رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كابوس الرحلة الأخيرة.. غواصة تيتان صُنعت من مواد تجريبية ورحلاتها السابقة فاشلة

الغواصة تيتان
الغواصة تيتان

أكدت شبكة "إن بي سي نيوز" الأمريكية، أن الغواصة تيتان التي انفجرت عند نزولها إلى موقع تيتانيك هذا الأسبوع، ما أسفر عن مقتل جميع ركابها الخمسة، صُنعت من مواد تجريبية، بما في ذلك ألياف الكربون، والتي يقول الخبراء إنها لم تخضع لاختبار الضغط بمرور الوقت في مثل هذه الأعماق القصوى.

وتابعت أن هذه الرحلة المشئومة لم تكن الأولى من نوعها للغواصة، حيث سبقتها سلسلة رحلات كشفت عن الكثير من الأزمات التقنية التي تعاني منها الغواصة، حيث وصف بعض الركاب السابقين فيها بأن الرحلة كانت أشبه بالكابوس.

وأضافت أن غرق الغواصة وانفجارها يبدو أنه لم يكن مفاجئًا للعاملين بشركة "أوشن جيت"، حيث أطلق العديد من الخبراء البحريين وموظفي الشركة السابقين ناقوس الخطر بشأن التكنولوجيا.

وقال بارت كيمبر، مهندس ميكانيكي وعضو في جمعية التكنولوجيا البحرية، وهي مجموعة صناعية من مهندسي المحيطات والتقنيين وصانعي السياسات والمعلمين، إن "الابتكار شيء رائع، لكن كل ما هو جديد ولم يتم تجربته يؤدي إلى عدم اليقين، وهو ما مثل مخاطرة".

وقال موقع "أوشن جيت"، على موقعه على الإنترنت، إن الغواصة التي تزن 23 ألف رطل مصنوعة من "التيتانيوم وألياف الكربون الملتفة"، وقد ثبت أنها آمنة ومريحة ويمكنها تحمل الضغوط الهائلة في أعماق المحيط.

وأوضح كيمبر أنه بينما تستخدم ألياف الكربون منذ فترة طويلة في صناعة الطيران، فهو لم يثبت قدرته على تحمل الضغوط الكبرى في أعماق البحر، خصوصًا لو كانت الرحلة لنفس العمق متكررة.

وقال الخبراء إن ضغط المياه في أعماق تيتانيك يزيد بنحو 400 مرة عن ضغط سطح المحيط، حيث كان من الممكن أن يضغط حوالي 6000 رطل على كل بوصة مربعة من السطح الخارجي لتيتان.

وقال كيمبر: "هذه الغواصة لم تصمم لهذا العمق من البحر وتكرار الرحلة أكثر من مرة".

بينما قال الكابتن ديفيد ماركيه، قائد غواصة البحرية المتقاعد: "تصنع غواصات البحرية الأمريكية من الفولاذ الكربوني، وهي مادة مجربة وحقيقية موثوقة، فهذه المادة معروف جيدًا أنها مقاومة للضغط الكبير للمياه".

وتابع أن ألياف الكربون مادة جديدة نسبيًا، خاصة لبناء هياكل الغواصات، مشيرًا إلى أن عمليات الغطس المتكررة وعمليات التفتيش والأشعة السينية والموجات فوق الصوتية ضرورية لفهم كيفية استجابة المادة للإجهاد والضغط بمرور الوقت.

وقال ماركيه إن تيتان كانت تغوص على عمق أعمق 10 مرات ما يعني أنها كانت تتعرض لضغوط أكبر بعشرة أضعاف، مضيفًا: "عبرنا عن مخاوفنا للشركة، وأن الغواصة قد لا تتحمل الضغط البحري في المرات المقبلة التي تغطس فيها".

الرحلة الثالثة والأخيرة

وأفادت الشبكة الأمريكية بأن رحلة تيتان الأخيرة لتفقد موقع حطام سفينة تايتنيك كانت الثالثة لها، حيث كانت البداية في عام 2021، وفي عام 2018، وقال كيمبر إنه وأكثر من ثلاثين عضوًا في جمعية التكنولوجيا البحرية عبّروا عن قلقهم من أن "النهج التجريبي" للشركة يمكن أن يؤدي إلى "نتائج سلبية"، سواء كانت طفيفة أو كارثية، حيث يمكن أن يكون لها آثار مضاعفة خطيرة في الصناعة.

وتابعت أنه بدلاً من دراسة مخاوف الخبراء، حذرت الشركة مهندسيها وخبرائها من إثارة مثل هذه المخاوف مرة أخرى في العلن، كما أكد كيمبر أن الشركة لم تضع معايير السلامة الدولية في حسبانها، كما هو الحال في معظم الغواصات المستأجرة لأن تقنيتها كانت جديدة جدًا وابتكار الشركة "يقع خارج نموذج الصناعة الحالي. 

كابوس تيتان

وأوضحت الشبكة الأمريكية، أن الركاب السابقين للغواصة، وصفوا الرحلة فيها بأنها كابوس، حيث ظهرت المشكلات الفنية فيها فور إنطلاقها.

وتابعت أن أبرز هذه المشكلات التي لم تعمل الشركة على حلها هي سقوطها بشكل غير منتظم في الماء ما يشبه السقوط وليس الغوص، فضلاً عن أن الباب الخاص بالغواصة كان يفتح من الخارج وهي الأزمة التي كشف عنها مهندسي الشركة بأنه حتى لو طفت الغواصة على سطح البحر لن يتمكن أفرادها من النجاة لأن الباب لا يفتح من الداخل، كما كشف الركاب السابقين عن الغواصة كانت تعاني في خلل في نظام الدفع نحو الأسفل.

وأضافت أن المغامر الألماني الذي شارك في أول رحلة للغواصة في عام 2021 آرثر لوبل، وصف وجوده داخل الغواصة بالكابوس، مشيرًا إلى أن الغواصة غير مريحة من الداخل، كما أن مسؤولي الشركة يجبرون الركاب على توقيع وثيقة إعفاء من المسؤولية إذا ما تعرضوا للوفاة أو أي خلل عقلي نتيجة ضغط المياه أو الظروف غير الجيدة تحت أعماق المياه، وهي شروط غريبة نوعًا ما في رحلة من المفترض أنها آمنة.

وكشف مايك ريس كاتب ومنتج مسلسل "ذا سيمبسونز" الشهير، بأنه اشتركك في 4 رحلات مع شركة أوشن جيت منهم رحلة إلى تايتنيك وخلال الرحلات الأربعة فقدت الغواصات الاتصالات بالسفينة الأم، مضيفًا: "في إحدى المرات توقف كل شئ في الغواصة عن العمل، لنجد أنفسنا نصعد بقوة للسطح على الفور، كان الأمر أشبه بقيادة سيارة مختلة التوازن، الغواصة تيتان لم تكن مؤهلة للقيام بهذه الرحلة أكثر من مرة".