حققت عوائد استثمارية بـ 21 مليار جنيه وبها فرص تقدر بـ 97.5 مليار جنيه..
زيارة خاصة لمدينة أكتوبر الجديدة.. عمرها 5 سنوات وتضم 85 ألف وحدة سكنية ومنطقة صناعية وأخرى لوجيستية
أكثر من 30 مدينة جديدة ظهر أغلبها للنور خلال الـ 8 سنوات الماضية، فى شتى ربوع مصر، منها ما تم افتتاحه ومنها ما يستعد للافتتاح خلال احتفالات الذكرى العاشرة لثورة 30 يونيو المجيدة، وذلك ضمن مخطط الجمهورية الجديدة لاستيعاب الزيادة السكانية المطردة حتى عام 2052.
من بين هذه المدن، مدينة أكتوبر الجديدة، وهي مدينة وليدة بدأ تنفيذها رسميا نهاية عام 2017، وبسبب ضخ استثمارات كبيرة جدا من قبل هيئة المجتمعات العمرانية فى هذه المدينة، كان هناك إقبال غير مسبوق على أي مدينة أخرى مماثلة، من قبل المواطنين، حيث تقدم نحو 100 ألف مواطن برغبتهم فى حجز وحدات إسكان إجتماعي فى المدينة ضمن أخر إعلان فى هذا الشأن.
وعلى أرض أكتوبر الجديدة، يضرب فريق جهاز تنمية المدينة، مثالا يحتذى به فى دولاب ماكينة إنتاج المدن الجديدة الذى غير وجه مصر خلال الـ 9 سنوات الماضية، حيث مكنت الإرادة السياسية الطامحين لمضاعفة الرقعة المأهولة بالعمران فى مصر من 6 لـ 14% على إجمالى مساحة الجمهورية من الانطلاق بكل قوة نحو تحقيق الهدف.
فى البداية صدر القرار رقم 77 لسنة 2017 بضم بعض المساحات لصالح هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة كتوسعات لمدينة 6 أكتوبر ومدينة الشيخ زايد، تلاه قرار مجلس إدارة هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة رقم 109 بتاريخ 21/8/2017 بانشاء جهاز تنمية مدينة 6 اكتوبر الجديدة كجهاز منفصل.
وفى يوم 19/2/2018 صدر القرار الوزاري رقم 149 باعتماد المخطط الاستراتيجي العام للمدينة الوليدة، وتم تعديله نهاية يناير 2020 بعد صدور القرار الجمهوري رقم 566 لسنة 2020 باضافة مساحة 15.5 ألف فدان، لتصبح مساحة المدينة 78.5 ألف فدان، يحدها محور الضبعة من جهة الشمال، وطريق الفيوم جنوبا، وطريق الواحات الدائري الأوسطي من جهة الشرق والطريق الدائري الإقليمي من جهة الغرب.
ويضم المخطط العام للمدينة وفقا للنسخة التي حصلت عليها "الدستور"، كافة الانشطة والاستخدامات مثل السكني والخدمي والصناعي والسياحي والترفيهي والتعليمي وخلافه، وذلك باستهداف 8.1 مليون نسمة بحلول 2052.
من جهته قال المهندس محمد عبد المقصود رئيس جهاز تنمية مدينة اكتوبر الجديدة، أن إعلان سكن لكل المصريين 4 الذي طرحته الوزارة الشهرين الماضيين، شهد تقدم 100 ألف مواطن الكترونيا للحصول على وحدة إسكان محدودى الدخل فى المدينة، وهو خير شاهد على الطفرة التنموية التي شهدتها المدينة خلال 6 سنوات فقط، وهو عمرها منذ إعلانها بعد صدور قرارها الجمهوري.
وأشار رئيس جهاز أكتوبر الجديدة فى تصريحات لـ "الدستور"، إلى أن المدينة تتميز بموقع استراتيجي مهم، كونها امتداد طبيعي لمدينة أكتوبر القديمة وحدائق اكتوبر أيضا، والطرق التي تحيط بها من كافة الاتجاهات سواء كان الطريق الدائري الإقليمي أو الأوسطي، وهو ما يؤهلها لجذب السكان وكل الاستثمارات بكافة أشكالها.
وأكد المهندس محمد عبد المقصود على اهتمام القيادات بهيئة المجتمعات وعلى رأسهم السيد وزير الاسكان الدكتور عاصم الجزار، ومتابعتهم المستمرة لسير الأعمال، وتذليل كافة العقبات، فى سبيل تسريع وتيرة التنمية في المدينة بشكل متواصل لتحقيق الهدف في أقصر وقت ممكن، كلها أسباب أدت لظهور المدينة بالشكل الحالي الذي يعد طفرة عمرانية وانطلاقة صناعية كبرى لما تتضمنه المدينة من منطقة صناعية تضم كبار رجال الصناعة فى مصر.
وفى نفس السياق قال المهندس وليد عبد الرحمن، نائب رئيس جهاز مدينة أكتوبر الجديدة، أحد فريق المهندسين الشباب الذين بدأوا العمل فى تنمية المدينة الجديدة منذ اليوم الأول لها، أنه فخور كونه أحد المهندسين الذين خاضوا التجربة على أرض كانت صحراء بالكامل، واليوم نتحدث عن مدينة على أرض الواقع تضم نحو 86 ألف وحدة إسكان اجتماعي ومتوسط، الى جانب شبكات المرافق ومحطاتها الضخمة سواء كانت كهرباء أو مياه أو صرف وغيرهم، مخططة على أعلى مستوى يمكنه الاستفادة من موقعها الاستراتيجي على كافة الأصعدة الاستثمارية.
وتابع المهندس وليد عبد الرحمن فى تصريحاته لـ "الدستور"، أن مساحة المدينة تقدر بـ 90 ألف فدان حاليا وقابلة للزيادة، بدأ إنشائها فى أغسطس 2017 وتضم حاليا مشروعات سكنية كبرى بها نحو 85 ألف وحدة إسكان، ومنطقة صناعية على مساحة 11 ألف فدان، وجرى تصميمها وتنفيذها ضمن مدن الجيل الرابع، وتتميز بموقعها الاستراتيجي.
وكشف نائب رئيس الجهاز عن تكلفة المشروعات الجارية فى المدينة قائلا، إن المشروعات السكنية بتكلفة 20 مليار جنيه تم انفاق 16 منها، وهناك مشروعات بنية تحتية بتكلفة 11.5 مليار جنيه تم إنفاق 6.83 منها، كما توجد مشروعات خدمية بتكلفة 900 مليون جنيه تم إنفاق 600 منها.
وعن هذه المشروعات قال وليد عبدالرحمن، انهم نفذوا 85 ألف وحدة إسكان بتكلفة 20 مليار جنيه، و 20 مدرسة بتكلفة بلغت 500 مليون جنيه، و15 حضانة بتكلفة 30 مليون جنيه، و27 سوق تجاري بتكلفة بلغت 135 مليون جنيه، و14 وحدة صحية بتكلفة بلغت 35 مليون جنيه، و 5 ملاعب رياضية بتكلفة بلغت 10 مليون جنيه، و 3 مراكز شباب بتكلفة بلغت 120 مليون جنيه، ونادى رياضي بتكلفة بلغت 140 مليون جنيه ومجمع شرطي بتكلفة بلغت 40 مليون جنيه.
وقال نائب رئيس الجهاز، ان هناك ايضا مشروعات الإشراف والتنفيذ على مساحة تقدر بحوالي 12 ألف فدان، تمثل عدة مشروعات، أهمها: مشروع بادية على مساحة 3 آلاف فدان، وهو مشروع شراكة مع القطاع الخاص، وهناك مشروع الاسكان الاجتماعي بمنطقة الـ 800 فدان، ومشروع سكن مصر بإجمالي عدد 171 عمارة، وأراضي الاسكان المتميز شمال الواحة على مساحة 1000 فدان مقسمة لـ 3272 قطعة منها 298 شاغرة حاليا، ومنطقة ربوة اكتوبر بجوار ابني بيتك 6 والتي تضم أراضى سكنية وخدمية عمارات إسكان اجتماعي بإجمالي 212 عمارة، بخلاف الأراضي المميزة غرب السكة الحديد بإجمالي 1232 قطعة مميزة وهي أراضى مرفقة حاليا.
وفى قطاع مرفقي مياه الشرب والصرف قال وليد عبد الرحمن انهم انتهو من تنفيذ 29 مشروعا لتلبية احتياجات المدينة بشكل مستقل فى الوقت الحالي ومستقبلا بتكلفة بلغت 7.6 مليار جنيه، وفى قطاع الكهرباء، تم تنفيذ 14 مشروعا من شبكات لمحطات لإنارة طرق، بتكلفة بلغت نحو 3.6 مليار جنيه.
وعن العوائد الاستثمارية التي حققتها المدينة الوليدة منذ 2017 حتى اليوم، قال عبد الرحمن ان اجمالياها تخطى الـ 21 مليار جنيه، متمثلة فى 1.2 مليار جنيه ناتج طرح 90 قطعة أرض صناعي، ومجمع صناعي على مساحة 2 مليون متر بحصيلة 1.2 مليار جنيه، و28 قطعة أرض مخازن بحصيلة 1.1 مليار جنيه، و34 قطعة أرض خدمي بحصيلة 900 مليون جنيه، و8000 قطعة إسكان مميز بحصيلة 10 مليار جنيه، وعائد متوقع بقيمة 32 مليار من مشروع الشراكة مع القطاع الخاص (بادية)، و 5 مجمعات صناعية بمساحة حوالي 10 مليون متر مربع بحصيلة متوقعة 6.5 مليار جنيه.
وحول الفرص الاستثمارية نتيجة نهو أعمال البنية التحتية الحالية، قال انها تقدر بنحو 97.5 مليار جنيه، وتقع فى نحو 16 منطقة مختلفة بالمدينة منها أراضي إسكان مميز شمال المطار وأخرى شمال الواحة وجنوب السكة وأراضي استثمارية والمنطقة الصناعية والمنطقة اللوجيستية بخلاف أراضي المجمعات الصناعية والمجتمعات العمرانية.