«الرجال البيض الأغنياء» يكشف أوجه اللا مساواة البغيضة
بالاعتماد على مجموعة من الحكايات الجذابة والمدعومة ببيانات شاملة، يقدم كتاب "الرجال البيض الأغنياء" لـ جاريت نيمان حجة مقنعة مفادها أن عدم المساواة يضر الجميع.
أضرار اللا مساواة تلحق بالجميع
يشير الكتاب إلى أنه ينبغي تركيز النظر على الأشخاص في المجتمعات المهمشة، فعدم المساواة في الوصول إلى الفرص يجعل النجاح نتيجة مفروغًا منها بالنسبة لأولئك الذين يتمركزون في أعلى درجات السلم الاجتماعي والاقتصادي.
ويجادل نيمان بأن التفاوتات الاجتماعية والاقتصادية تمنع حتى الرجال البيض الأغنياء في قمة هيكل السلطة من أن يكونوا قادرين على تجربة إنسانيتهم الكاملة.
هذا المفهوم الجديد، المتعلق بالأثر السلبي لعدم المساواة على جميع الأطراف، ظهر، حسبما جاء في تقرير موقع NPR عن الكتاب، في كتاب هيذر ماكغي "مجموعنا: ما تكلفه العنصرية للجميع وكيف يمكننا النهوض معًا"، يستكشف نفس الفرضية، وإن كان الكتاب يركز بشكل أكبر على العرق.
نجح نيمان في تقديم مساهمات مميزة في هذه المحادثة كرجل أبيض غني، لديه علاقات متعددة تمكنه من المشاركة في محادثات صريحة توضح كيف تعمل "النخبة الليبرالية" بانتظام على أساس التحيزات الإشكالية بما يمكن ربطه بشكل خاص بأسطورة الجدارة.
تغييرات هيكلية
يشير المؤلف إلى أن تكافؤ الفرص والجدارة هي أفكار مغرية وطموحة لكنها مُثُل غير قابلة للتحقيق بدون تغييرات هيكلية كبيرة تعيد التوجيه نحو العدالة.
ويورد بيانات عن عدم اللامساواة في أمريكا فيشير إلى أن القول المأثور عن الأغنياء يزدادون ثراءً بينما يعاني الفقراء العكس هو حقيقة أن "ثلثي الأسر الفقيرة تظل في حالة فقر بعد عقد من الزمان، بينما تظل معظم الأسر ذات الدخل المرتفع في الطبقات العليا".
استراتيجيات ملموسة
على الرغم من أن المعلومات في الكتاب قد تدفع نحو اليأس، إلا أنه يقوم ببناء حجة قوية لخلق مستقبل يمكن للجميع الازدهار فيه، فيقدم “نيمان” في الجزء الثاني استراتيجيات ملموسة وطموحة للقيام بذلك تشمل القضاء على الفقر، وخلق ثقافة الإصلاح، وإعادة الاتصال.
ويوضح المؤلف أن خرافة الحديث أنه إذا عالجت أمريكا الظلم الاقتصادي، ستحل العدالة العرقية يحجب حقيقة أهمية التحكم في الثروة، فمن الضروري أن يرفض الرجال البيض الأغنياء تلك الأساطير، ومن الضروري البدء في بناء مجتمع صحي يشعر فيه الجميع بالتقدير والدعم والقدرة على أن يكونوا أنفسهم.