"الإسكوا": ارتفاع أسعار الوقود والأسمدة أدت لزيادة تكلفة الإنتاج الزراعي
قالت لجنة الأمم المتحدة والاجتماعية لغرب آسيا "الإسكوا"، إن أزمة غلاء الميعشة تتولد وتنتقل عبر مسارات رئيسية عدة، وتشمل: ارتفاع أسعار الأغذية، وارتفاع أسعار الوقود والغاز، وارتفاع اسعار الفائدة، وضيق الظروف ، ولكل من هذه المكونات آثاره الهامة، إلا أن اجتماعها كلها يجعلها تؤازر بعضها بعضا بحيث تشكل دوامة يصعب الخروج منها.
واضافت "الإسكوا" في تقرير لها حصل "الدستور" على نسخة منه، أنه قد بدأت تلك الظاهرة السابق ذكرها بسبب جائحة كورونا والحرب في أوكرانيا، ومع ارتفاع تكلفة المعيشة، يبحث العاملون عن وظائف جديدة بحيث ترتفع أجورهم وتواكب التضخم، غير أن زيادة الأجور بشكل جماعي قد ترسخ التضخم.
وأكدت لجنة الأمم المتحدة والاجتماعية لغرب آسيا، أن ارتفاع أسعار الوقود والأسمدة أدت إلى زيادة تكلفة الإنتاج الزراعي، وكذلك النقل والتوزيع، فتكون النتيجة ارتفاعًا في أسعار المواد الغذائية، وارتفاع أسعار المواد الغذائية قد يعتصر موارد الأسر المالية، فيجردها من مقومات المعيشة ويهددها بمزيد من الفقر، ويؤدي ارتفاع الأسعار ايضا الى مزيد من الضغوط لرفع أسعار الفائدة، فتزداد تكلفة الاقتراض، وقد تنتهي الحال بانخفاض قيمة العملة، فتزداد تكلفة استيراد الأغذية والطاقة.
وبدأت الأسعار العالمية للوقود الأحفوري في الارتفاع في عام 2021 مع انتعاش الطلب العالمي بعد جائحة كورونا وبالمقابل كان العرض شحيحًا بعد سنوات من تقلص الاستثمار في قطاع الطاقة، وأما الحرب في أوكرانيا، التي نشبت في أوائل عام 2022، فقد رفعت الأسعار إلى مستويات غير مسبوقة تاريخيًا، ولا سيما أسعار الغاز الطبيعي، بعد اضطراب خطوط تجارة سلع الطاقة، والمخاوف بشأن الإمدادات المستقبلية.
وبحلول نهاية الربع الأول من عام 2022، تضاعفت أسعار النفط الخام مرتين، وأسعار الفحم ثلاث مرات، وأسعار الغاز الطبيعي أكثر من خمسة مرات مقارنة بأوائل عام 2021 وتشير التوقعات حتى عام 2026 إلى بقاء أسعار النفط الخام والفحم أعلى مما كانت عليه قبل الحرب.