فى ذكراها.. هكذا قاد “تولستوى” آنا أخماتوفا إلى ضفاف الشعر
يتزامن تاريخ اليوم بالذكرى الــ 134 على ميلاد الشاعرة الروسية آنا أخماتوفا، والتي ولدت في مثل هذا اليوم من العام 1889، والتي تعد واحدة من أبرز الشعراء الروس علي مر تاريخهم.
من أبرز أعمال آنا أخماتوفا الشعرية “أجراس بيضاء”، و"قداس جنائزي"، “أمسية” وغيرها. بدأت في كتابة الشعر في وقت مبكر من عمرها، تحديدا وهي في الحادية عشر من عمرها.
وفي مقدمة ديوان “قداس جنائزي” بترجمة للروائي العراقي برهان شاوي، تكتب آنا أخماتوفا، بعضا من سيرتها الذاتية، مشيرة إلى أنها ولدت في منطقة “بلشوي فونتان” بالقرب من مدينة أوديسا، لأب كان يعمل مهندسا في الأسطول البحري.
ــ هكذا قاد “تولستوي” آنا أخماتوفا إلي ضفاف الشعر
وتلفت آنا أخماتوفا، إلي أنها قد تعلمت القراءة من خلال كتاب “الألفباد” الذي وضعه للأطفال ليف تولستوي، ومنذ الخامسة بدأت تعلم الفرنسية سماعا من خلال الدروس التي كانت تعطيها لها معلمة الفرنسية بمعية الأطفال الأكبر سنا.
وتمضي آنا أخماتوفا في سيرتها الذاتية مشددة علي: كنت في الحادية عشر من عمري حينما كتبت أول قصيدة شعر. لم أبدأ الشعر مع بوشكين أو ليرمنتوف، وإنما مع قصائد درجافين ونكراسوف التي كانت أمي تحفظهما غيبا.
في أبريل من عام 1910 تزوجت من “نيقولاي جوميوف” وهو شاعر روسي مهم وصاحب ورشة الشعراء، وسافرنا لقضاء شهر العسل في باريس. تجولت في الأزقة والحدائق الباريسية المتدفقة الحياة تلك التي وصفها أميل زولا قائلا: هنا كان يجلس البلاشفة وهناك المناشفة.
النساء حينما كن قد بدأن لتوهن بلبس البنطلونات، ودواوين الشعر كانت تشتري لوجود رسومات هذا الفنان أو ذاك عليها، عندما أدركت بأن الرسم الفرنسي قد ابتلع الشعر الفرنسي، وحين عودتي إلي بيترسبورج سجلت في الصف العالي لتاريخ الأدب.
وفي هذه الفترة بدأت بكتابة أشعار التي ضمنتها مجموعتي الأولي، وحينما وقعت أمام ناظري مخطوطة “صندوق من خشب السرو” لـ “أنيسكي” كنت مذهولة فقرأتها ناسية أي شئ حولي.
ــ “المساء” أولي مجموعات آنا أخماتوفا
وتلفت آنا أخماتوفا، إلي أن أولي مجموعاتها الشعرية “المساء” وقد أصدرتها في العام 1912، في 300 نسخة فقط، وقد استقبلها النقاد بشكل جيد. وفي العام 1914 صدرت مجموعتها الشعرية الثانية تحت عنوان “إكليل الورد”.
كنت أقضي فصول الصيف في أحد الأماكن علي بعد 15 فرسخا من “بيجينسكا”، إنه مكان قبيح، فعلي مساحات واسعة من التلال حقول محروثة، طواحين، وحدائق جدباءو مستنقعات جافة، قناطر، قمح، قمح، قمح، هناك كتبت معظم أشعار مجموعتي “السرب الأبيض”، وهذه المجموعة صدرت في أغسطس عام 1917، وقد استقبلها النقاد بشكل غير مرض وعادل، لقد اعتبروها أقل مستوي من مجموعتي “إكليل الورد”.
وتختتم “آنا أخماتوفا” مقدمة ديوانها مشددة علي: أنا لم أهجر كتابة الشعر، ففيه أجد علاقتي مع الزمن، ومع الحياة الجديدة لوطني، فحينما كتبت أشعاري، كنت أعيش تلك الإيقاعات البطولية لتاريخنا، إنني سعيدة لأنني عشت كل هذه السنوات، ورأيت كل تلك الأحداث.