأونصة، بانخفاض أكثر من 4 ٪ عن متوسطها السابق البالغ 2009 دولارات للأونصة.
وأوضح البنك أن السبب في هذا التخفيض يرجع إلى التوقعات برفع الفائدة مرتين إضافيتين خلال النصف الثاني من العام، وأن ارتفاع عائدات السندات وارتفاع الدولار الأمريكي يبقيان المستثمرين بعيدًا عن السوق، حيث انخفض الاهتمام بالمضاربة في العقود الآجلة للذهب والمنتجات المتداولة في البورصة المدعومة بالذهب في الأسابيع الأخيرة.
كما أشار البنك أنه من غير المرجح أن يتعافى الذهب حتى يصل البنك الفيدرالي إلى نهاية دورة التشديد النقدي ورفع الفائدة، وأن أسعار الذهب الحالية تجد دعما كبيرا من عمليات شراء البنوك المركزية للذهب، وزيادة احتياطاتها.
- صناديق الاستثمار في الذهب تخسر المزيد من الاستثمارات في يونيو
أظهر تقرير مجلس الذهب العالمي، أن شهر يونيو الماضي شهد خروج استثمارات من صناديق الاستثمار المدعومة بالذهب بقيمة 3.7 مليار دولار بما يساوي 56 طنا من الذهب على مستوى الصناديق المتداولة في الذهب عالمياً، مما أدى إلى سحب استثمارات خلال النصف الأول من عام 2023 بقيمة 2.7 مليار دولار ما يساوي 50 طنا من الذهب.
أبرز الاستثمارات الخارجة من الصناديق كانت في أوروبا وأمريكا الشمالية وفقاً لتقرير مجلس الذهب العالمي، والتي خسرت مجتمعة 3.5 مليار دولار بقيمة 53 طن ذهب خلال شهر يونيو، وقد حدثت غالبية التدفقات الخارجة عندما انخفض سعر الذهب خلال النصف الثاني من الشهر وسط تشدد من البنوك المركزية الرئيسية في مواجهة الضغوط التضخمية.
تسبب التدفق الخارجي للاستثمار من صناديق الذهب لشهر يونيو في تحول الطلب العالمي على صناديق الاستثمار المتداولة على الذهب خلال النصف الأول من عام 2023 إلى مستوى سلبي بمقدار 50 طنًا، وهو ما يعادل خروج سيولة نقدية تبلغ 2.7 مليار دولار أمريكي.
من جانب آخر هدأت أنشطة التداول في سوق الذهب العالمية في يونيو، حيث بلغ متوسطها 152 مليار دولار أمريكي في اليوم بانخفاض 13٪ عن شهر مايو. قد يكون ضعف سعر الذهب خلال الشهر قد أثر على حماس المستثمرين لتداول الذهب. بينما ظل سوق OTC (التداول غير الفعلي) مستقرًا نسبيًا مع انخفاض معتدل بنسبة 1٪ على أساس شهري.
انخفضت أحجام تداول الذهب في البورصات بنسبة 29٪، كما انخفض متوسط الأحجام اليومية لصناديق الاستثمار المتداولة العالمية للذهب بنسبة 21٪ على أساس شهري. حيث بلغ إجمالي صفقات الشراء الصافية لعقود الذهب الآجلة في كومكس (بورصة السلع) 478 طناً في 27 يونيو، أي أقل بنسبة 11٪ من نهاية مايو.
- أسعار الذهب محليًا
من جديد انخفضت أسعار الذهب محلياً بدعم من تراجع السعر العالمي، وعزوف عن الشراء من قبل المشاركين في الأسواق أملاً منهم في تحقيق المزيد من الهبوط في الأسعار قبل اتخاذ قرار الشراء في أسواق الذهب.
سجل سعر الذهب عيار 21 الأكثر شيوعاً، اليوم الجمعة، 2175 جنيها للجرام؛ ليخسر بذلك 15 جنيها مقارنة مع سعر افتتاح جلسة الأمس، بينما سجل سعر الجنيه الذهب اليوم 17400 جنيه.
يوم أمس سجل الذهب أدنى مستوى عند 2165 جنيه للجرام في ظل استمرار تراجع الطلب في أسواق الذهب منذ نهاية عطلة عيد الأضحى، وهو ما يعكس ضعف السيولة النقدية لدى المشاركين في الأسواق، بالإضافة إلى استقرار الأوضاع المحلية، وهو ما يقلل من المخاوف في الأسواق خلال الفترة الحالية وفق جولد بيليون.
مبادرة واردات الذهب بدون رسوم جمركية عملت أيضاً على تحقيق المزيد من الاستقرار في الأسعار، فمنذ بدايتها سمحت بدخول 306 كيلو جرامات من الذهب تقريباً، إلى السوق المحلي وهو ما سمح بتحقيق توازن إلى حد ما بين العرض والطلب.
من جهة أخرى نجد أن تراجع الطلب على الدولار في السوق الموازية بعد تصريحات الرئيس السيسي بخصوص سعر الصرف، قد أدى إلى تراجع في أسعار الذهب الذي يتم تسعيره وفقاً لسعر الدولار.
على الرغم من التوقعات التي تشير أن أسعار الذهب ستشهد انتعاشا من جديد مع نهاية العام، إلا أن الفترة الحالية تشهد ضعفا في أداء المعدن النفيس سواء على المستوى المحلي أو المستوى العالمي، الأمر الذي يزيد من عزوف المشاركين في الأسواق عن شراء الذهب حالياً.
- الحكومة تعلن نيتها إقامة 6 مجمعات تضم المطاحن التي تستخرج الذهب.. و مصر تنتج 15.8 طن من الذهب سنويًا
ومن الأخبار المحلية المتعلق بالذهب، أعلنت الحكومة عن نيتها إقامة 6 مجمعات تضم المطاحن التي تستخرج الذهب المنتشرة في الصحراء الشرقية في ظل سعي مصر لزيادة كميات الذهب الوارد إليها محلياً.
وستقوم شركة شلاتين للثروة المعدنية التابعة للحكومة بالعمل على إنشاء هذه المجمعات من أجل تجميع ومساعدة الشركات والأفراد على زيادة إنتاجية الذهب المورد إلى الحكومة.
يذكر أن شركة شلاتين قد سلمت إلى البنك المركزي المصري 240 كيلو جرامات من الذهب خلال أول أربعة أشهر من عام 2023، وكانت قد وردت للمركزي 629 كيلو جرامًا من الذهب في 2022، و268 كيلو جرامًا في 2021.
أظهرت آخر إحصائية لمجلس الذهب العالمي ان مصر تقوم بإنتاج 15.8 طن من الذهب سنوياً، وتعمل مصر على زيادة جهودها واستثماراتها في قطاع تعدين الذهب بشكل خاص، وتستهدف استثمار ما يصل إلى مليار دولار في قطاع التعدين حتى عام 2030.
- توقعات أسعار الذهب العالمية وفي مصر
بعد الفشل الواضح لأسعار الذهب الفورية في اختراق منطقة المقاومة 1925 – 1935 دولار للأونصة، عادت إلى الهبوط وإعادة اختبار منطقة الدعم 1900 - 1915 دولار للأونصة.
يستمر تقلص حرية حركة السعر في ظل قوة الضغط السلبي من منطقة المقاومة ما قد يدفع السعر إلى الهبوط والتوغل أكثر في منطقة الدعم وكسرها. خاصة أن الذهب يتداول عند مستويات حرجة وقد يشهد انفجار سعري إذا وجد حافز مناسب في الأسواق وفق تحليل جولد بيليون.
في حالة كسر منطقة المقاومة السابق ذكرها تصبح الأهداف في الهبوط عند 1896 دولارا للأونصة والذي يمثل المتوسط المتحرك لـ 200 يوم ومن بعدها مستوى الدعم القوي عند 1880 دولارا للأونصة.
بالنسبة لأسعار الذهب المحلية فقد استقرت التداولات تحت المستوى 2200 جنيه للجرام عيار 21، وهو ما يزيد من فرص هبوط السعر ليستهدف المستوى 2150 جنيها للجرام، ومن بعده يصل إلى القاع السعري عند 2130 جنيهات للجرام.
وفي حالة انعكاس حركة السعر لأعلى فيكون المستهدف الأول عند المستوى 2200 جنيه للجرام ومن بعده المستوى 2220 جنيها للجرام.