رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"الكوندي لو كارنو".. كتاب إسباني يسرد قصص وأمثال إسبانيا المتوارثة من الأدب العربي والإسلامي

 الكوندي لو كارنو
"الكوندي لو كارنو"

يأتي كتاب "الكوندي لو كانور .. كتاب الحكايات والمسامرات والأمثال المفيدة" والصادر عن مشروع كلمة التابع لهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة للكاتب والمحارب الأسباني دون خوان مانويل، كأحد أبرز الكتب وأشهرها ويعد بمثابة سفر في الأمثال والمسامرات ـ يأتي الكتاب من ترجمة عبد الهادي سعدون ومراجعة الدكتور طلعت شاهين.

 

يأتي الكتاب في 384 صفحة من القطع المتوسط، ويتضمن مجموع الحكايات والمواعظ الشعبية التي جمعها وصاغها وانتهى من كتابتها المؤلف الأسباني الأمير دون خوان مانويل عام 1335.. وقام بكتابتها بما يشبه حوارات ومسامرات شخصية ما بين بطلي الكتاب وهما: الوندي لو كانور ومستشاره باترونيو.

 

يتضمن الكتاب 5 أجزاء وجاء الجزء الأول من الكتاب متضمنا 51 قصة وحكاية وموعظة، وهي الجزء الأكبر من الكتاب بأكمله كمؤلفا 51 قصة وحكاية وموعظة وهي الجزء الأكبر من الكتاب والأجزاء الأربع تتناول طبيعة الأمثلة والأقوال الشائعة في تلك الفترة أكثر من إيراد الحكايات والقصص الشعبية.

يلفت المؤلف دون خوان مانويل، إلى أن قصص وحكايات الحكمة حظيت باهتمام الأدباء قديما، ولعل أبرز تلك القصص ما ضمه كتاب "كليلة ودمنه"، التي يعتقد أن ابن المقفع ترجمها عن لغات شرقية أخرى، فيما يؤكد البعض أنه هو صاحبها ومؤلفها الحقيقي، ولكنه نسبها إلى مؤلف من لغة أخرى حتى لا يتحمل وزر ما تضمنه من قصص وحكايات موحية تدين بعض الممارسات السياسية  في زمنة لو حاول أحدهم أن يحمله هذا الوزر.

 

ولفت إلى أن هذا الاهتمام بقصص الحكمة من الشرق إلى الغرب سواء بترجمة كما تضمنه كتب قصص الحكمة الشرقية من اللغات العربية والهندية والصينية والفارسية، أو بكتابة قصص على منوالها، أمتد لأزمنة أخرى ومناطق جغرافية مختلفة، وانتقل بفعل التأثير والتأثر من الشرق إلى الغرب، وبشكل خاص أوروبا الغربية التي كانت تتوق إلى الخروج من عصور الظلام التي عاشتها في القرون الوسطى إلى عصر التنوير الذي بنت خلاله أسس حضارته الحديثة والمعاصرة.

 

كما ذهب ابن المقفع إلى نسب كلامه إلى شخصيات أخرى، هو نفس الأمر  الذي حدث مع الكاتب والأمير الإسباني  فقد ذهب دون خوان مانويل إلى اختراع شخصية "الكوندي لوكارنو" وتابعة "باتروينو" ليقرب تلك القصص بحكمتها من العامة.

 

من اللافت أن أغلب تلك القصص والتي جاءت على لسان باتروينو مستقاه من القص الشفاهي في إسبانيا، والتي معظمها متوارث عن الأدب العربي والإسلامي في الأندلس.