لحظات الرعب الأخيرة.. ماذا واجه ركاب الغواصة تيتان قبل انفجارها؟
تناقلت وسائل الإعلام الدولية الصورة الأخيرة التي التقطها الملياردير البريطاني الباكستاني شاه زاده داوود ونجله سليمان قبل لحظات من استقلالهما الرحلة الأخيرة للغواصة تيتان لتفقد حطام السفينة تايتنيك.
وحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، التقطت الصورة لشاه زاده البالغ من العمر 58 عامًا ونجله سليمان البالغ من العمر 19 عامًا، وهما يبتسمان ويمسكان بذراع بعضهما البعض قبل أن يستقلا الغواصة على متن رحلة بقيمة 250 ألف دولار للفرد، حيث لقيا مصرعهما وثلاثة آخرون.
اللحظات الأخيرة
وتابعت أن انتشار الصورة يأتي في الوقت الذي كشفت فيه الزوجة المنكوبة كريستين عن اللحظات الأخيرة في حياة زوجها ونجلها قبل انفجار الغواصة في الظلام الدامس، حيث كان يستمعان إلى موسيقاهما المفضلة في الظلام للحفاظ على هدوئهما ومن ثم توفير الطاقة أثناء مشاهدة المخلوقات البحرية الغريبة في أعماق المحيط.
وقالت كريستين إنها كانت برفقة ابنتها ألينا البالغة من العمر 17 عامًا على متن السفينة الأم في انتظار عودة زوجها ونجلها، وكانت تلوح لزوجها وابنها قبل أن تبدأ الغواصة المنكوبة رحلتها الأخيرة.
وتابعت: "قبل 3 أشهر، توجه ستوكون راش الرئيس التنفيذي لشركة أوشين جيت المالكة للغواصة برفقة زوجته ويندي من الولايات المتحدة الأمريكية إلى العاصمة البريطانية لندن للقاء شاه زاده وإقناعه بالقيام بالرحلة الآمنة إلى حطام تيتانيك بالرغم من المخاوف بشأن سلامة الغواصة".
وأضافت: "راش كان يعتقد أن الذهاب إلى أعماق المحيط الأطلسي على متن تيتان كان أكثر أمانًا من عبور الشارع، حيث التقى شاه زاده في مقهى قريب من واترلو في فبراير للتحدث معه شخصيًا عن تصميم الغواصة وأمانها".
واستطردت قائلة: "الجانب الهندسي من الغواصة وتصميمها لم يكن لدينا أي فكرة عنه، مثلما تجلس على متن طائرة ولا تعرف كيف يعمل المحرك".
وأوضحت الصحيفة أنه بعد 12 أسبوعًا فقط، انطلقت العائلة التي تتخذ من بريطانيا مقراً لها بقيادة داود، وريث إحدى أشهر وأغنى العائلات في باكستان على متن الرحلة المنكوبة.
تفاصيل الرحلة الأخيرة
وأضافت الصحيفة أن العائلة سافرت إلى تورونتو في 14 يونيو ولكن تم إلغاء رحلتهم إلى سانت جون للانضمام إلى البعثة، لذا كان لديهم يوم إضافي لاستكشاف المدينة، ثم تأخرت رحلتهم في اليوم التالي وخشوا ألا يصلوا إلى تيتان على الإطلاق.
وقالت كريستين: "بدأت الغواصة تيتان رحلتها إلى حطام تيتانيك في الساعة الثامنة صباحًا يوم 18 يونيو، وانقطع الاتصال بعد ساعة واحدة و45 دقيقة من الغطس في الساعة 9.45 صباحًا".
وأشارت الصحيفة إلى أن البحرية الأمريكية رصدت أصوات انفجار داخلي في هذا الوقت، ولكنها استبعدت فرضية أن يكون قادم من غواصة في أعماق المحيط.
وتابعت أنه على الأرجح أن الركاب الخمسة لاقوا حفتهم فورًا دون أن يكون لديهم أدنى فكرة عما حدث، لأن الانفجار الداخلي يحدث دون سابق إنذار وفي جزء من الثانية.
اللحظات الأخيرة فى حياة الركاب الخمسة
وقالت كريستين زوجة شاه زاده: "قبل نزول الخمسة ركاب للغواصة، تم إخبارهم بضرورة ارتداء جوارب سميكة وقبعة حتى لا يشعروا بالبرد القارس في أعماق المحيط، كما تلقوا تعليمات باتباع نظام غذائي صارم في اليوم السابق للغوص وعدم شرب القهوة في الصباح".
وتابعت: "لم يكن بالغواصة مرحاض بالمعنى المتعارف عليه، فقط دورة مياه مثل تلك الموجودة في المخيمات خلف ستارة في مؤخرة الغواصة، كما طلب منهم تحميل الموسيقى المفضلة لديهم والتي تساعدهم على البقاء في حالة هدوء لتشغيلها عبر مكبرات الصوت في الغواصة".
وأضافت: "قيل لهم أيضًا إنه أثناء النزول لأعماق المحيط لن تتم إضاءة مصابيح الغواصة الأمامية لتوفير الطاقة عندما يصلون لقاع المحيط، وتم تحذيرهم من إمكانية رؤية كائنات غريبة وبعضها يتميز بإضاءة ذاتية".
واستطردت قائلة: "كان زوجي متحمسا للغاية للرحلة وكأنه طفل صغير، فقد كان مهووسا بسفينة تايتنك بعد زيارة معرض خاص بها في سنغافورة خلال عام 2012".
وتابعت: "تأجلت هذه الرحلة كثيرًا بسبب وباء فيروس كورونا وكان من المفترض أن أرافق شاه فيها، ولكن عندما التقينا بالرئيس التنفيذي لشركة أوشن جيت في لندن، كان سليمان قد أصبح شابًا ليرافق والده بدلاً مني".
وأضافت: "سليمان أخد معه مكعب روبيك، على أمل تحطيم الرقم القياسي العالمي لإكماله تحت الماء".
وأكملت كريستين قائلة: "يوم الغوص في تمام الساعة الخامسة صباحًا ارتدى شاه زاده وسليمان الملابس الخاصة بالرحلة، بالإضافة إلى بنطلون مضاد للماء وسترة برتقالية مقاومة للماء وأحذية ذات أصابع فولاذية وسترات نجاة وخوذات، وتم قياس وزنهم كما هو مطلوب والتقطوا الصور الأخيرة".
وتابعت: "قال شاه وقتها أبدو سمينًا بالفعل، ونزل سليمان معه الدرج لركوب الطوافة الآلية التي ستنقل الركاب إلى المنصة العائمة التي كانت تيتان متصلة بها، ولكن شاه وجد أن الوصول للمنصة صعب للغاية، وكان يحتاج للمساعدة، كنت أخشى أنا وألينا أن يسقط في الماء".
وأضافت: "بعد ساعة ونصف تقريبًا سمعت أصواتًا تقول إن الاتصال بالغواصة انقطع، وقيل لي ألا أقلق لأن الاتصالات قد لا تكون جيدة، وفي حال فشل المهمة ستتخلص الغواصة بشكل تلقائي من الأوزان وتصعد على سطح البحر".
واستكملت قائلة: "أخبروني بعد فترة أنهم لا يعرفون مكان الغواصة، تعلقت عيني بسطح المحيط على أمل أن أجدها تطفو على السطح، ظللت على متن السفينة الأم وبعد 5 أيام أخبروني بأنهم عثروا على حطام الغواصة".